كان احتفال الصانع الالماني مرسيدس مزدوجا بفوز سائقه الفنلندي فالتيري بوتاس بالمركز الاول في سباق جائزة اليابان الكبرى الاحد على حلبة سوزوكا ضمن الجولة السابعة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد وحسم الفريق لقب الصانعين للمرة السادسة تواليا.

وتقدم بوتاس على الالماني سيباستيان فيتل (فيراري) والبريطاني لويس هاميلتون.

والفوز هو الثالث لبوتاس هذا الموسم بعد سباقي استراليا الافتتاحي واذربيجان في الجولة الرابعة، والسادس في مسيرته، ليقود فريقه مرسيدس الى احراز لقب الصانعين للمرة السادسة تواليا معادلا الرقم القياسي مع فيراري التي توجت بهذا اللقب ست مرات تواليا من 1999 الى 2004 بينها خمس مرات مع الالماني الاسطورة ميكايل شوماخر.

وقلص بوتاس بالتالي الفارق عن زميله هاميلتون الى 64 نقطة مع تبقي اربعة سباقات حتى نهاية الموسم والمنافسة على 104 نقاط.

ومن الناحية الحسابية، يستطيع هاميلتون احراز لقبه العالمي السادس والاقتراب من الرقم القياسي المسجل باسم شوماخر (7 القاب)، في سباق جائزة المكسيك الكبرى في حال فوزه وحصوله على النقطة الاضافية لاسرع لفة، من دون احتلال بوتاس المركزين الثاني او الثالث علما بان الصراع بات محصورا بين سائقي مرسيدس بعد نتائج سباق اليوم.

وكان بوتاس انطلق من المركز الثالث في التجارب الرسمية الاخيرة التي اقيمت قبل سباق اليوم بثلاث ساعات بعد ان حال اعصار هاغيبيس دون اقامتها السبت وشهدت مفاجأة لفيراري بحلول سائقيها فيتل ولوكلير في المركزين الاولين.

-انطلاقة صاروخية لبوتاس-

بيد ان بوتاس نجح في انتزاع المركز الاول عند الانطلاق الذي شهد اصطداما بين سيارتي الهولندي ماكس فيرشتابن (ريد بول) ولوكلير سرعان ما ادى الى انسحاب الاول بسبب الاضرار التي لحقت بسيارته في اللفة الخامسة عشرة، في حين اضطر الثاني الى الدخول الى المرآب من اجل تغيير الجناح الامامي لسيارته.

وبعد انتهاء السباق بحوالي اربع ساعات، قرر مراقبو السباق معاقبة لوكلير على هذه الحادثة بحسم 15 ثانية من توقيته ليتراجع الى المركز السابع ويصعد الاسترالي دانيال ريتشاردو الى المركز السادس بدلا منه.

وقال بوتاس "انا سعيد، سعيد جدا. الانطلاق من المركز الثالث لم يكن سهلا. خضت سباقا رائعا ونجحت في انتزاع المقدمة ثم السيطرة على السباق بفضل السرعة الفائقة التي تميزت بها السيارة".

في المقابل اعترف فيتل بارتكابه خطأ عند الانطلاق بقوله "كان خطأي، خسرت الزخم في تلك اللحظة وتميزت مرسيدس بسرعة اكبر منا. كان الامر صعبا اليوم الاحتفاظ بالمركز الثاني".

وكان فيتل محظوظا لان مراقبي السباق لم يعاقبونه على تحرك سيارته قليلا قبل اطفاء الاضواء بالكامل قبل ان يحقق انطلاقة متأخرة.

وبقي فيتل محاصرا بين سيارتي مرسيدس الى ان دخل المرآب لتغيير اطارات سيارته في اللفة السابعة عشرة ولحق به بوتاس في اللفة التالية وخرج متقدما عليه لكن مختلفا عن زميله هاميلتون الذي اعتمد فريقه استراتيجية التوقف لمرة واحدة خلال السباق. بيد ان البريطاني الساعي الى احراز لقبه العالمي السادس اشتكى من تآكل اطارته في اللفة الثانية والعشرين فاضطر الى تغييرها في اللفة ذاتها.

وبدأ هامليتون يضيق الخناق على فيتل صاحب المركز الثاني الذي دخل مرة جديدة الى المرآب في اللفة ال32 لتغيير اطارات فيراري وحذا حذوه بوتاس بعدها بخمس لفات ليتركا هاميلتون في صدارة السباق.

وتساءل هاميلتون عن كيفية التتويج بالسباق لا سيما بان كان عليه الدخول مجددا الى المرآب وتحدث الى فريقه بالقول "قولوا لي ماذا يتوجب علي القيام به للفوز بالسباق".

وبالفعل دخل هاميلتون مرة جديدة في اللفة 43 وخرج وراء فيتل وحاول لتخطيه في اللفتين الاخيرتين لكن من دون جدوى ليكتفي بالمركز الثالث وكان عزاؤه تحقيق اسرع لفة في السباق واحرازه نقطة اضافية.

وهنأ هاميلتون فريقه باحراز لقب الصانعين بقوله "قمنا بجهود كبيرة على مدى السنوات السبع الاخيرة. قام الفريق بعمل رائع وانا فخور كوني جزءا من هذا الانجاز. امل ان يحتفل الجميع اليوم".

وعما اذا كان يعتقد بامكانية فوزه لولا استراتيجية فريقه خلال السباق اجاب هاميلتون "هذه النقطة ليست مهمة، انه مجرد افتراض. فالتيري استحق الفوز وكل الانظار متوجهة الى المكسيك الان".

-تحية وولف الى لاودا-

واهدى مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف الفوز السادس تواليا في فئة الصانعين الى مواطنه الاسطورة نيكي لاودا الذي توفي في وقت سابق من العام الحالي.

وقال وولف "نريد اهداء هذا الفوز الى روح نيكي لانه كان جزءا هاما منذ بداية المغامرة".

واضاف "مجرد وجوده معنا كان في غاية الاهمية في ما يتعلق بالمساندة والضغوطات، لقد كان رجلا استثنائيا".

وتابع "عندما بدأنا هذه المغامرة قبل ست او سبع سنوات كنا نهدف ال الفوز بالسباقات بشكل متواصل والكفاح من اجل البطولة والان وبعد ست سنوات احرزنا اللقب السادس تواليا (في فئة الصانعين)".

وختم "اشعر بسعادة كبيرة لجميع الذين ساهموا بهذا الامر وعملوا وراء الكواليس، لقد عشنا اوقاتا مؤلمة لكن الفريق عرف كيف ينهض من هذه الكبوات".