اجتمع ماضي وحاضر الاميركي مايكل فيلبس في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية في انفجار مائي اخير لسباح اكد انه اكثر من مجرد آلة لاحراز الميداليات.
 
بعد احرازه 22 ميدالية بينها 18 ذهبية، في اربع مشاركات ضمن الالعاب الاولمبية بين 2000 و2012، اعاد فيلبس كتابة نهاية ملحمته الاولمبية بخمس ذهبيات وفضية احرزها في غضون اسبوع في المسبح الاولمبي في ريو دي جانيرو.
 
ورفع الدلفين البشري رصيده القياسي الى 28 ميدالية بينها 23 ذهبية.
 
وفي وقت يسدل فيه الستار على مسيرة ملحمية، طارد خلالها اهدافه بشراسة رهيبة، يبدو فيلبس رجل عائلة دافىء يتجه نحو حياته المستقبلية.
 
ولم تكن هذه الصورة التي ظهر بها فيلبس في السابق، اكان في مشاركته الاولى في سيدني 2000 عندما كان بعمر الخامسة عشرة، او في اثينا 2004 عندما نافس العملاقين الاسترالي ايان ثورب والهولندي بيتر فان دن هوغنباند.
 
في بكين 2008، سبح بتصميم وتركيز رهيبين حاصدا 8 ذهبيات في 8 سباقات في انجاز غير مسبوق.
 
وكانت لندن 2012 الرحلة الاخيرة المفترضة لفيلبس، اذ عبر عن نيته الاعتزال والاخلاد للراحة.
 
وبرغم تحقيق 4 ذهبيات وفضيتين، الا ان فيلبس طارده شبح التحضير غير الكامل خصوصا نتيجة خسارته سباق 200 م فراشة امام الجنوب افريقي تشاد لوكلو.
 
وكانت ريو 2016، بحسب بوب بومان مدرب فيلبس لمدة 20 سنة، المكان المناسب ليهندس السباح نهاية مسيرته الزاخرة.
 
وقال بومان: "اعتقد بانه يفكر في ذلك. يردد دوما انه يريد الرحيل بشروطه. بشروط جيدة وليس كمن يطرد من وظيفته".
 
وشهدت عودة فيلبس عن اعتزاله مطبات جديدة عندما ضبط يقود بسرعة 135 كلم/ساعة داخل نفق في ميريلاند حيث تبلغ السرعة القصوى نصف الرقم الذي سجله السباح الخارق، وهو تحت تأثير الكحول.
 
وفتحت هذه الحادثة الباب امام رحلة شخصية لفيلبس شملت اقامته في منشأة متخصصة في مجال الصدمات النفسية وعلاج الادمان.
 
هناك، اعاد فيلبس الذي ربته والدته ديبي بعد طلاقها من زوجها، الاتصال بوالده المنفصل.
 
واتخذت العلاقة ابعادا اضافية بعد ان رزق من خطيبته نيكول جونسون بولده البكر بومر في ايار/مايو الماضي.
 
وكانت جونسون وطفلها بومر في الخطوط الامامية على مدرجات المركز الاولمبي في منطقة بارا في ريو، وهناك احتفل معهما موجها قبلة ناعمة لطفله الصغير.
 
وكان مشهدا عاما جديدا يظهر به فيلبس، وهو امر لم يكن يسمح لنفسه القيام به سابقا، مثل عدم الافراط في الفرحة بعد التتويج في سباق 200 م متنوعة استعدادا لنصف نهائي 100 م فراشة بعدها بقليل.
 
- التصميم ابرز ميزاته -
 
قال بومان "كان مشهدا جميلا"، مضيفا انه نصح فيلبس سابقا بالاستفادة من اللحظة "لاشعال النار بداخلك وانت تستمع الى النشيد الوطني".
 
ووصف بومان بنفسه فيلبس بانه "آلة تحفيز" حول نفسه نتيجة انتصاراته وادائه الثابت الى "آلة لتحقيق الميداليات".
 
يرى بومان ان كل واحدة من تلك الميداليات نتيجة عرق واجهاد: "ربما الاولى كانت الاسهل. بعد ذلك كانوا في غاية الصعوبة".
 
وكشف بومان ابرز ميزة رياضية لفيلبس عندما بدأ يدربه بعمر الحادية عشرة وهي التصميم. وقدعاش معه حوادث عاصفة، من بينها قيادته مخمورا بعمر التاسعة عشرة وظهور صورة له نشرت في الصحف وهو يدخن الماريجوانا في 2009.
 
ووصلت العلاقة بين الرجلين الى الحضيض مع اقتراب لندن 2012، لكن بومان يرى ان فيلبس تغير بحق في ريو.
 
وتحمل مسؤولياته الجماعية وكان قائدا لمنتخب الولايات المتحدة لاول مرة، كما حمل العلم الاميركي في حفل الافتتاح الذي لم يحضره ابدا في السابق.
 
بعدها غطس في الماء، وقام بما يجيد: الذهب في 4 مرات 100 م حرة والتتابع 4 مرات 200 م حرة، ثم ثأر لخسارته امام لوكلو في 200 م فراشة وانتزع رابع لقب في 200 م متنوعة للمرة الرابعة على التوالي.
 
وحتى الخسارة امام المفاجأة السنغافورية جوزيف سكولينغ في 100 م فراشة، حملت سابقة غريبة فقد تقاسم الميدالية الفضية مع سباحين اثنين اخرين.
 
ويبقى السؤال الذي يطرحه الجميع، خصوصا اثر نجاحه في ريو بعد تردد المحللين حول امكانية تألقه مجددا: "لماذا لا يبقى داخل الاحواض؟".
 
ويرى بومان: "لا ارى ان هذا الشيء سيحصل. اعتقد ان لديه الكثير من الامور ليقوم بها. لديه خطة لحياته، وهو في موقع جيد لتنفيذها".