أعلن نادي إشبيلة الإسباني، الاثنين، عن انتقال الحارس الدولي المغربي ياسين بونو إلى صفوفه، قادمًا من جيرونا الإسباني، لموسم واحد على سبيل الإعارة مع خيار الشراء عند نهايته.

إيلاف من الرباط: رحبت الصفحة الرسمية للنادي الأندلسي، على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، باللاعب المغربي، حيث كتبت: "ياسين بونو، مرحبًا بك يا أسد". كما نقلت عنه قوله، خلال التقديم الرسمي، برفقة الرئيس خوسيه كاسترو والمدير العام الرياضي مونتشي: "أنا هنا لأواصل تطوري، ولكي أعيد أيضًا الثقة التي وضعها فيّ النادي وكذا كي أنافس".

يعوّض الدولي المغربي في فريقه الجديد الحارس سيرخيو ريكو، المنتقل إلى فريق باريس سان جرمان الفرنسي لموسم واحد على سبيل الإعارة مع خيار الشراء عند نهايته.

وأكد بونو قيمته كواحد من أفضل حراس (لا ليغا) الإسبانية، غير أن هبوط جيرونا إلى القسم الثاني، في نهاية الموسم الماضي، جعله يفكر في تغيير الأجواء ومواصلة المسار مع فريق يحقق معه طموحاته الرياضية.

مسيرة تألق
بدأ بونو مساره مع فريق الوداد الرياضي البيضاوي، كما تدرج في مختلف الفئات السنية للمنتخب المغربي، حيث تنبأ له المتتبعون بمستقبل زاهر في مركزه، مشيرين إلى أن مؤهلاته يمكن أن تسعفه في إعادة كتابة قصة نجاح حارس مغربي آخر، سابق، هو بادو الزاكي، الذي لعب لمايوركا الإسباني، ما بين 1987 و1992، حيث بصم معه على أداء ملفت جعله من كبار حراس مرمى (لا ليغا)، بعدما سطع نجمه برفقة الوداد الرياضي والمنتخب المغربي، الذي نال احترام العالم في مونديال مكسيكو 1986. ومن حسن الصدف أن بادو الزاكي، الذي سيتقلد، بعد اعتزاله اللعب، مهمة التدريب، في الوداد الرياضي والمنتخب المغربي، لاحقًا، سيضع ثقته في الحارس الشاب، متنبئًا له، في عدد من تصريحاته، بمستقبل واعد، لذلك سارع إلى المناداة عليه لتعزيز صفوف المنتخب المغربي، حين تولى تدريب "أسود الأطلس".

ولد بونو في مونريال في كندا، في 5 أبريل 1991، وهو يحمل الجنسيتين المغربية والكندية. وقد بدأ مسيرته الكروية، من المغرب، برفقة فريق الوداد الرياضي، الذي سيحرس شباكه في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا ضد الترجي التونسي في 2011، في سن الـ21، كما تدرج في صفوف مختلف المنتخبات السنية للمغرب، قبل أن يخوض أول لقاء رسمي رفقة المنتخب الأول ضد منتخب بوركينا فاسو، في 2013، تحت قيادة المدرب رشيد الطاوسي، بعدما كان قد انتقل، في 2012، إلى أتلتيكو مدريد، الذي سيعيره في 2014 إلى فريق سرقسطة بالقسم الثاني، وينتقل، بعد موسمين، إلى جيرونا، الذي حقق معه الصعود إلى قسم الأضواء، حيث سيواصل مسيرة التألق، ويلفت إليه أنظار المتتبعين وعشاق المستديرة.

الحارس والإنسان
كان الموسم الماضي مميّزًا بالنسبة إلى بونو، برفقة جيرونا، حيث تطور إلى حارس أول بمردود مؤثر، مراكمًا الإشادة من طرف مختلف المتتبعين، وهي الإشادة التي زادت بعد الأداء المبهر، الذي بصم عليه خلال مواجهة فريقه لفالنسيا، لحساب الدورة الـ11 من (لا ليغا)، حيث أنقذ شباكه من 9 أهداف محققة، الشيء الذي مكن فريقه من العودة بفوز ثمين. بل إن مدرّبه أوزبيو سكريستان لم يجد، بعد نهاية هذا اللقاء، خلال المؤتمر الصحافي، إلا أن ينوه بالمردود المثالي للحارس المغربي، مؤكدًا أن أداءه كان "مذهلًا"، قبل أن يواصل كيل المديح لبونو اللاعب والإنسان، بقوله: "إنه لاعب ذو عقلية إيجابية للغاية، وحياته اليومية مثالية، ليس فقط كحارس مرمى رائع، بل هو رفيق عظيم، أيضًا".

مميزات
يجمع بونو بين عدد من المزايا التي تؤهله ليكون أكثر حضورًَا وتألقًا: لياقة بدنية عالية وقامة طويلة (1.90 م)، مع قدرة على اللعب بالرجلين، في ظل تمركز جيد في مربع العمليات وقراءة جيدة للملعب، علاوة على شخصية قوية تمكنه من توجيه الدفاع، يساعده على ذلك تكوين متدرج، في أكبر النوادي، واحتكاكه بأسماء كبيرة في حراسة المرمى، سواء في صفوف الوداد المغربي، الذي شهد تألق الحارس الدولي بادو الزاكي، وبعده نادر المياغري، أو في صفوف الفرق الإسبانية التي جاورها، خصوصًا أتليتيكو مدريد، حيث جاور الحارس البلجيكي كورتوا؛ أضف إلى ذلك أن سنه تسمح له بالاستمرار في الملاعب لأكثر من عقد من الزمن، الشيء الذي سيوفر له هامشًا لمزيد من النضج واكتمال التجربة.

صناعة التاريخ
احتفت صفحات (لا ليغا) ببونو، خلال الموسم الماضي، في أكثر من مناسبة، فربطته بحارسين مغربيين آخرين، رابطة الماضي بالحاضر، حين كتبت: "لأول مرة في تاريخ الكرة العربية في "لاليغا"، ثلاثة حراس من بلد عربي يساهمون في صناعة تاريخ فريقهم: بادو الزاكي (1987 - 1992) مع مايوركا، وياسين بونو (منذ 2016) مع جيرونا، ومنير المحمدي (منذ بداية الموسم) مع مالقا"، قبل أن تعود، لتكتب: "وَاصِل تألقك يا ياسين بونو"؛ وذلك بعدما ساهم في إنقاد فريقه من الخسارة على ملعبه، ضد ليغانيس، بصدّ كرة هدف، وبالتالي هزيمة محققة، في آخر أنفاس اللقاء.

تواضع الكبار
يحسب لبونو، فإن مميزاته لا تقتصر على حراسة المرمى، بل، كذلك، تكمن في شخصيته الهادئة وحرصه على روح الفريق واحترام قرارات واختيارات مدربيه، سواء في الفرق التي لعب لها أو المنتخب المغربي، الذي تعاقب عليه نحو خمسة مدربين، بداية من البلجيكي غيريتس، وصولًا إلى المدرب الفرنسي هيرفي رونار، ثم البوسني وحدي هليلهودزيتش، مرورًا بالإطارين المغربيين رشيد الطاوسي وبادو الزاكي.

لا شك أن أي مدرب سيكون سعيدًا بوجود لاعب بـ"عقلية إيجابية للغاية" و"حياته اليومية مثالية"، في فريقه. فالرياضة تربية وأخلاق، أولًا.