بلغت الإمارات المضيفة الدور نصف النهائي من بطولة كأس اسيا 2019 لكرة القدم بعد فوزها على استراليا حاملة اللقب 1-صفر الجمعة على استاد هزاع بن زايد في العين.
وسجل علي مبخوت الهدف (68). وتلعب الإمارات الثلاثاء المقبل في نصف النهائي مع قطر الفائزة الجمعة أيضا على كوريا الجنوبية 1-صفر. وفي المباراة الثانية من دور الأربعة، تلتقي ايران مع اليابان الاثنين المقبل.
قدم الفريقان مباراة عكست مستوى أفضل مما قدماه حتى دور الـ16، وبدا منتخب استراليا في أحيان كثيرة في زي حامل اللقب بيد ان المضيف لم يقف مكتوف اليدين، فركز على الدفاع والهجمات المرتدة واستغلال الثغرات، إن وجدت، في صفوف الخصم.
وكسب مدرب الامارات، الايطالي البرتو زاكيروني (65 عاما) الرهان حتى الساعة بعد تعرضه للكثير من الانتقادات نتيجة المنحى الدفاعي الذي ينتهجه، علما انه يسعى الى قيادة فريقه الى لقبه القاري الاول بعدما سبق له شخصيا ان توج بالكأس عام 2011 مع اليابان.
وتقف الامارات على بعد خطوة من نسخ انجاز عام 1996 عندما استضافت العرس القاري وبلغت النهائي للمرة الاولى قبل ان تخسر امام السعودية بركلات الترجيح.
في المقابل، فشل مدرب استراليا غراهام أرنولد الذي عين بعيد مشاركة الفريق في كأس العالم 2018 في روسيا وخروجه من الدور الأول، في قيادة منتخب بلاده ليكون خامس من يحافظ على لقبه منذ انطلاق البطولة في 1956 بعد كوريا الجنوبية (1956 و1960)، ايران (1968 و1972 و1976)، السعودية (1984 و1988) واليابان (2000 و2004).
وسبق لارنولد ان قاد "سوكروز" في كأس اسيا وفشل في تحقيق نتيجة أفضل من تلك التي تحققت في 2007 عندما خرج الفريق من تلك النسخة التي اقيمت بمشاركة 16 منتخبا من اول دور اقصائي (ربع النهائي) بالخسارة امام اليابان بركلات الترجيح، علما &ان تلك التجربة كانت الاولى لاستراليا في كأس اسيا بعد عام على انضمامها لأسرة الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
- خطأ دفاعي ومبخوت يحسم -
بدأت المباراة بحذر من الجانبين وإن برزت ثقة الاماراتيين بصورة أكبر حيث بادروا الى التقدم ولاحت الفرصة الاولى لعلي مبخوت لكن رأسيته علت العارضة (2).
وكسرت رأسية ترنت ساينسبوري السلبية الاسترالية غير انها لم تجد الى الشباك سبيلا (5) في ظل نسبة سيطرة وصلت الى 57 في المئة لأصحاب الضيافة في الدقيقة 10 قبل ان يبدأ "سوكروز" شيئا فشيئا في سحب البساط من تحت خصومهم.
وتقدم أبوستولوس جيانو وبدأ في طور تشكيل خطورة غير ان محمد احمد أنقذ الموقف (16) قبل ان يسقط أرضا بسبب الاصابة ويضطر مدربه زاكيروني الفائز بلقب الدوري الايطالي عام 1999 مع ميلان، الى استبداله بخليفة الحمادي (18).
وتقدم اسماعيل الحمادي على الجهة اليسرى ودخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية صدها الحارس الاسترالي ماثيو راين (21).
وتحولت السيطرة الى الضيوف وتألق كريستوفر إيكونوميديس بحركته المستمرة.
وسدد جايمي ماكلارين كرة على الطائر من داخل المنطقة أنقذها الحارس خالد عيسى (29).
وحصل منتخب الامارات على ضربة حرة من الجهة اليمنى لعبها المخضرم اسماعيل مطر وصلت الى علي سالمين فلعبها برأسه خلفية وصلت الى علي مبخوت ارسلها رأسية بدوره لكنها علت العارضة وسط ذهول زملائه والجماهير على الفرصة الضائعة (45+1).
وفي الثاني، لعب كريس إيكونوميديس ضربة ركنية من الجهة اليسرى طار لها جاكسون ايرفاين برأسية بدا كأنها في طريقها الى المرمى بيد أنها علت العارضة بقليل (59).
