اطاحت بطولة كأس أمم إفريقيا التي اقيمت في مصر مؤخراً بالعديد من المدربين الذين يترأسون الجهاز الفني لعدد من المنتخبات الكبيرة التي كانت مرشحة للمنافسة على اللقب القاري قبل ان تخرج من المنافسات مبكراً.
وسجلت كبار منتخبات القارة نتائج مخيبة لآمال و احلام جماهيرها ، مما اجبر الاتحادات على الإطاحة بمدربيها لتقليص حجم خسائرها ، خاصة في ظل غياب استحقاقات رسمية حتى العام المقبل ، وهي مهلة كافية تمكن المسؤولين من البحث عن مدربين جدد للتعاقد معهم إستعداداً لخوض غمار تصفيات كأس إمم إفريقيا لعام 2021 و التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر.
المكسيكي خافيير اغيري
جاء في مقدمة ضحايا البطولة ، بعدما كان مرشحا لقيادة منتخب مصر للفوز بلقب البطولة ، حيث رصد له الاتحاد المصري راتباً شهرياً عالياً يقدر بـ 105 آلاف&دولار ، إلا ان اداء "الفراعنة" كان متواضعاً في مبارياته الثلاث بدور المجموعات رغم تحقيقه العلامة الكاملة بتسجيله ثلاثة انتصارات بشباك نظيفة ، لكنه وجد نفسه يخرج من السباق القاري من دور الستة عشر بعد خسارة مفاجئة على يد منتخب جنوب افريقيا بهدف قاتل.
وتباينت الأنباء بشأن حقيقة رحيل المدرب المكسيكي ، حيث تشير تقارير الى أنه تقدم بإستقالته ، بينما تشير تقارير أخرى الى أنه تمت إقالته ، وذلك قبل ثلاثة اعوام من إنقضاء عقده الذي ابرمه الصيف الماضي.
الفرنسي هيرفي رونار
قرر تقديم استقالته رسمياً من تدريب المنتخب المغربي ، بعد نحو اربعة اعوام من رئاسته لجهازه الفني، نجح خلالها في إعادة الهيبة لـ"أسود الأطلس" ، حيث أوصل المغاربة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
وكان منتخب المغرب قد دخل المنافسات بقوة ، محققاً هو الآخر العلامة الكاملة في دور المجموعات رغم ان القرعة وضعته في المجموعة الاصعب إلى جانب ساحل العاج و جنوب افريقيا و ناميبيا ، ولكن خروج "أسود الأطلس" المبكر من البطولة على يد منتخب بينين المتواضع بركلات الترجيح ، دفع بالفني الفرنسي لتقديم استقالته&.
وكان الخبراء قد رشحوا ان يذهب المنتخب المغربي بعيداً في البطولة ، إلا ان الأداء الفني طرح علامات استفهام كثيرة حول الاستعدادات التي قام بها الثعلب الفرنسي قبل إنطلاق المنافسات ، خاصة ما يتعلق بالخيارات التكتيكية التي لقيت انتقادات لاذعة ، دون إغفال قضية المهاجم حمد الله الذي غادر بعثة المنتخب احتجاجاً على أجواء المعسكر غير الجدية.
ويبدو رونار فضل خوض تجربة جديدة بدلاً من مواصلة مهمته مع المغرب ، بعدما كشف&عدد&من التقارير عن تلقيه اتصالات للتدريب في القارتين السمراء و الصفراء براتب اعلى مما يتقاضاه في المغرب.
البلجيكي بول بوت
صنع لنفسه إسماً في خريطة المدربين الأجانب بإفريقيا منذ قيادته منتخب بوركينافاسو للوصافة في عام 2013 ، إلا انه وجد نفسه ضحية السياسة&التي تتبعها الاتحادات الإفريقية مع مدربي المنتخبات، والمتمثلة بالإقالة بعد كل إخفاق.
