شدد مدرب منتخب العراق لكرة القدم السلوفيني سريتشكو كاتانيتش على أن كرة القدم في المنطقة العربية بحاجة إلى مزيد من التنظيم والمسؤولية، عشية مواجهة قطر في دور الـ 16 من كأس آسيا 2019 الثلاثاء في أبو ظبي.
وقال كاتانيتش الذي أشرف على منتخب الإمارات بين 2009 و2011 "كرة القدم في هذه المنطقة مختلفة وبحاجة الى التنظيم والمسؤولية. كثيرون يريدون التسلية دون مسؤولية. كي تفوز عليك أن تدرك مسؤولياتك في كل دقيقة على أرض الملعب. معظم اللاعبين موهوبون وأقوياء تقنيا، لكن خلال المباراة ينسى بعضهم مهامه".
لكن كاتانيتش الذي تولى منصبه قبل أربعة أشهر، أشاد بالمنتخب الحالي "العراق مميز وهناك شغف كبير. يعيش الشعب من اجل كرة القدم وأنا أريد إسعادهم".
وحصل كاتانيتش على ستة أيام كافية لتجهيز فريقه بعد انتهاء دور المجموعات حيث حل وصيفا لايران بفوزين على فيتنام 3-2 واليمن 3-صفر، وطالب لاعبيه "+قاتلوا وقوموا بوظيفتكم+. لكن لا أريد الضغط عليهم والتذكير بـ 2007" عندما أحرز العراق لقبا تاريخيا برغم الظروف الكارثية التي كانت تمر فيها البلاد.
وواظب العراق على بلوغ ربع النهائي على الأقل منذ نسخة 1996 كما حل رابعا في النسخة الاخيرة في أستراليا 2015، لكنه لا يعتبر بين الاربعة أو الخمسة الاوائل في القارة "ربما نحن بحاجة اكثر للتنظيم والدعم المالي والاداري لنكون بين افضل المنتخبات الاسيوية".
وتوقع كاتانيتش الذي يعول على مهارة الشاب مهند علي (18 عاما)، مباراة قوية مع قطر "خاضوا ثلاث مباريات مع 12 لاعبا لذا لن يغيروا كثيرا. بدلوا الأسلوب بين 3-5-2 و5-3-2 و4-3-3 وعدة طرق، لهذا السبب يجب أن أبلغ اللاعبين بضرورة توقعهم لتغييرات الخصم، مشيرا الى ان الارهاق في الادوار الاقصائية قد لا يكون جسديا بل نفسيا أيضا".
وأراح قدوم عائلات اللاعبين المعسكر العراقي، كما أوضح لاعب الوسط بشار رسن المحترف في بيرسيبوليس الايراني "التقينا بعائلاتنا في ابوظبي ودبي، معظم اللاعبين وجهوا دعوات لعائلاتهم وهذا يريحهم نفسيا".
لكن الاتحاد العراقي منع الزيارات للفندق خصوصا في ظل الحديث عن اغراءات لبعض اللاعبين بالاحتراف، "معظمنا يخوض كأس آسيا للمرة الاولى. قد نتأثر بالعقود من اوروبا والخليج، لكننا وصلنا لمرحلة نضوج الآن ولن يؤثر علينا هذا الامر".
في المقابل، يقارب الإسباني فليكس سانشيز المباراة "بعد اختبارنا ثلاثة أساليب مختلفة في الدور الاول" أمام لبنان (2-صفر) وكوريا الشمالية (6-صفر) والسعودية (2-صفر)، لتحقق قطر أفضل انطلاقة في تاريخها بتسع نقط كاملة. كما أن قطر سمحت لخصومها بالتسديد 3 مرات فقط على مرماها وهو رقم قياسي في الدور الاول.
وقال سانشيز الذي يعرف معظم لاعبيه لتجربته في الفئات العمرية ولا تزال شباك فريقه نظيفة "أعمل منذ زمن بعيد في هذا البلد، لدينا مجموعة جميلة من اللاعبين، في المباريات الودية الاخيرة نافسنا ضد منتخبات قوية مثل سويسرا وايسلندا وواجهنا الاكوادور وقدمنا اداء جيدا".
وعن مباراة العراق تابع المدرب الباحث عن تخطي رصيد العنابي في ربع نهائي 2000 و2011: "نعتبرهم من الأبرز في المسابقة، سنحاول تعديل بعض الامور الصغيرة والتأقلم. العراق يملك مواهب كثيرة".
- يحترفون باكرا في أوروبا -
يتميز المنتخب القطري بالمعدل المتدني لأعمار لاعبيه ولمع الثنائي المعز علي صاحب سبعة أهداف في ثلاث مباريات والقريب من تحطيم الرقم القياسي للإيراني علي دائي (8 في 1996) بالإضافة إلى أكرم عفيف صاحب 4 تمريرات حاسمة حتى الآن.
ورأى علي عفيف (31 عاما)، شقيق أكرم، انه "يجب ان نصبر على هذه المجموعة، تخوض اول بطولة كبرى لها. أسدي بعض النصائح لهم ولشقيقي أكرم. هو صغير السن لكنه كبير بعقله وخبرته والجميع في آسيا يشهد على ذلك".
وتابع عفيف "المستوى الذي قدمناه أعطانا ثقة كبيرة. في قطر نحن متقدمون في الرياضة وليس كرة القدم وحدها. الدولة تساعد الرياضيين للبحث عن مستقبل جيد. ثقافتنا الكروية مرتفعة جدا وهي السبب الرئيس بأن نصل بعيدا".
إمكانات قطرية قد لا تكون متوافرة لدى البعثة العراقية خصوصا في ظل الايقاف الدولي الطويل التي تعرضت لها البلاد بسبب الأحداث الأمنية. أمر يشير اليه لاعب الوسط بشار رسن "منذ فترة ونحن نواجه قطر، لديهم استقرار تدريبي. تسويق اللاعبين أفضل في قطر. بعمر السادسة عشرة أو السابعة عشرة، يحترف اللاعب في بلجيكا وفي اوروبا. لكننا نملك المواهب ولدينا 38 مليون عراقي لنفرحهم".
قبل 12 عاما في إندونيسيا، صنع "أسود الرافدين" مفاجأة كبرى في عالم اللعبة، ومنحوا أهل بغداد والموصل والبصرة وأربيل، سببا للفرح في خضم الحرب الطائفية الطاحنة التي شكلت فصلا داميا في كتاب العراق الغارق بنزاعات متتالية منذ الثمانينات.
وفي الأشهر الأخيرة تم إعلان "النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية، فتراجعت أعمال العنف والتفجيرات في بغداد والمدن الكبرى، والأهم كرويا، رفع الاتحاد الدولي (فيفا) الحظر على إقامة مباريات دولية، وإن بشكل جزئي حتى الآن.
في المقابل، تشارك قطر في ظل أزمة دبلوماسية خليجية على خلفية قطع الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، علاقاتها مع الدوحة في حزيران/يونيو 2017 بسبب اتهام تنفيه قطر بدعم التنظيمات المتطرفة.
وانسحبت تداعيات الأزمة على قدوم القطري سعود المهندي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي الى الإمارات عشية البطولة، إذ زعمت وسائل الإعلام القطرية منعه دخول البلاد بالإضافة إلى الوفد الإعلامي الرسمي، وهو ما نفاه المنظمون المحليون ليظهر لاحقا رئيس اللجنة المنظمة خلال مباريات "العنابي"، فيما حضر ممثلون عن وسائل إعلام قطرية المؤتمر الصحافي في ابوظبي قبل مواجهة العراق قادمين عبر سلطنة عمان.
التعليقات