تشهد الساحة الإعلامية الفرنسية هذه الايام تراشقاً شديداً بين اثنين من ابرز النجوم في تاريخ الكرة الفرنسية هما ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا والمهاجم الدولي السابق كريستوف دوغاري، اللذين&كانا ضمن منتخب فرنسا المتوج ببطولة كأس العالم عام 1998 وكأس أمم أوروبا عام 2000.

وتحول التراشق بين النجمين السابقين إلى مادة دسمة في مختلف وسائل الإعلام المحلية و الجماهير الرياضية، خاصة انه جاء بعد اسابيع قليلة من تتويج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم بروسيا والإنتهاء للتو من الاحتفالات باللقب العالمي.

وبحسب الصحافة المحلية، فإن العلاقة بين ديشان و دوغاري ليست على ما يرام منذ سنوات، وبلغت حد الفتور ، حتى عندما كانا يلعبان معاً في صفوف المنتخب الفرنسي ، لكن هذه العلاقة ظلت ناراً تحت الرماد ، غير ان التصريحات التي ادلى بها دوغاري لإذاعة "مونتي كارلو"،& والذي يعمل بها محللاً رياضياً ، قد ألهبت تلك النيران ودفعت بالمدرب الفرنسي للرد عليها، بعدما شعر بأن دوغاري لا ينتقده كمدرب بل يستهدفه كشخص.

وبدأت فصول التراشق قبل انطلاق بطولة كأس العالم بروسيا ، وتحديداً غداة إعلان ديشان عن قائمة اللاعبين، الذين سيخوضون البطولة ، واستبعاده للمهاجم كريم بن زيمة رغم تتويجه مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للعام الثالث على التوالي ، حيث انتقد دوغاري بشدة الخيارات التكتيكية لديشان متهمًا إياه باستغلال المنتخب الوطني بجعله رهينة لحساباته الضيقة، طالباً منه بضرورة المنافسة على اللقب العالمي لإقناع الفرنسيين بجدوى هذه الخيارات و إبعاده لاحد أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة الفرنسية.

وقبلها كان دوغاري قد اتهم ديشان بالتخطيط للإستيلاء على منصب المدير الفني بالمنتخب الفرنسي في عام 2012 مستغلاً اخفاق زميله الأسبق لوران بلان في بطولة كأس أمم أوروبا 2012 ، حتى انه وجه إليه أصابع الاتهام بأنه كان يقضي اوقاته عندما كان لاعباً مع المدربين و المسؤولين و الإعلاميين اكثر مما يقضيه مع زملائه اللاعبين، في إشارة واضحة الى أنه كان ينقل اخبار اللاعبين الى مدربيه و رؤسائه&وأصدقائه&الإعلاميين ، مؤكداً بأن لديه اسراراً شخصية كثيرة عنه.

هذا وفضل ديشان التزام الصمت تجاه الانتقادات حول إبعاده لبن زيمة عن المنتخب الوطني ، بعدما نجح في إحراز لقب كأس العالم ، حيث ادلى بتصريحات صحفية قائلاً :" دوغاري لا يستحق مني حتى السلام عليه فلكل منا طريقه الخاص".&

ولم يتجرع مدرب "الديوك" اتهامات دوغاري ، حيث أكد بأن الأخير يستهدفه على الصعيد الشخصي ، وقد استغل منبراً إعلامياً هاماً في البلاد، والذي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة للتهجم عليه.

و فكر ديشان في اللجوء الى القضاء للرد على دوغاري ، لكنه تراجع عن ذلك لتفادي تأجيج التراشق الإعلامي، خاصة ان المنتخب الفرنسي تنتظره مباريات في تصفيات كأس أمم أوروبا 2020.

وبحسب ما اوردته صحيفة "لو باريزيان" المحلية، فإن الاتحاد الفرنسي تراجع عن إقامة المباراة الاستعراضية التي كانت ستجمع منتخب مونديال 1998 ضد منتخب نجوم العالم في ذات العام ، والمقررة &في شهر يوليو الماضي، وذلك بضغط من ديشان بسبب الانتقادات التي شنها ضده كريستوف دوغاري و ايمانويل بوتي، اللذان قادا&المنتخب الوطني لإحراز أول بطولة كأس العالم في تاريخ فرنسا.