وقاد بوت منتخب غينيا لبلوغ الدور الثمن النهائي ، إلا ان ذلك لم يشفع له بالبقاء، ليقرر الاتحاد الغيني إقالته بسبب التقييم السلبي لنتائج المنتخب طوال منافسات البطولة .
وكان بوت مرتبطاً بعقد مع الاتحاد الغيني حتى عام 2021 أي حتى إنطلاق تصفيات كأس إفريقيا و كأس العالم القادمتين ، لكن تواضع النتائج المسجلة منذ التعاقد معه، قد دفع&بالاتحاد إلى إقالته من أجل إتاحة الفرصة امام مدرب آخر قادر على تعزيز فرصة منتخب غينيا في الاستحقاقات المقبلة.
النيجيري ايمانويل اومنيكي
تمت إقالته من تدريب منتخب تنزانيا بعدما ودع البطولة من الدور الاول مسجلاً ثلاث هزائم امام الجزائر و السنغال و كينيا ، حيث جاء إنهاء عقده قبل عام من نهايته مع الاتحاد التنزاني الذي ارتبط معه لعامين بداية من منتصف 2018 .
الفرنسي سيباستيان ديسابر
الاتحاد الإوغندي فضل أيضاً الانفصال بالتراضي عن مدربه قبل ستة اشهر من إنقضاء عقده، رغم انه تمكن من قيادة المنتخب لبلوغ الدور الثمن النهائي لأول مرة منذ سنوات طويلة قبل ان يخسر امام السنغال بهدف نظيف.
ويبدو ان الطلاق بالتراضي خدم الطرفين، فالاتحاد الأوغندي سيتخلص من راتب المدرب الباهظ ، بينما المدرب الفرنسي وجدها فرصة مواتية للتحرر من أي قيود قد تُعيق مسيرته الاحترافية ، بهدف خوض تجربة جديدة ، وهو ما حدث بالفعل، بإعلان تعاقده مع نادي بيراميدز المصري براتب اعلى مما كان يحصل عليه في أوغندا.
الهولندي كلارينس سيدورف
وانضم الثنائي الهولندي كلارينس سيدورف و باتريك كلايفرت إلى قائمة ضحايا البطولة القارية ، بعدما اعلن الاتحاد الكاميروني رسمياً إقالتهما من الجهاز الفني لمنتخب "الأسود غير المروضة".
وكان سيدورف قد تعرض لانتقادات لاذعة من قبل وزير الرياضة الكاميروني عقب إقصاء المنتخب من الدور الثمن النهائي بخسارته امام نيجيريا بثلاثة اهداف لهدفين ، حيث كان الكاميرونيون مرشحين للذهاب بعيداً بصفتهم حاملين لقب البطولة .
هذا ودفعت انتقادات وزير الرياضة الاتحاد الكاميروني إلى إقالة سيدورف ومساعده كلايفرت قبل ثلاثة اعوام من انقضاء عقدهما، بعدما كان مقرراً استمرارهما حتى البطولة القادمة التي ستحتضنها الكاميرون في صيف عام 2021.
الناميبي ريكاردو مانيتي
دفعت الهزائم الثلاث&التي سجلها منتخب ناميبيا إلى تقدم مانيتي استقالته من منصبه بعدما اقصي منتخب بلاده من دور المجموعات ، حيث تذيل ترتيب المجموعة الرابعة خلف المغرب وساحل العاج وجنوب افريقيا برصيد خالٍ&من النقاط مكتفياً بإحراز هدف وحيد.
يشار الى أن الأيام القادمة قد تشهد إقالة مدربين اخرين على غرار الفرنسي الان جيراس الذي قاد منتخب تونس لبلوغ الدور النصف النهائي ، لكن الأداء الفني كان مخيباً لآمال التوانسة مما جعل الصحافة تشن عليه هجوما عنيفاً في اعقاب تسجيله ثلاثة تعادلات في دور المجموعات امام منافسين متواضعين مثل مالي و موريتانيا و انغولا .
&
التعليقات