تعود بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم في نسختها المقبلة صيف هذا العام، الى مصر بعد غياب 13 عاما، مع إعلان الاتحاد القاري ("كاف") الثلاثاء اختيارها مضيفة للنسخة التي تم سحب تنظيمها قبل أسابيع من الكاميرون.

وبعد منافسة مع جنوب إفريقيا، صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري التي اجتمعت اليوم في العاصمة السنغالية دكار، لصالح استضافة مصر البطولة المقررة بين 15 حزيران/يونيو و13 تموز/يوليو المقبلين، والتي ستكون الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16.

وقال رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد "يسعدني أن أعلن لكم أن مصر ستستضيف بطولة أمم إفريقيا 2019"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في أعقاب اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري، والذي عقد اليوم في دكار.

وأتى إعلان أحمد بعيد وقت وجيز من كشف الاتحاد المصري عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، فوزه بحق التنظيم، اذ نشر "رسميا... مصر تفوز بتنظيم بطولة الأمم الإفريقية 2019".

وأفاد الاتحاد المحلي أن مصر "حصلت على 16 صوتا، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت".

وبعدما احتفل أعضاء الوفد المصري الى دكار بهذا التصويت، قال رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة للصحافيين "هذه مسؤولية كبيرة. ثمة عمل كبير للقيام به قبل ستة أشهر فقط (من الموعد المقرر للبطولة)".

أضاف "سنبدأ العمل من الغد"، معتبرا أن أحد أبرز التحديات سيكون "الوقت. ستة أشهر. ثمة عمل كثير لكن يمكننا القيام به. أنا لست قلقا. كل شيء صعب (...) سنقوم بأفضل ما يمكن".

وحسم هذا الإعلان الترقب الذي ساد في أوساط اللعبة في القارة السمراء، منذ قرار الاتحاد أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، سحب تنظيم النسخة المقبلة من الكاميرون، على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب، إضافة الى مخاوف من الوضع الأمني.

وبعدما أعاد فتح باب الترشح للاستضافة، تقدمت كل من مصر وجنوب إفريقيا بطلبي ترشيح، وكان من المفترض أن يرسو الخيار على أحدهما اثر اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد القاري يعقد الأربعاء في العاصمة السنغالية دكار، قبل أن يعلن الكاف مساء الإثنين تقديم الموعد الى اليوم.

- "بلد الأمان" -

وفي مؤتمره اليوم، توجه أحمد بالشكر الى البلدين "اللذين تقدما لنجدة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عندما رأينا أن تطور الأعمال في الكاميرون لم يكن" وفق ما يجب.

وسبق لمصر تنظيم البطولة القارية أربع مرات آخرها في عام 2006، في حين استضافتها جنوب إفريقيا مرتين (1996 و2013)، علما أن الأخيرة هي الدولة الوحيدة في القارة التي استضافت نهائيات كأس العالم، وذلك في 2010.

من جهته، اعتبر وزير الرياضة المصري أشرف صبحي عبر قناة "أون سبورت"، ان اختيار مصر على حساب جنوب إفريقيا يمثل "ثقة كبيرة جدا، وإن شاء الله نكون على قدر هذه الثقة"، وأن "نقوم بأمر (تنظيم بطولة) يليق بنا".

وأضاف "أهدي هذا الفوز والاستضافة لفخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي) والشعب المصري ورئيس الحكومة (مصطفى مدبولي)".

ويحظى الملف المصري بنقاط قوة عدة، إضافة الى نقاط قد تشكل تحديا للبلاد لاسيما على المستوى الأمني.

وبعيد إعلان الاستضافة، نشر الاتحاد المصري عبر حساباته على مواقع التواصل صورة كأس البطولة مع تعليق "مصر بلد الأمان ترحب بالدول الإفريقية وجماهيرهم في بطولة أمم إفريقيا 2019".

أما أبو ريدة، فقال للصحافيين بهذا الشأن "ثمة خطط كبيرة من أجل الأمن. لا أعتقد أننا سنواجه مشكلة".

وتعد البنية التحتية من نقاط القوة المصرية، اذ تمتلك الملاعب والطرق والفنادق والمطارات اللازمة. وسبق لرئيس الاتحاد هاني أبو ريدة أن كشف عزم بلاده على الاستضافة في ثمانية ملاعب في أربع مدن هي القاهرة (استاد القاهرة الدولي، استاد السلام، استاد الدفاع الجوي، الكلية الحربية)، وملاعب الجيش في برج العرب والإسكندرية والاسماعيلية والسويس.

وتحمل مصر الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة مع سبعة، علما أن لقبها الأخير يعود الى العام 2010، وكان الثالث تواليا. وأحرزت مصر لقب البطولة ثلاث من المرات الأربع التي استضافتها فيها (1959 أيام الجمهورية العربية المتحدة، 1986، و2006، بينما حلت ثالثة في نسخة 1974 التي آلت الى زائير التي باتت تعرف حاليا باسم جمهورية الكونغو الديموقراطية).

وأتى إعلان اختيار مصر قبل ساعات من استضافة العاصمة السنغالية لحفل الجوائز السنوي للاتحاد القاري، والذي يتوقع أن ينال فيه المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنكليزي، جائزة أفضل لاعب إفريقي للعام الثاني تواليا.

ويتنافس صلاح على الجائزة هذا العام مع زميله في ليفربول السنغالي ساديو مانيه، والغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ مهاجم أرسنال الإنكليزي.