سجلت مباريات الدور الأول من بطولة كأس أمم إفريقيا حضوراً جماهيرياً متواضعاً رغم الإمكانيات التنظيمية والفنية التي وفرتها مصر لتسهيل إنسيابية الجماهير إلى الملاعب الستة التي تحتضن مباريات البطولة .

وبإستثناء المباريات الثلاث التي خاضها منتخب مصر صاحب الضيافة والتي تجاوز خلالها عدد الحضور نحو 72 الف متفرج ، فإن بقية اللقاءات حققت حضوراً ضعيفاً بما فيها المباريات التي جمعت أقوى المنتخبات في كل مجموعة.

وتشير إحصائيات دور المجموعات إلى عزوف الجماهير عن حضور مباريات المنتخبات الإفريقية، نظراً &إلى غياب الجماهير التواقة لمتابعة اغلب مباريات البطولة، بعكس ما يحدث في بطولة كأس أمم أوروبا أو كأس العالم، حيث تساهم الجماهير القادمة من شتى بلدان العالم في ملء&المدرجات في وقت يستحيل على الجماهير متابعة لقاء مثل مباراة بين منتخبي بينين وغينيا بيساو .

وتبقى كأس أمم إفريقيا تعتمد بشكل أساسي على جماهير المنتخب المستضيف، والذي يركز حضوره على مباريات منتخب بلاده ، بينما بقية مباريات الدور الأول لا تحظى بذات الاهتمام، وهو ما تؤكده مباراة الجولة الثانية في المجموعة الأولى التي جمعت منتخبي اوغندا و زيمبابوي على استاد القاهرة الدولي، حيث شهدت توافد ما يقارب من 74 الف متفرج ، كان حضورهم الأساسي لمشاهدة مباراة مصر والكونغو الديمقراطية نظراً لأنها ستقام بعد المباراة الأولى على نفس الاستاد .

وفي حالة معاكسة، عرفت مباراة المنتخبين الجزائري ونظيره السنغالي في قمة مباريات المجموعة الثانية حضوراً مقبولاً تجاوز 25 الف متفرج على ملعب السلام ، إلا ان الحضور الجماهيري تقلص بعدها بثلاث ساعات إلى سبعة الآف متفرج فقط ، كانوا قد حضروا لمشاهدة المواجهة الثانية التي جمعت بين المنتخبين الكيني و التنزاني على نفس الملعب ولحساب ذات المجموعة، إذ تراوح العدد في بقية المباريات بين ألف إلى 8 آلاف متفرج بما فيها المواجهة الكبرى بين غانا والكاميرون ، وأيضاً المغرب وساحل العاج.

وساهم ارتفاع تذاكر المباريات في عزوف الجماهير المصرية عن حضور مباريات البطولة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد منذ سنوات ، مثلما ساهم وجود منتخبات متواضعة كبنين وموريتانيا وغينيا بيساو في هذا العزوف لإفتقارها وجود النجوم في صفوفها، والذين يساهمون في استقطاب الحضور الجماهيري، دون إغفال بأن إقامة البطولة في فصل الصيف وتزامنها مع الإجازات قد ساهما في تقلص الحضور الجماهيري بعدما فضل&العديد من العوائل السفر خارج مصر.

هذا وعجزت اللجنة المنظمة للبطولة في اقناع الجماهير في حضور المباريات ، رغم انها نجحت في تسهيل الدخول للملاعب عبر ترقيم المقاعد واقتناء التذاكر من موقع البطولة الإلكتروني .

يشار الى أن العزوف الجماهيري لا يطرح أي مشكلة للاتحاد الافريقي طالما انها قضية أزلية ، إلا ان المتابعين عبروا عن ثقتهم في أن يتزايد الحضور ابتداء&من الدور الثمن النهائي، على اعتبار انها ستكون مباريات خروج المغلوب ، وستعرف الكثير من الندية بين المنتخبات المتأهلة لهذا الدور .