قبل أربعة اشهر من اختيار المدينة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، تقوم لجنة التقييم التابعة للجنة الاولمبية الدولية هذا الاسبوع بزيارة المدينتين المرشحتين: لوس انجليس الاميركية وباريس.

وستكون لوس انجليس، أبرز مدن ولاية كاليفورنيا الأميركية، على موعد أول مع اللجنة بدءا من الأربعاء، حيث ستقوم بعرض مخطط "دون مخاطى" أمام المسؤولين عن الرياضة الأولمبية عالميا.

ولدى اللجنة المسؤولة عن ملف ترشح المدينة الأميركية، ثلاثة أيام لاقناع الأولمبية الدولية بجهوزيتها للاستضافة منذ هذا الأسبوع.

ويقول رئيس "لوس انجليس 2024" كايسي فاسرمان على ان "لوس انجليس هي الترشيح الذي يستطيع الربط بين الالعاب الاولمبية والمستقبل. لدينا دعم مكثف من الرأي العام وكل البنى التحتية التي نحن في حاجة اليها، موجودة حاليا".

يتابع "عندما تستبعد عاملي الخطر هذين، يمكنك ان تصبح متفرغا لخدمة الحركة الاولمبية خلال سبع سنوات. لا توجد اي مدينة اخرى تستطيع قول الأمر ذاته".

وعلى غرار ما قام به اسلافهم منظمو اولمبياد 1984، يؤمن مسؤولو "لوس انجليس 2024" بامتلاكهم ملف ترشيح قادر على إعادة صياغة التاريخ الأولمبي، وذلك في مواجهة الزيادة الكبيرة في موازنات الألعاب وعدم حماسة الحكومات والمواطنين لاستضافة الحدث الأولمبي، وهو ما تجلى في انسحاب هامبورغ الالمانية وبوسطن الاميركية وروما وبودابست من السباق لاحتضان دورة 2024.

ووضعت "لوس انجليس 2024" على جدول اعمال وفد اللجنة الاولمبية الدولية زيارات للكوليزيوم (مجمع رياضي) وستايبلز سنتر (صالة لمختلف الرياضات) وجامعة "يو سي ال ايه" (جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس)، وهي مواقع رمزية في مشروعها.

وجاء اختيار الموقع الاول لانه كان في قلب أولمبياد 1984 ويعد مثالا على النجاح الاقتصادي، والثاني يتخذه نادي لوس انجليس ليكرز لكرة السلة أرضا له وهو مجمع رياضي شامل وحديث، والثالث وهو الورقة الرابحة في المشروع الاميركي لانه يقضي بتحويل السكن الجامعي الى "قرية أولمبية" تستضيف الرياضيين خلال الألعاب.

- لوس انجليس "الحقيقية" - 

ويقول فاسرمان ضاحكا "يمكنك القدوم الى لوس انجليس والمبيت من الان في قريتنا الاولمبية"، مدركا بأن هذه الحجة قد تؤتي ثمارها لكون المسألة تؤرق مسؤولي اللجنة الاولمبية بين كل دورة ألعاب وأخرى.

وكانت لوس انجليس استضافت ايضا اولمبياد 1932، وترى ان في استطاعتها جذب اللجنة الاولمبية الدولية من خلال الرياضيين والرياضيات الذين ولدوا في المدينة او ما يعرف بـ "صنع في لوس انجليس"، كالعداءة أليسون فيليكس (31 عاما) بطلة 200 و400 م، المتعطشة "لاظهار ان لوس انجليس هي حقا مكان رائع".

أضافت "بالتأكيد أريد ان اتحدث معهم (أعضاء الوفد الاولمبي) عن المناخ الذي يسمح للرياضيين بالتدريب طوال السنة، وعن المنشآت الرياضية من المستوى العالمي، وان أذكرهم كذلك بأني من جيل أولمبياد 1984".

ومن المقرر ان تتم عملية اختيار المدينة المنظمة في ليما في 13 أيلول/سبتمبر المقبل. وفي حال مضت اللجنة الأولمبية في طرح اختيار مزدوج (تسمية المدينة المضيفة لأولمبياد 2024 و2028 في الوقت ذاته) كما يرغب رئيسها الالماني توماس باخ، ستصطدم بالرفض المسبق للوس انجليس وباريس لهذا الاقتراح، وتأكيد كل منهما انها مرشحة فقط لاستضافة نسخة 2024.

وذكر المدير العام لـ "لوس انجليس 2024" جين سايكس "نحن نركز على (ألعاب) 2024 وفقط 2024".

وتقام دورة الألعاب الأولمبية مرة كل أربع سنوات. واستضافت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية دورة 2016، وستستضيف طوكيو 2020.

ويبدو مسؤولو ملف لوس انجليس الذي يرفع شعار "اتبعوا الشمس"، مرتاحين الى فرص مدينتهم، الى درجة ان المشاكل اليومية التي يعانيها سكان المدينة في قطاع النقل، او حتى الطقس الذي سيكون كما اعلن متقلبا على غير عادته هذا الاسبوع، لا تقلق راحتهم.

ويقول فاسرمان واثقا "نحاوجهول ان نظهر لهم لوس انجليس الحقيقية.. لوس انجليس التي يمكن ان يجدوها في 2024".