لن يحصل أي تغيير على رأس هرم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد انسحاب القطري سعود المهندي آخر المرشحين في وجه الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة الخميس.

كانت الولاية الثانية تواليا لبن ابراهيم شبه مضمونة بعد انسحاب رئيس الهيئة العامة للرياضة في الامارات محمد خلفان الرميثي الخميس الماضي، وتأكدت اليوم بعد الانسحاب المتوقع للمهندي، ما يعني أن بن ابراهيم سيحصد ولاية جديدة لاربع سنوات حتى 2023 في انتخابات كوالالمبور في 6 نيسان/أبريل المقبل.

بعد انتخابه في 2013 لعامَين مكمّلَين لولاية القطري محمد بن همام الموقوف مدى الحياة عن مزاولة أي نشاط كروي بسبب قضايا فساد، مكتسحا الرئيس السابق للاتحاد الإماراتي يوسف السركال، أعيد انتخاب بن ابراهيم بالتزكية في العام 2015 لولاية من أربعة أعوام، بدعم صريح من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح.

نجح بن سلمان في تخطي القطوع تلو الآخر، فبعد خسارته انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي أمام السويسري جاني انفانتينو (88-115) في 26 شباط/فبراير 2016 عقب فضائح فساد فيفا، تعرض مع الفهد لهجوم عنيف من رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ نهاية العام 2017، إذ وصف الاخير القيّمين على الاتحاد الاسيوي بـ"أقزام آسيا".

كما نجح في عبور مطبات اتهامات بالتعرض لحقوق الانسان طالته في قضية احتجاز اللاعب البحريني اللاجئ في أستراليا حكيم العريبي في تايلاند بموجب مذكرة لتنفيذ حكم قضائي.

وفي الانتخابات الحالية، تعيّن عليه مواجهة الرميثي، القائد السابق لشرطة أبوظبي، في ظل أزمة دبلوماسية خليجية بين قطر وجيرانها السعودية والامارات والبحرين.

وقبل انسحابه الاسبوع الماضي، أطلق الرميثي حملته في السابع من آذار/مارس من متحف اللوفر في أبوظبي محذرا من أن "كرة القدم في آسيا تفشل".

وتابع "آسيا تستحق أفضل. الآن حان وقت التغيير، حان وقت التعامل مع الممارسات الخاطئة (...) مع أخطاء الماضي"، مفضلا عدم تصويب سهامه مباشرة على الشيخ سلمان.

لكن برغم انسحاب الفهد من المشهد الكروي بسبب قضايا فساد، بقي حلفه الرياضي مع بن ابراهيم وقطر يتعاظم، فلوّح بن ابراهيم بتلقيه دعم 40 اتحادا وطنيا من أصل 46 في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

ومع تبدل المشهد السعودي أواخر العام الماضي، بحلول الامير عبد العزيز بن تركي الفيصل بدلا من تركي آل الشيخ في رئاسة الهيئة العامة الرياضة، بدا أن المسؤول الجديد يعتمد مقاربة مغايرة أقله في الأسلوب، وهو التقى في الفترة الماضية الشيخ سلمان في الرياض، والشيخ أحمد الفهد في بانكوك، قبل الدعم العلني الاخير للاتحاد السعودي.

- "موقفنا ثابت وداعم" -

الإتحاد القطري أعلن دعمه لبن إبراهيم&ونقل موقعه عن المهندي نائب رئيس الاتحادين الاسيوي والقطري بعد زيارة بن ابراهيم الى الدوحة "موقفنا في الاتحاد القطري لكرة القدم ثابت وداعم للشيخ سلمان منذ تقلده رئاسة الاتحاد الاسيوي لكرة القدم حيث إنني عملت معه عن قرب وكنا ولا زلنا على توافق في كثير من الأمور المتعلقة بالكرة الآسيوية".

وتابع "لذا سأظل أنا شخصياً والاتحاد القطري لكرة القدم عموماً داعمين للشيخ سلمان بن ابراهيم في بقائه في منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي وعلى ثقة كاملة بأنه يستطيع قيادة المنظومة الآسيوية بالصورة المطلوبة في سبيل تميز الكرة الآسيوية وبقاء آسيا واحدة في استحقاقاتها المقبلة".

بدوره، أعرب بن ابراهيم عن شكره وتقديره إلى الإتحاد القطري "على الدعم والمساندة مؤكدا ان ذلك الدعم يعكس روح الوحدة بين أسرة الكرة الآسيوية ويؤكد أن الجميع يسير في مركب واحد هدفه المصلحة العليا للعبة" وذلك في بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف البيان ان "مبايعة" سلمان تجسد "اعترافا واضحا بالمنجزات المتعددة التي حققها الإتحاد القاري في عهد الشيخ سلمان على امتداد السنوات الخمس الماضية، كما تعبر عن الإجماع الآسيوي المطلق بقدرة الرئيس على مواصلة قيادة مسيرة الإتحاد نحو المزيد من التميز والنجاح وترسيخ قواعد الوحدة والاستقرار في منظومة الكرة الآسيوية".

ونقل عن بن ابراهيم الذي حضر الاربعاء حفل افتتاح متحف قطر الوطني وظهر في شريط فيديو يقبل رأس أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني "عندما تسلمت أمانة المسؤولية في الإتحاد الآسيوي عام 2013 وضعت نصب عيني العمل على ترسيخ الوحدة بين الاتحادات الوطنية الأعضاء، ومحاولة تعزيز التقارب بين الاتحاد الآسيوي وأعضاءه إلى أقرب مستوياته، وأنا أؤمن أننا نجحنا خلال السنوات الماضية في تحقيق وحدة غير مسبوقة في كرة القدم الآسيوية، حيث أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأعضاءه باتوا أقرب من أي مرحلة في السابق".

وبحسب لوائح الاتحاد الآسيوي، كان المهندي قد تقدم في الانتخابات المقبلة بترشحه الى ثلاثة مناصب هي رئاسة الاتحاد ونيابة الرئيس، وعضوية مجلس الفيفا.