وخرج ماكلارين ودخل بدلا منه لاعب هرتا برلين الالماني ماثيو ليكي الذي تعرض لاصابة خطيرة ابعدته عن المباريات الثلاث الاولى في البطولة قبل ان يدخل في الدقيقة 68 من مباراة دور الـ16 امام أوزبكستان ويسجل ركلة الترجيح الأخيرة (60).
وعلى عكس المجريات، لعب الحارس الاماراتي كرة طويلة وصلت الى ديغينيك، الذي سيحمل الوان الهلال السعودي، فوجد نفسه تحت ضغط كبير من محمد عبدالرحمن ليمرر الكرة الى حارس مرماه، غير ان مبخوت سبق الأخير اليها وتخطاه وسددها سهلة في الشباك مانحا صاحبة الضيافة التقدم (68).
وسعى الاستراليون الى انتزاع التعادل في ما تبقى من وقت محتسب بدل ضائع لكن دون جدوى وحصل ايرفاين على بطاقة صفراء بعدما فقد اعصابه في مواجهة أحد الخصوم (90+7).
وسدد مارك ميليغن كرة من خارج منطقة الجزاء لم تثمر (90+11) قبل ان يطلق الحكم الياباني ريوجي ساتو صافرة النهائية.
ملخص مباراة الامارات واستراليا:
قطر تفاجىء كوريا الجنوبية وسون
فجرت قطر مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها على كوريا الجنوبية ونجمها سون هيونغ مين 1-صفر، فبلغت نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، الجمعة في مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي.
وسجل لاعب الوسط عبد العزيز حاتم هدف الفوز من تسديدة قوية من خارج المنطقة (78). وتلعب قطر التي لم تهتز شباكها بعد وحققت فوزا خامسا على التوالي مع الفائز من مواجهة الإمارات المضيفة وأستراليا التي تقام لاحقا في مدينة العين.
وتشارك قطر في النهائيات من دون جماهيرها في ظل أزمة دبلوماسية خليجية على خلفية قطع الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، علاقاتها مع الدوحة في حزيران/يونيو 2017 بسبب اتهام تنفيه قطر بدعم التنظيمات المتطرفة.
وتغيب جماهيرها عن البطولة برغم تأكيد السلطات الإماراتية السماح بقدومها بالتنسيق مع الاتحاد القاري. وكانت أفضل نتيجة لقطر بلوغها ربع النهائي في عامي 2000 في لبنان و2011 على أرضها.
من جهتها، فشلت كوريا الجنوبية، حاملة اللقب في 1956 و1960 ووصيفة النسخة الأخيرة في 2015، في بلوغ نصف النهائي للمرة الرابعة تواليا، ومنيت بخسارتها الثانية في 21 مباراة ضمن كأس آسيا.
وخرج نجمها سون هيونغ مين بخفي حنين من البطولة، بعد عودته من فريقه توتنهام الإنكليزي للمشاركة بدءا من الجولة الثالثة الاخيرة في دور المجموعات.
ولعب سون (26 عاما) الذي خاض 12 مباراة في أكثر من شهر، 209 دقائق في مباراتين بعد غيابه عن أول جولتين بحسب اتفاق بين توتنهام والاتحاد الكوري الجنوبي، إذ شارك في دورة الالعاب الآسيوية الأخيرة لاعفائه من الخدمة العسكرية.
وقال حسن هيدوس قائد قطر بعد المباراة "لعبنا بخطة مغايرة عن مباراة العراق الاخيرة، خمسة في الدفاع وثلاثة في المنتصف".
وعن عدم اجراء المدرب الاسباني فليكس سانشيز اي تبديل حتى الدقيقة 90 تابع "المدرب شاهد الكل متألقا ولم يحب تغيير طريقة لعب الفريق".
- "يوم تاريخي" -
وعن شعور الفوز قال سانشيز "اشعر باني اسعد مدرب في العالم . كان يوما كبيرا وحققنا انجازا تاريخيا. بلوغنا نصف النهائي ليس معجزة نستحق الوصول الى هنا". وتابع "وجدنا صعوبة في الحفاظ على الكرة في اول 20 دقيقة إذ كان الخصم منظما، لكن في الشوط الثاني كنا افضل وكان بمقدورنا التسجيل. بعدها بدأت كوريا باللعب بطريقة مباشرة".
وعن تغيير طريقة لعبه قال لفرانس برس "ليست المرة الاولى يلعب فيها خوخي مدافعا، حاولنا التأقلم مع طريقة لعب الخصم وعرفنا ان لاعبيهم سيعتمدون العرضيات ويمررون الكرات وراء خط الوسط".
