تنتظر المنتخب الكرواتي 90 دقيقة لصناعة التاريخ، بوضع نفسه بين كبار العالم، قبل خوضه نهائي مونديال 2018 ضد فرنسا.

جهاد عمر_إيلاف: وجاء وصول كرواتيا للنهائي لأول مرة في تاريخها، عندما صعقت إنكلترا (2-1)، بعد الانتقال للأشواط الإضافية، لتضرب موعدا مع فرنسا غدا، التي فازت على بلجيكا (1-0) في المربع الذهبي.

وفي التقرير التالي نستعرض أبرز الأسباب التي تجعل إمكانية وجود كرواتيا على عرش المونديال واردة بنسبة كبيرة.

المرونة والثبات

قبل ١٧ عاما اشترك الجيش الكرواتي في حرب لضمان فصل كرواتيا عن يوغوسلافيا، وكان جميع أعضاء المنتخب الكرواتي على قيد الحياة أثناء الحرب.

هؤلاء اللاعبين الكروات يعرفون الكثير عن العقبات التي مرّت بها بلادهم، لذلك هم استعداد للقتال من أجلها، وهو ما اتضح بشكل كبير خلال المونديال وتحديدا في اللقاءات المصيرية بالأدوار الإقصائية.

وخاضت كرواتيا 3 معارك "طاحنة" في البطولة الحالية ضد الدنمارك، وروسيا، وإنكلترا تواليا، وفي جميعها لعبت 120 دقيقة، الأمر الذي يعني أن زلاتكو داليتش المدير الفني لكرواتيا، كان قد جهّز فريقه لهذه المرحلة على وجه الخصوص، إذ لم يستسلم اللاعبون حتى في أصعب الظروف وظهروا كفريق واحد.

وخير دليل على ذلك إصابة القائد لوكا مودريتش ضد روسيا في الدقائق الأخيرة، وإكماله المباراة حتى نهايتها، بالإضافة لإصابة إيفان راكيتيتش بالحمي ليلة لقاء إنكلترا، وحرصه على الظهور فيها حتى النهاية أيضا.

ضغوطات أقل

قبل انطلاق كأس العالم في روسيا، كانت احتمالات فوز كرواتيا بالمونديال هي 1-30، ما يعني أن وصوله لهذه المرحلة كان خارج إطار التوقعات.

ووقعت كرواتيا في المونديال بالمجموعة الرابعة، ورشّحها الجميع للصعود وصيفة خلف الأرجنتين، لكن هذا المنتخب قلب المجريات وصعد لدور الـ16 بالعلامة الكاملة.

ولعب غياب الضغوطات على عناصر كرواتيا، دورا كبيرا في وصولهم إلى المراحل الحاسمة حتى النهائي لأول مرة بتاريخهم، بعكس فرنسا، التي ستكون مطالبة بتحقيق حلم اللقب، نظرا لحالة الترشيحات الكبيرة التي ترافق المنتخب منذ بداية المونديال.

وخسرت فرنسا قبل عامين نهائي "يورو 2016"، الذي استضافته، لذلك فهي مطالبة بإفراح جماهيرها، وهو ما يعني أن المنتخب سيلعب تحت ضغوطات كبيرة ضد كرواتيا.

التاريخ

لا يمكننا تجاهل التاريخ أبدا عندما نحاول توقع بطل كأس العالم، إذ يقول أنه في كل 20 عاما نرى بطلا جديدا للمونديال، وذلك قبل حوالي 60 عاما،

ومنذ فوز البرازيل عام 1958 بكأس العالم لأول مرة في تاريخها، شاهدنا أبطالا جدد، إذ حقق المنتخب الأرجنتيني لقب مونديال 1978 لأول مرة أيضا، وكذلك فعلت فرنسا عندما تفوقت على البرازيل في نهائي 1998، والآن الكل ينتظر ويترقب تتويج كرواتيا، وفقا للتاريخ.

كما أن هذه المواجهة ستكون فرصة مناسبة لكرواتيا، لأجل الثأر من فرنسا، التي هزمت جيلها المميز بقيادة دافور سوكر في نصف نهائي 1998 (1-2)، وهو ما يعني أن اللقاء سيحمل أكثر من معنى بالنسبة للمنتخبين.