أكد رئيس دوري كرة السلة في إفريقيا أمادو غالو فال في حديث لوكالة فرانس برس، أن إطلاق بطولة محترفة بإشراف رابطة الدوري الأميركي، يهدف الى "تطوير تجارة حقيقية" في القارة التي زودت الـ "ان بي ايه" بعدد من نجومها على مدى الأعوام.

ومن المقرر أن ينطلق الدوري الإفريقي في كانون الثاني/يناير 2020 بمشاركة 12 فريقا، وسيشهد تعاون الدوري الأميركي للمحترفين مع الاتحاد الدولي (فيبا) للمرة الأولى خارج القارة الأميركية الشمالية.

وقال غالو فال الذي يرأس "ان بي ايه إفريقيا" ويشغل منصب نائب رئيس "فيبا" خلال حوار مع فرانس برس، إن "الأسباب التي دعتنا الى اطلاق هذا الدوري وبناء أكاديميات هو اننا نرى الفرصة لتطوير تجارة حقيقية".

وأضاف السنغالي "يتعين علينا في إفريقيا ان نبدأ بالتفكير بالرياضة على انها تجارة"، معتبرا أنه "على الصعيد العالمي، صناعة الرياضة تعتبر جزءا كبيرا من الناتج المحلي الإجمالي"، أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية.

وحضر أمادو غالو فال الى المغرب لتدشين ملعبين لكرة السلة في مدينتي خريبكة وبنجرير المعروفتين بالثروة المنجمية في شرق البلاد، ليطلق شراكة مع المكتب الشريف للفوسفات الذي سيخصص مبلغا لم يكشف عنه لتطوير دوري للشباب في كل من المغرب ورواندا.

وكانت الوكالة الفرنسية للتنمية قد ساهمت العام الماضي بمبلغ ستة ملايين دولار، خصص لبرامج شراكة مع الدوري الأميركي للمحترفين في نيجيريا، ساحل العاج، السنغال، جنوب إفريقيا والمغرب.

وأوضح فال "أدرك البعض بأن بناء البنى التحتية يساهم في تعزيز الاقتصاد" مشيرا الى تزايد الإقبال على متابعة كرة السلة في إفريقيا، من خلال عدد قياسي من المتفرجين تابعوا نهائي بطولة إفريقيا (15 ألف شخص) في قاعة دكار أرينا والذي انتهى بفوز نيجيريا على السنغال.

وتابع "كان لافتا أن نرى هذا الشغف، الجنون، هذه الرغبة في رؤية عروض جميلة في قاعات على مستوى عالمي. بعض الملاعب ستبصر النور قريبا جدا وهذا ما نريد أن يكون حافزا مع اطلاق هذا الدوري".

وتابع "بالنسبة الينا، الأهم هو منح الشبان الذين يتمتعون بشغف كبير في كرة السلة الفرصة، لكي يمارسونها" مشيرا الى ان فريق العمل "وضع الركيزة على مدى 20 سنة، ثمة جيل جديد بدأ يظهر وهذا ما دفعنا الى اطلاق هذا الدوري. ندرك جيدا بأن كل المتطلبات موجودة".

- حضور إفريقي أميركيا -

عرف الدوري الأميركي حضورا إفريقيا لا بأس به على امتداد أعوامه، مع أسماء مثل النيجيري الأصل حكيم أولاجوان والكونغولي ديكيمبي موتومبو. كما شهدت الأعوام الماضية بروز نجم عدد من الأفارقة، مثل الكاميروني جويل إمبييد نجم فيلادلفيا سفنتي سيكسرز.

لكن التمثيل الأبرز للحضور الإفريقي في كرة السلة الأميركية الشمالية، يجسده من وجهة نظهر أمادو غالو فال فريق تورونتو رابتورز الكندي، والذي أصبح في الموسم الماضي أول فريق من خارج الولايات المتحدة يتوج بطلا للدوري الأميركي، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسه عام 1995.

فرئيس النادي هو النيجيري ماساي أوجيري، وجناحه الكاميروني باسكال سياكام كان أحد أبرز المساهمين في إحراز اللقب الى جانب النجم المطلق الأميركي كواهي لينارد المنتقل هذا الصيف الى لوس أنجليس كليبيرز. التشكيلة ضمت أيضا الكونغولي (حامل الجنسية الإسبانية) سيرج إيباكا ومواطنه المدرب المساعد باتريك موتومبو.

ويتواجد في الدوري الأميركي حوالى 40 لاعبا ولدوا في إفريقيا أو ان أحد والديهم ولد في القارة السمراء، بحسب رابطة الدوري الأميركي.

وبالنسبة الى أول دوري على مستوى القارة الإفريقية، ستستضيف ست مدن مباريات الموسم المنتظم هي: القاهرة، الرباط، المنستير (تونس)، دكار، لاغوس ولواندا، على أن تقام مباريات الدور نصف النهائي والنهائي في العاصمة الرواندية كيغالي أواخر الربيع المقبل.

وأكد فال وجود مباحثات مع عدد من الرعاة، ومنهم "شركات رائدة في مجال البث (التلفزيوني) الرياضي".

أما في ما يتعلق بشركات التجهيزات الرياضية، فقد أبرم الدوري الإفريقي شراكات مع "نايكي" الأميركية وعلامة "جوردان" المرتبطة بها، إضافة الى شركة "سبولدينغ" للكرات، بحسب أمادوا غالو فال الذي اعتبر أن هذه الشركات ترى في الدوري الإفريقي "فرصة لتعزيز شعبية منتجاتها".

أضاف "إفريقيا هي سوق يضم 1,5 مليار نسمة".