حسم مرسيدس لقب الفرق في بطولة العالم للفورمولا واحد الأحد، وبات الصانع الألماني قاب قوسين أو أدنى من أن يحسم رسميا ثنائية سادسة تواليا لدى السائقين والصانعين، يثبت من خلالها موقعه كواحد من الأبرز في تاريخ الفئة الأولى.

وبفوز سائقه الفنلندي فالتيري بوتاس بلقب جائزة اليابان الكبرى على حلبة سوزوكا، المرحلة السابعة عشرة من أصل 21 في بطولة العالم، ضمن الفريق لقب الصانعين للموسم السادس تواليا. كما انحصرت المنافسة على لقب السائقين بين سائقيه البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم ومتصدر الترتيب العام، وبوتاس الذي يحتل المركز الثاني بفارق كبير عن زميله.

ويتربع هاميلتون بطل العالم خمس مرات، في الصدارة مع 338 نقطة، مقابل 274 نقطة لبوتاس، في حين أن أقرب المنافسين هو سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو الذي يملك 221 نقطة، ما يجعله رسميا خارج أي امكانية للمنافسة على اللقب.

وأصبح مرسيدس أول فريق ينجح بحصد ثنائية الصانعين والسائقين لست مرات توالياً، متفوقاً على فيراري الإيطالي الذي فاز بلقب الصانعين ست مرات بين العامين 1999 و2004، لكن بخمسة ألقاب للسائقين مع شوماخر (2000-2004)، بعدما كان لقب 1999 من حصة الفنلندي ميكا هاكينن سائق ماكلارين مرسيدس.

وحسابيا، يستطيع هاميلتون إحراز لقبه العالمي السادس والاقتراب من الرقم القياسي المسجل باسم الألماني ميكايل شوماخر (سبعة ألقاب)، في سباق جائزة المكسيك الكبرى، بحال فوزه وحصوله على النقطة الإضافية لأسرع لفة، من دون احتلال بوتاس أحد المركزين الثاني أو الثالث.

ونجح الصانع الألماني مع انتهاء الجولة الـ17 بجمع 612 نقطة، بفارق 179 نقطة عن أقرب منافس له فيراري، قبل أربع جولات من النهاية.

وعلى رغم هيمنة الأعوام الأخيرة، لا يزال الفريق الألماني بعيداً عن فيراري من حيث عدد الألقاب، إذ تفصل بينهما عشرة في فئة الصانعين (16 لقبا لفيراري)، وثمانية ألقاب لدى السائقين (15 للفريق الإيطالي مقابل سبعة للألماني).

وفي حين أن فيراري لم يغب عن البطولة منذ انطلاقها عام 1950، شارك فريق "الأسهم الفضية" فيها 12 موسما فقط، في العامين 1954 و1955، ومنذ العام 2010 حتى الآن. وتوجت سيارة مرسيدس باللقب مرتين باللقب في خمسينات القرن الماضي مع السائق الأرجنتيني الراحل خوان مانويل فانجيو، علما بأن لقب الصانعين لم يكن معتمدا في حينه.

- إحصائيات فاصلة -

لكن الأعوام الأخيرة شهدت هيمنة مطلقة لمرسيدس منذ العام 2014 الذي شهد اعتماد المحركات الهجينة في سيارات الفئة الأولى، وذلك بعد هيمنة فريق ريد بول عبر سائق فيراري الحالي الألماني سيباستيان فيتل، على بطولة العالم بين العامين 2010 و2013.

وباستثناء بطولة 2016 مع الألماني نيكو روزبرغ، كان هاميلتون بطل العالم مع مرسيدس منذ العام 2014.

الاحصائيات الأخرى تثير الإعجاب أيضا: في 206 سباقات صعد أحد سائقي مرسيدس الى منصة التتويج 206 مرات، وكان الفوز من نصيب أحدهما 99 مرة، وحقق الفريق 52 ثنائية (المركز الأول والثاني). الانطلاق من المركز الأول 109 مرات، 73 مرة أسرع لفة في السباق...&

هذا العام أيضا، حطمت مرسيدس الرقم القياسي في عدد الثنائيات المتتالية في بداية الموسم، اذ حل هاميلتون وبوتاس في المركزين الأول والثاني في أول خمسة سباقات، متفوقين على ثنائي فريق وليامس البريطاني نايجل مانسل والايطالي ريكاردو باتريسي (ثلاثة سباقات في بطولة عام 1992).

- التفوق على مختلف المستويات -

كيف يمكن شرح هذا التفوق؟

في البدء هو خيار الأشخاص. هاميلتون وفانجيو اللذان أحرز كل منهما لقب البطولة خمس مرات، قدما لمرسيدس ستة من ألقابها السبعة لدى الصانعين. البريطاني روس براون أعاد إطلاق الفريق ووضع هيكلته بين العامين 2010 و2013، وتسلّم الدفة المدير الحالي النمسوي توتو وولف.

بعد ذلك يأتي المحرك. كشركة تزود بالمحرك في بادئ الأمر، ثم كفريق مصنع بالكامل، استثمرت العلامة التجارية بوفرة لتطوير نظام الكبح الحركي لاستعادة الطاقة الذي تم طرحه في فورمولا واحد&عام 2009. وقد أتاح لها أن تكون أفضل بكثير من منافسيها في الانتقال إلى محرك هجين في عام 2014، وهو العام الذي بدأت فيه هيمنتها.

غير أن المنافسين عادوا وفيراري الآن لديه محرك أفضل. لكن تظهر "سكوديريا" منذ أعوام غير قادرة على التفوق على مرسيدس في البطولة، ذلك لأن الفريق الألماني يتفوق على كل المستويات، بسيارة يمكن الاعتماد عليها للغاية وإستراتيجية غالباً ما تكون صحيحة.

يبدو أن الموسم المقبل قد يحمل المزيد من سيطرة مرسيدس، لاسيما وأن الفريق سينصرف من الآن للتحضير، بعدما أظهرت سيارة فيراري بوادر تفوق في السباقات الأخيرة، لكن نتائجها أتت متأخرة بعض الشيء.