من يعرف ميلان بافكوف؟ منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بات اسمه على كل شفة ولسان في العاصمة الصربية بلغراد ومدينة ليفربول الإنكليزية، بعد تسجيله هدفين لنادي الأولى النجم الأحمر في مرمى فريق الثانية ضمن دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.

فاجأ بافكوف والنجم الأحمر ليفربول في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثالثة في دور المجموعات، وألحق به هزيمة في بلغراد بثنائية نظيفة. ويجد متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي ووصيف المسابقة القارية الموسم الماضي أمام ريال مدريد الإسباني، نفسه في وضع حرج الثلاثاء عندما يستضيف نابولي الإيطالي في الجولة السادسة الأخيرة، وهو يحتاج الى الفوز لنيل فرصة بلوغ الدور ثمن النهائي.

وتعليقا على هدفيه في مرمى الفريق الإنكليزي، قال بافكوف في تصريحات للصحافة المحلية "احتجت الى وقت لاستيعاب ما قمت به. الآن وقد هدأت المشاعر، لا يزال كل ما تحقق يبدو مذهلا".

أضاف "أعيش لحظات كنت أحلم بها منذ لمست كرة قدم للمرة الأولى. أحلام طفولة تحولت الى واقع".

في أمسية الفوز على ليفربول، تجمع مشجعو النجم الأحمر أسفل شرفة المهاجم، هاتفين باسم اللاعب الفارع الطول (1,93 م).

قبل عامين، انضم المهاجم البالغ من العمر حاليا 24 عاما، الى صفوف النجم الأحمر، أبرز فرق البلاد قادما من رادنيكي نيتش، مقابل مبلغ متواضع في معايير الانتقالات الأوروبية، بلغ 300 ألف يورو فقط.

برز بافكوف كبطل غير متوقع بالنسبة الى المشجعين. في الأشهر الستة الأولى مع فريقه الجديد، غاب لفترات طويلة بسبب الإصابة. في الموسم الماضي، أعير الى فريقه السابق، قبل أن يعود الى النجم الأحمر مطلع الموسم الحالي، علما أنه لم يكن في عداد تشكيلة المنتخب الصربي التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

الا أن مدربه في الفريق فلادان ميلوييفيتش أكد دائما أنه كان يثق بقدراته.

وأوضح "أحب اللاعبين المتواضعين الذين يبذلون جهدا. كنت أعرف أن ميلان سينال في يوم من الأيام، ما يستحقه على الجهود التي يبذلها".

- "سوبرمان" -

كالت الصحف المحلية المديح لبافكوف بعد هدفيه اللذين منحا النجم الأحمر فوزه الأول في دور المجموعات للمسابقة الأوروبية الأهم منذ اعتماد نظامها الجديد في موسم 1992-1993.

كتبت عنه صحيفة بليتش إنه "رجل قيمته السوقية أقل بـ400 مرة من قيمة ليفربول"، وذلك بعد تسجيله في ملعب فريقه ماراكانا هدفين أحدهما رأسية اثر ركلة ركنية، وتسديدة قوية من نحو 25 مترا.

استخدمت وسائل الإعلام المحلية صفات عدة في الحديث عنه: "بطل فردي" في فريق لم يكن يتوقع أحد أن يسقِط منافسا هو من الأبرز على الساحة الأوروبية في الفترة الراهنة، وحتى "سوبرمان" (البطل الخارق).

نشأ بافكوف في قرية صغيرة قرب مدينة نوفي ساد بشمال صربيا، وتنقل بين مختلف أندية منطقة فويفودينا حيث ظهرت موهبته في تسجيل الأهداف. فعاليته الهجومية فتحت له في العام 2016 باب أحد أكبر الأندية المناطقية في صربيا، فويفودينا نوفي ساد.

الا ان التجربة باءت بالفشل، بعدما لم يتمكن بافكوف في تسجيل أي هدف خلال 13 مباراة، وانتقل بعدها الى رادنيكي نيتش الجنوبي، حيث عاود اكتشاف الطريق الى الشباك، ولفت أنظار كشافي النجم الأحمر.

لقي بافكوف تأييد المشجعين، مثله مثل كل لاعبي النجم الأحمر، لدى تأهل الفريق في آب/أغسطس الى دور المجموعات للمسابقة الأوروبية على حساب فريق ريد بول. إيابا على ملعب الفريق النمسوي، انتزع النجم الأحمر التعادل 2-2 وتأهل بعد تعادل الفريقين سلبا في بلغراد.

الصورة التي طبعت في الأذهان بعد مباراة الإياب للملحق الأوروبي، هي لبافكوف وقد لف رأسه برباط أبيض ملطخ بدمائه.

أكد اللاعب بعد الفوز على ليفربول، أنه لم يصدق تسجيله هدفي الفوز. يبدو أن العديد من الصرب لم يصدقوا ذلك أيضا.

ويقول صديقه منذ الطفولة ستيفان نينكوف "لا يُصدَق. هدفان خلال سبع دقائق. من كان يتوقع ذلك؟".