وقال بوعلام خوخي لوكالة فرانس برس "عرف المدرب كيف يوظفني في الملعب، وهذا المركز ليس غريبا علي"، فيما قال المدافع بسام الراوي الذي سيغيب عن نصف النهائي لايقافه "لم نرتكب اخطاء دفاعية".
وعلق المدرب سانشيز على تناول اللعبين المعز علي والراوي دجاج كنتاكي بعد المباراة الاخيرة، قال مازحا "يمكنهما الذهاب اليوم أيضا لكن لساعة"، فيما قال الراوي "اعتدنا أنا والمعز على تناول الدجاج وسنكرر هذا الأمر الليلة".
بدوره، رأى البرتغالي باولو بنتو مدرب كوريا "كانت مباراة متوازنة حاولنا السيطرة عليها امام فريق يملك تنظيما جيدا. لعبت قطر بخمسة مدافعين، لكن اعتقد انه خلال الدقائق التسعين لم نصنع فرصا كافية". وتابع "الخصم كان أكثر فاعلية من فريقنا. كنا دوما مسيطرين على الخصوم في هذه البطولة لكن لم نكن فاعلين لذلك لن نغير طريقة لعبنا".
واردف المدرب الذي تمنى فوز إيران باللقب "لأنها تملك مدربا برتغاليا هو كارلوس كيروش": "احدى استراتيجياتنا كانت نقل الكرة الى الاطراف واللعب بسرعة ولو ان الخصم يلعب بخمسة لاعبين. احتجنا الى الوقت لنقل الكرة من جهة الى اخرى. لم نكن فاعلين في هذه النقطة".
- حاتم يصنع الفارق -
أمام 13700 متفرج في العاصمة الإماراتية، وفي ظل غياب الظهير الأيسر وأفضل لاعب في آسيا عبد الكريم حسن ولاعب الوسط الدفاعي عاصم مادبو بداعي الإيقاف، أجرى المدرب الإسباني فليكس سانشيز تغييرات عدة على طريقة لعبه.
أعاد سانشيز القادم إلى قطر عام 2006 من أكاديمية برشلونة الإسباني، لاعب الوسط بوعلام خوخي الى مركز قلب الدفاع لمساعدة الثنائي بسام الراوي وطارق سلمان، فيما لعب سالم الهاجري بدلا من مادبو وعبد الكريم العلي بدلا من حسن.
واستحوذت كوريا الجنوبية على الكرة بنسبة عالية من دون فرص خطيرة، وكانت أول تسديداتها على المرمى في الدقيقة 35 عبر لاعب لاعب الوسط هوانغ إينبيوم.
ونجحت قطر بالخروج متعادلة في الشوط الاول من دون نجاح الثنائي الهجومي أكرم عفيف والمعز علي متصدر ترتيب هدافي البطولة (7) بالوصول الى المرمى ، ومع انذارين لعبد العزيز حاتم والمدافع الراوي الذي سيغيب عن نصف النهائي.
وبعد الانكماش الدفاعي في الشوط الاول، بدأت قطر الثاني بنفس هجومي، لكن من مرتدة لهوانغ أويجو وتسديدة قوية من الخارج ابعدها الحارس سعد الشيب، كادت كوريا تفتتح التسجيل (48)، قبل أن يهدرالكوري تسديدة خطيرة على مقربة من مرمى الشيب (57).
ومن دخول نادر لسون داخل المنطقة، سدد كرة ارضية كانت ضعيفة لحسن حظ الشيب (72)، بعدها فرصة خطيرة جدا من ضربة حرة للظهير الايسر كيم جينسو ارتدت من الطرف الخارجي للقائم الأيسر (77).
لكن لاعب الوسط عبد العزيز حاتم كان له رأي آخر عندما أطلق تسديدة رائعة من أكثر من 25 مترا سكنت الزاوية اليسرى لمرمى الحارس كيم سيونغ غيو (79).
بعدها بثوان هزت كوريا الجنوبية الشباك عبر أويجو، لكن الحكم الأوزبكستاني رافشان إيرماتوف ألغى الهدف بداعي التسلل وبمساعدة من تقنية الفيديو.
كاد خوخي بوعلام يضاعف الأرقام من داخل المنطقة بأكروباتية صدها الحارس (83)، ثم حاول الدفاع القطري الصمود في ظل هجوم كوري كاسح اثر تبديلات هجومية من المدرب البرتغالي باولو بينتو لكن النتيجة بقيت على حالها في ظل فرحة جنونية من اللاعبين القطريين على أرض الملعب.
ملخص مباراة قطر وكوريا الجنوبية:
التعليقات