تنطلق الجمعة النسخة الثانية والثلاثون من كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها مصر من 21 شهر يونيو الجاري وحتى 19 من شهر يوليو القادم ، وسط ترقب جماهيري و إعلامي حيال المستوى الفني الذي ستظهر به المنتخبات المشاركة في البطولة.

وبعيداً عن الهواجس التنظيمية والأمنية التي يتحمل مسؤوليتها البلد المنظم بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي ، فإن الأداء الفني الذي ستظهر به المنتخبات في البطولة سيكون له تأثير كبير على مدى نجاحها.

هذا ويتوقع ان تعرف المواجهات الإقصائية مردوداً فنياً متميزاً ينسي عشاق كرة القدم في "القارة السمراء" إخفاق الدورات السابقة التي سجلت مستويات متذبذبة وتراجعاً فنياً ، حيث تشهد هذه الدورة وجود اربعة عوامل من شأنها ان تؤثر بالإيجاب على المستوى الفني لهذه البطولة و ترفع من درجة نجاحها وجذب أنظار الجماهير و وسائل الإعلام.

إقامتها صيفاً

قرر الاتحاد الإفريقي ان تقام البطولة في فصل الصيف لأول مرة في تاريخها ، بعدما ظلت منذ تأسيسها عام 1957 تلعب شتاءً&خلال أشهر يناير أو فبراير أو مارس.

ويهدف مسؤولو&الاتحاد القاري من إقامة البطولة في نهاية الموسم الرياضي بأن يكون له انعكاس إيجابي على اللاعبين لأنه يحررهم من الضغوط التي كانت تمارس عليهم من قبل أنديتهم الأوروبية .

وكانت بعض الأندية في الدوريات الأوروبية الكبرى ترفض مشاركة لاعبيها في البطولة الإفريقية ، وتساومهم على مستقبلهم في النادي أو بحرمانهم من التواجد في التشكيلة الأساسية ، من أجل الضغط عليهم للتقدم بطلب إعفائهم من المشاركة في كأس أمم إفريقيا .

وبعدما قرر الاتحاد القاري إجراء منافسات البطولة بنهاية الموسم الرياضي الجاري، فإن تركيز اللاعبين سيقتصر على البطولة القارية دون غيرها ، على اعتبار ان هذا التوقيت يتزامن مع الإجازات الصيفية لكافة اللاعبين في العالم ، كما أن الأجواء الحالية في مصر ملائمة لإقامة المباريات خاصة ليلاً.

منتخبات عريقة

استفادت هذه النسخة من قرار الاتحاد القاري برفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخباً ، حيث أتاح ذلك لاغلب المنتخبات الإفريقية العريقة المشاركة في البطولة، باستثناء منتخبي زامبيا و بوركينافاسو.

وستعرف هذه الدورة حضور المنتخبات الخمسة التي شاركت في مونديال روسيا 2018، وهي مصر و المغرب و تونس و السنغال و نيجيريا ، يضاف إليها منتخب الكاميرون بطل إفريقيا لعام 2017 ، وكذلك منتخبات غانا و الجزائر و ساحل العاج و جنوب افريقيا ومالي والكونغو ، التي تلك تملك باعا طويلاً في المنافسات الإفريقية ، حيث ستساهم مشاركتها في رفع درجة الندية خاصة في المواجهات المباشرة بينها ، كما أن هذه المنتخبات ستكون حريصة على ان تترك بصمتها في البطولة والبقاء في أرض الكنانة لأطول فترة ممكنة.

مجموعات متوازنة

اسفرت القرعة عن مجموعات متوازنة تعكس التصنيف العادل الذي وضعه الاتحاد الإفريقي للمنتخبات المشاركة في البطولة عند توزيعها على المستويات الأربعة .

وبالنظر إلى كافة المجموعات ، فإنها تضم كل منها منتخبين كبيرين مرشحين&لتجاوز دور المجموعات ، وهو ما يجعل الاتحاد الإفريقي يضمن تواجد اكبر عدد ممكن من المنتخبات الكبيرة في الأدوار الإقصائية مع ضمان نهائي يجمع اقوى منتخبين في القارة السمراء .&

وتعتبر المجموعة الرابعة الوحيدة التي تضم في صفوفها ثلاثة منتخبات تصنف في خانة الكبار ، وهي المغرب و ساحل العاج و جنوب افريقيا ومعها&ناميبيا المتواضعة، اما بقية المجموعات فتبدو فيها التأشيرتان قد حسمت لصالح المنتخبات المصنفة في المستويين&الأول و الثاني ، حتى وإن كان عنصر المفاجأة بإمكانه ان يمنح إحدى تأشيرات دور ربع النهائي لإحدى المنتخبات المتواضعة من المستوى الثالث أو الرابع.

وفي ظل ما أسفرت عنه القرعة ، فإن الجماهير سوف تضمن مشاهدة ممتعة لمباريات دور المجموعات والأدوار المتقدمة.

مشاركة النجوم

تشهد البطولة تواجد مجموعة كبيرة من نجوم كرة القدم الإفريقية، وفي مقدمتهم الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث يمكن اعتبارها دورة النجوم بإمتياز ، لأن كل منتخب سيرافقه نجومه اللامعون.

هذا وستعرف البطولة مشاركة لاعبين محترفين في أبرز الدوريات الأوروبية &، وهم المهاجمان المصري محمد صلاح و السنغالي ساديو ماني و الغيني نابي كايتا نجوم نادي ليفربول الإنكليزي (المتوجون معه بلقب دوري ابطال اوروبا)، والجزائري رياض محرز نجم نادي مانشستر سيتي الإنكليزي &(الفائز معه بالثلاثية المحلية التاريخية) ، وكذلك الجزائريان ياسين براهيمي نجم نادي بورتو البرتغالي وسفيان فيغولي &نجم نادي غلطة سراي التركي.&

كما ستعرف البطولة مشاركة النجم المغربي حكيم زياش الذي برز مع نادي أياكس امستردام الهولندي في مسابقة دوري أبطال أوروبا ، بالإضافة إلى نجوم منتخب ساحل العاج ويلفريد زاها مهاجم نادي كريستال بالاس الإنكليزي ، ونيكولا بيبي جناح نادي ليل الفرنسي ، ، بينما يتواجد مع منتخب نيجيريا كل من جون اوبي ميكال وأليكس ايوبي، اللذان يلعبان لصالح ناديي ميدلزبره وأرسنال الإنكليزيين&.

ويتوقع ان تشهد جائزة "الحذاء الذهبي" التي تمنح لأفضل هداف في البطولة تنافسا قوياً بين عدد من أبرز المهاجمين خاصة بين النجمين محمد صلاح و ساديو ماني.