يأمل الالماني سيباستيان فيتل في التصالح مجددا مع جماهيره وتعويض الخطأ الذي ارتكبه العام الماضي، عندما يخوض الاحد جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، وان يبعد مع فريقه فيراري بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون ومرسيدس عن دائرة الفوز.
تُطارد "أشباح" حلبة هوكنهايم بطل العالم أربع مرات اثر اهداره العام الماضي فرصة الفوز بسباق بلاده بعدما ارتكب خطأ فادحا تحت الامطار ادى الى خروج سيارته عن المسار واصطدامها بالحائط وهو في الصدارة، مانحا على طبق من ذهب المركز الاول لمنافسه هاميلتون.
مذذاك، لم يحرز فيتل سوى لقب جائزة بلجيكا الكبرى في 26 آب/أغسطس 2018، وهو يمر حاليا بأسوأ فترة في مسيرته في الفئة الاولى اذ لم يفز منذ 18 سباقا على التوالي، كما عليه أن يتعايش مع مرارة احتلاله للمركز الرابع في ترتيب السائقين وتأخره بفارق 100 نقطة عن هاميلتون المتصدر (223 مقابل 123).
ودخل فيتل، المولود في هيبنهايم القريبة من حلبة هوكنهايم، في دائرة الشك، فبات عرضة لارتكاب الاخطاء المتكررة ولانتقادات قاسية من الصحافة الايطالية، إضافة الى التهديد المتمثل بزميله الجديد شارل لوكلير من موناكو الذي اثبت في العديد من المناسبات انه اسرع منه، فطالب الايطاليون &به الرقم واحد في الفريق بدلا من الالماني.
أحرز فيتل فوزه اليتيم على الاراضي الالمانية على حلبة نوربورغرينغ عام 2013 بألوان فريقه السابق ريد بول، بعد عام من الفوز الاخير لفيراري في المانيا على حلبة هوكنهايم عام 2012 مع الاسباني فرناندو ألونسو، وهي ارقام لا تصب في مصلحة الالماني او فريقه الغائب عن أعلى عتبة على منصة التتويج منذ 13 سباقا على التوالي، وتحديدا منذ فوز سائقه السابق الفنلندي كيمي رايكونن (ألفاروميو حاليا) بجائزة الولايات المتحدة الاميركية 2018.
وعلق فيتل بالقول "اعرف كيف هي الامور واعرف انه يتوجب علينا ان نعوض عن العام الماضي" في اشارة الى الخطأ الذي ارتكبه في هوكنهايم، مضيفا "متشوق للتسابق في هوكنهايم - الاجواء والجماهير رائعة وآمل في أن نتمكن من تحقيق نتيجة جيدة من اجلهم".
وحصل فيتل على دعم لم يتوقعه، وتحديدا من منافسه هاميلتون الذي حقق بين جماهيره على حلبة سيلفرستون البريطانية في المرحلة السابقة فوزه الـ 80 في مسيرته، والسابع هذا العام، فيما وقع الألماني مرة جديدة بفخ الاخطاء باصطدامه بالقسم الخلفي لسيارة ريد بول ماكس فيرشتابن، ما دفع لجنة الحكام الى فرض عقوبة 10 ثوان الى توقيته لاعتباره مذنبا، فتراجع للمركز السادس عشر وعاد من بريطانيا بدون اي نقطة.
ويحتاج فيتل لاكثر من التعاطف، خصوصا ان زميله لوكلير ابن الـ21 عاما بدأ يشكل خطرا محدقا عليه، فهو لم يعد يتأخر عنه في ترتيب السائقين سوى بفارق ثلاث نقاط (123 مقابل 120)، ونجح في الجوائز الكبرى الثلاث الاخيرة في التغلب عليه إن كان خلال السباق أو في "امتحان" يوم السبت خلال التجارب الرسمية، وما زال إبن إمارة موناكو ينتظر تحقيق فوزه الاول في البطولة في عامه الاول مع فيراري والثاني خلف مقود سيارات المقعد الاحادي بعد انتقاله من ألفاروميو.
-السباق 200 والذكرى 125-
في المقابل يخوض مرسيدس السباق الالماني بصفته الراعي الرئيسي له، وبحلة جديدة لسياراته احتفالا بالسباق 200 في الفورمولا واحد وبالذكرى 125 لبدء مغامرته في رياضة السيارات، منذ ان خاض سباق باريس - روان عام 1894.
وكشفت الحظيرة الالمانية عن الوانها الجديدة عبر نشر صورتين على موقعها الرسمي لقمرة القيادة و"انف" السيارة باللون الابيض غير اللامع، وهو اللون الذي اعتمدته سيارات مرسيدس في بداياتها في الفورمولا واحد عام 1934، وتحديدا خلال سباق إيفيل.
حينها طُلب من الفريق التقيد بالوزن القانوني خلال عملية احتساب الوزن في نوربورغرينغ لان سيارات الـ "دبليو25" تخطت الوزن المسموح به في تلك الفترة بكيلوغرام واحد فقط (الوزن الاقصى 750 كلغ)، فما كان من ألفريد نوباور مدير "مرسيدس بنز رايسينغ" إلا الطلب من الميكانيكيين إزالة الطلاء الابيض عن السيارات ليتقلص وزنها، فيما تحول لونها الى الفضي. في اليوم التالي قاد السائق مانفريد فون بروسيتش السيارة الفضية للفوز بالسباق... وهكذا ولدت أسطورة "الأسهم الفضية".
وحذر النمسوي توتو وولف مدير فريق "الاسهم الفضية" من مشكلة الحرارة المرتفعة التي وقفت حائلا في النمسا امام فوز مرسيدس التي عانت من مشكلة تبريد السيارة، ما اتاح لريد بول فيرشتابن اعتلاء منصة التتويج في المركز الاول.
ورأى وولف أنه "من المتوقع ارتفاع الحرارة لذا علينا ان نبقى متيقظين"، مضيفا "علينا ان نبقى متواضعين والعمل بجهد لتحقيق افضل نتيجة ممكنة".
ومن المتوقع ان تعتمد مرسيدس نظام تبريد جديد بعدما اثبت القديم فشله على حلبة "ريد رينغ" النمساوية، والدخول بمنافسة مع فيراري وريد بول على مراكز الشرف، رغم صعوبة التكهن بهوية فائز غير هاميلتون او زميله الفنلندي فالتيري بوتاس الفائز بسباقين هذا العام (استراليا وأذربيجان).
التعليقات