ظلت إدارة موناكو الفرنسي لا تتردد في بيع نجوم النادي مهما كانت مكانتهم في خطط الجهاز الفني ومهما كان تأثيرهم على نتائج الفريق منذ التسعينات من القرن المنصرم، ليواصل النادي في وضع نجومه على قائمة الانتقالات مع حلول كل ميركاتو صيفي أو شتوي.

ويكشف تقرير لصحيفة "سبورت" الإسبانية أن اغلب الأسماء الوازنة التي ساهمت في تتويج موناكو بلقب الدوري الفرنسي الموسم المنصرم بعد 17 عاماً من الصيام وبلوغه المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب 13 عاماً ، هي معروضة للبيع حالياً، حيث تنتظر إدارة النادي أغلى العروض المالية بشأنها قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية بحلول شهر سبتمبر.
 
وبحسب التقرير، فإن هناك 8 لاعبين قد تركوا الفريق أو سيتركونه هذا الصيف، بعدما كان لهم الدور الأهم في تألق نادي الإمارة الفرنسية خلال منافسات الموسم الماضي، وذلك في إطار سعي النادي للاستفادة منهم لتعزيز خزينته المالية، مما يسمح له بانتداب لاعبين آخرين ضمن السياسة التي تتبعها "الإمارة" منذ سنوات.
 
و بالنظر إلى الأسعار المتوقعة لرحيل هؤلاء الثمانية، فإن خزينة موناكو ستحقق عائدات تقارب من الـ 300 مليون يورو، حيث رحل حتى الآن كل من البرتغالي برناردو سيلفا إلى نادي مانشستر سيتي مقابل 50 مليون يورو ، فيما حزم حقائبه المغربي نبيل ضرار وانتقل إلى تركيا للعب ضمن صفوف فنربخشة مقابل 4.5 مليون يورو، بينما قرر الفرنسي فالير جيرمان اللعب لصالح أولمبيك مرسيليا الفرنسي مقابل 8 ملايين يورو.
 
وفي المقابل، فإن بقية الأسماء ستحقق إيرادات أعلى في حال رحيلها، خاصة المهاجم كيليان مبابي المرشح لكسر كل الأرقام في حال انتقل إلى أحد الفرق التي تستهدفه على غرار ريال مدريد الإسباني أو أرسنال الإنكليزي أو باريس سان جيرمان الفرنسي ، إذ أن صفقته مرشحة لتصل قيمتها إلى 135 مليون يورو.
 
فيما تتابع أعين كبار أندية القارية لعدد من نجوم نادي الإمارة، مثل الفرنسي توماس ليمار المطلوب من أرسنال بأكثر من 50 مليون يورو، والبرازيلي فابينيو المستهدف من نادي باريس سان جيرمان ، والفرنسي تيموي باكايوكو الذي يحظى باهتمام نادي تشيلسي ، والفرنسي بينجامين ميندي الذي يرغب المدرب الإسباني بيب غوارديولا في ضمه لصفوف مانشستر سيتي .
 
هذا وبات رحيل هؤلاء النجوم عن موناكو أمراً ضروريًا لإفساح المجال أمام اللاعبين الجدد والمنتدبين من عدد من الأندية، ضمن سياسة الإحلال الدوري الذي تقوم به إدارة النادي، التي استغلت "الميركاتو" لجلب 5 لاعبين جدد من الشباب المغمورين، والذين لم يكلفوا خزينتها سوى 51 مليون يورو ، لتراهن عليهم حتى يكونوا نجوماً على المدى القصير قبل بيعهم بأسعار مرتفعة .
 
تعاقدات جديدة
 
وكان النادي الفرنسي قد تعاقد مع كل من البلجيكي يوري تيليمانس من نادي اندرلخت البلجيكي مقابل 25 مليون يورو ، والفرنسي صاليحو مايتي من نادي زولت فارجم البلجيكي نظير 8 ملايين يورو، و الإسباني جوردي مبولا من رديف نادي برشلونة لقاء ثلاثة ملايين يورو، والهولندي تيرينس كونغولو من نادي فاينورد روتردام الهولندي لقاء 15 مليون يورو ، فضلاً عن ضمه للفرنسي جوردي غاسبار من نادي أولمبيك ليون الفرنسي في صفقة انتقال حر .
 
نجوم رحلوا
 
هذا ويضم تاريخ موناكو قائمة طويلة من الأسماء أصحاب النجومية الكبيرة في الملاعب، الذين باع النادي عقودهم ونجح في جلب آخرين مكانهم على غرار الهداف الليبيري جورج وياه الذي انتقل إلى نادي باريس سان جيرمان في عام 1992 ، والحارس الفرنسي فابيان بارتيز الذي غادر إلى نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي ، والهداف الكولومبي خاميس رودريغيز الذي انتقل لصفوف ريال مدريد الإسباني، والفرنسي لودوفيك جيولي والمكسيكي رافائيل ماركيز اللذين انتقلا إلى برشلونة الإسباني، والفرنسيين دافيد تريزيغيه و تيري هنري اللذين التحقا بصفوف نادي يوفنتوس الإيطالي .
 
ومن اللافت للنظر أن سياسة البيع المستمر التي يتبعها مسيرو نادي موناكو لا تشمل اللاعبين فقط، بل أمتدت لتطال المدراء الفنيين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، فالمدير الفني الحالي البرتغالي ليوناردو جارديم أصبح مرشحًا لتدريب أقوى الفرق الأوروبية بعدما صنع مجده مع نادي الإماراة ، وقبله كان الفرنسي أرسين فينغر الذي صنع هو الآخر لنفسه إسمًا مع النادي ، قبل أن ينتقل إلى إنكلترا لتدريب نادي أرسنال، إضافة إلى الفرنسي ديدييه ديشان الذي انتقل لتدريب نادي يوفنتوس و منه إلى تدريب المنتخب الفرنسي.
 
الجدير ذكره بأن هذه السياسة حققت مكاسب مالية للنادي دون أن تؤثر على نتائجه باستثناء المرحلة التي أعقبت حصول الفريق على وصافة دوري أبطال أوروبا عام 2004 ، حيث غادره اغلب نجومه ومعهم المدرب ديشان، فتراجعت نتائجه وهبط إلى دوري الدرجة الثانية قبل أن ينتشله الملياردير الروسي ديميتري ريبولوفليف من الضياع ويُعيده إلى مكانته في عام 2013.
 
 
شاهد الإحصائيات: