يمتلك ريال مدريد تاريخاً حافلاً بتغيير مدربيه في منتصف الموسم، ولم تكن إقالة جولين لوبيتيغي والتعاقد مع الأرجنتيني سانتياغو سولاري المرة الأولى التي يلجأ فيها مسيرو النادي إلى العلاج بالكي في محاولة للخروج من أزمة سوء النتائج التي كانت دوما دافعاً إجبارياً لإحداث التغيير.

وتراهن الإدارة المدريدية على هذا التغيير لتصحيح مسار الفريق على أمل ان ينهي موسمه متوجاً بإحدى البطولات الثلاث الكبيرة خاصة مسابقتي كأس ملك إسبانيا و دوري أبطال أوروبا، على اعتبار انه لا يزال ينافس عليهما ، في وقت تبدو فرصته ضئيلة في المنافسة على لقب الدوري المحلي بعدما تخلف بفارق كبير عن المتصدر برشلونة.

ويكشف تقرير صحيفة "ماركا" الإسبانية عن تاريخ ريال مدريد مع تغيير المدربين وسط الموسم، و الذي حدث 16 مرة منذ تأسيس النادي ، فمن اصل 16 موسما نجح الفريق في ثمانية مواسم في الخروج من ازمته وإنهاء منافسات الموسم فائزاً بأحد الألقاب دون ان تتأثر نتائجه بالتغيير الذي طرأ على جهازه الفني .

هذا وشهد موسم (2015-2016) افضل تغييرات النادي المدريدي، عندما قرر الرئيس فلورنتينو بيريز إقالة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز في مطلع شهر يناير من عام 2016 وتعيين الفرنسي زين الدين زيدان ، لينجح الفريق في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا رغم فشله الذريع على الصعيد المحلي ، وترك زمام المبادرة لغريمه برشلونة.

وفي موسم (1959-1960) اسفر تغيير الجهاز الفني عن تتويج الفريق المدريدي بلقب دوري أبطال أوروبا بفضل المدرب ميغيل مونيز الذي حل محل الأرجنتيني لويس كارنيجيليا الذي غادر منصبه لاسباب صحية.

وفي موسم (1973-1974) نجح ريال مدريد في الفوز بلقب كأس ملك إسبانيا على حساب برشلونة برباعية نظيفة بفضل المدرب لويس مولويني الذي حل محل مواطنه المدرب ميغيل مونيز قبل &نهاية الموسم بعدة جولات .

و خلال موسم (1977-1978) قام ريال مدريد بتغيير مدربه في منتصف منافسات الموسم بإقالة الصربي ميليان ميلانيتش بعد الخسارة أمام سالامانكا ، ليتم تعويضه بلويس مولويني الذي قاد ريال مدريد لإحراز لقب الدوري الإسباني.

كما كلل بالنجاح التغيير الذي طرأ على العارضة الفنية لريال مدريد في موسم (1981-1982) وفاز الفريق المدريدي بلقب كأس ملك إسبانيا ، بعدما دشن موسمه مع المدرب اليوغسلافي فويادين بوشكوف قبل ان تتم إقالته ويتم تعيين لويس مولويني.

وفي موسم (1984-1985) اثمر التغيير الذي طرأ على الجهاز الفني قبل عشر جولات من نهاية الدوري الإسباني على تتويج الريال بلقب كأس الاتحاد الأوروبي ، حيث دشن منافسات الموسم تحت إشراف المدرب الإسباني أمانسيو أمارو قبل ان تتم إقالته ويتم تعيين مواطنه لويس مولويني الذي قاد ريال مدريد لإحراز لقبي كأس الاتحاد الأوروبي عامي 1985 و 1986.

وفي موسم (1990-1991) ورغم ان إدارة ريال مدريد استهلكت ثلاثة مدربين هم جون توشاك ثم الفريدو دي ستيفانو ثم الصربي رادومير أنتيتش ، إلا ان الفريق نجح في خطف كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة بفوز عريض قوامه اربعة اهداف لهدف .

وكانت جماهير ريال مدريد قد عاشت نفس السيناريو كذلك في موسم (1999-2000) عندما اقدم الرئيس لورينزو سانز على إقالة المدرب الويلزي جون توشاك والتعاقد مع الإسباني فيسنتي ديل بوسكي ، ليثمر هذا التغيير عن تتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على مواطنه فالنسيا &بثلاثة اهداف نظيفة في نهائي إسباني خالص .

في المقابل، فإن التغيير أدى إلى نتائج مخيبة للآمال خلال ثمانية مواسم لجأت خلالها إدارات ريال مدريد إلى تغيير المدير الفني للفريق &خاصة منتصف التسعينات فيما كان آخرها في موسم (2008-2009) بإقالة الألماني برند شوستر وإسناد المهمة للإسباني خواندي راموس.