باريس: بعدما اكتفى في 2020 بلعب دور المتفرج ومشاهدة غريمه الإسباني رافايل نادال يعادل رقمه القياسي بإحرازه لقبه العشرين في بطولات الغراند سلام، يخوض السويسري المخضرم روجيه فيدرر غمار الموسم المقبل وعينه على ذهبية أولمبية في ألعاب طوكيو، ليحتفل بأفضل طريقة بميلاده الأربعين.

خاض فيدرر دورة واحدة فقط في 2020 حيث وصل بصعوبة الى نصف نهائي بطولة أستراليا الكبرى أوائل العام، قبل أن يضطر للابتعاد نتيجة خضوعه لعملية جراحية في ركبته.

وبعد أن دخل فيروس كورونا المستجد على الخط وأدى الى تعليق المنافسات طيلة خمسة أشهر، ومن ثم تسببه بإلغاء بطولة ويمبلدون المحببة على قلبه، اتخذ فيدرر القرار بإنهاء موسمه.

ورغم أنه بدأ مشواره في دورات رابطة المحترفين عام 1998 واقترابه من عامه الأربعين، لا يبدو أن فيدرر مستعد لهجرة ملاعب الكرة الصفراء، كاشفا عن نواياه بأن "الخطة الأكبر هي أن أكون متواجدا هناك في الألعاب الأولمبية. إنه أحد أهدافي الكبرى".

وسيحتفل السويسري بميلاده الأربعين في الثامن من آب/أغسطس، أي بعد أسبوع على نهائي فردي الرجال في ألعاب طوكيو التي تسبب "كوفيد-19" بإرجائها من الصيف الماضي الى صيف 2021.

وأقر فيدرر بصراحة أن إرجاء الألعاب الأولمبية أفاده شخصيا، موضحا "قد يكون ذلك أنانيا، لكن لم يكن بالأمر السيء أن يتم تأجيلها في ظل كل المشاكل التي عانيت منها هذا العام".

وخلافا لغريمه نادال، ما زال فيدرر يبحث عن ذهبيته الأولمبية الأولى في الفردي، بعد أن ذاق طعم الذهب في الزوجي خلال ألعاب بكين 2008 بصحبة مواطنه ستانيسلاس فافرينكا.

وأفاد نادال في 2020 على أكمل وجه من غياب فيدرر لكي يعادل السويسري من حيث عدد الألقاب الكبرى، وذلك بعد تتويجه للمرة الثالثة عشرة بطلا لفرنسا المفتوحة التي أقيمت استثنائيا في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر بعد بطولة فلاشينغ ميدوز نتيجة تداعيات فيروس "كوفيد-19".

لكن بالنسبة للإسباني البالغ 34 عاما، فليس لدى فيدرر "أي شيء ليثبته. لقد أظهر أنه عندما يكون في وضع صحي جيد، باستطاعته اللعب على أعلى المستويات".

لفيدرر أهداف أخرى الى جانب الفوز بالذهبية الأولمبية للفردي، إذ أن ألقابه الـ103 تجعله على بعد ستة ألقاب فقط من الرقم القياسي المسجل باسم الأميركي جيمي كونورز، كما أن تتويجا آخر في الغراند سلام سيجعله في 2021 أكبر لاعب يحرز أحد الألقاب الكبرى.

ولا يزال الأسترالي كين روزوول البطل الأكبر سنا في الغراند سلام، وذلك بعدما أحرز بطولة أستراليا المفتوحة عام 1972 عن 37 عاما و67 يوما.

وستكون بطولة ويمبلدون الفرصة الأكبر لفيدرر لكي يحقق هذا الإنجاز، لاسيما أنه توج بطلا هناك في ثماني مناسبات، في حين يبدو غريمه الآخر الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأوفر حظا للقب تاسع في بطولة أستراليا التي لم يقرر موعدها حتى الآن بسبب "كوفيد-19"، فيما سيكون نادال الأوفر حظا في رولان غاروس التي حقق فيها 100 فوز مقابل هزيمتين فقط خلال 15 عاما.

صحيح أن فيدرر أحرز لقب فلاشينغ ميدوز خمس مرات خلال مسيرته، لكن تتويجه الأخير في نيويورك يعود الى عام 2008، فاتحا الباب أمام نادال للفوز منذ حينها بأربعة ألقاب وديوكوفيتش بثلاثة.

سيرينا وعقدة الوصول الى رقم كورت

وكان ديوكوفيتش المصنف اول عالميا مرشحا في أيلول/سبتمبر للقب الرابع في البطولة الأميركية، لكنه أقصي من الدور الرابع بقرار تحكيمي نتيجة توجيهه كرة قوية باتجاه إحدى حكمات الخط.

كما فشل في أن يصبح أول لاعب منذ 50 عامًا يفوز بلقب كل بطولة كبيرة أقله مرتين عندما سقط سقوطًا مدويًا بثلاث مجموعات نظيفة في نهائي رولان غاروس امام نادال.

وإذا كان فشل فيدرر في احراز أي لقب عام 2020 مبررا الى حد كبير نتيجة انتهاء موسمه باكرا بسبب العملية الجراحية، فأن أسطورة السيدات سيرينا وليامس حصلت الموسم الماضي على ست فرص، لكنها استثمرت واحدة أوائل العام باحرازها لقب أوكلاند قبل أن تخرج من الدور الثالث لبطولة أستراليا، ثم ربع نهائي دورة لكزينغتون وثمن نهائي دورة نيويورك ونصف نهائي فلاشينغ ميدوز والدور الثاني لرولان غاروس بعد انسحابها بسبب الإصابة.

وعلى غرار فيدرر، تحتفل سيرينا الصيف المقبل بميلادها الأربعين، وتحديدا في 26 أيلول/سبتمبر، أي بعد أسبوعين من نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز.

وستحاول الأميركية مرة أخرى الوصول الى الرقم القياسي المطلق لعدد الألقاب الكبرى في حقبتي الهواة والاحتراف والمسجل باسم الاسترالية مارغاريت كورت (24 لقبا).

لكن سجلها في البطولات الكبرى خلال الأعوام الأخيرة لا يدعو الى التفاؤل، إذ يعودها لقبها الأخير في الغراند سلام الى استراليا 2017 حين توجت بطلا وهي حامل بمولودتها الأولى.

ومنذ حينها، بدأت عقدة سيرينا مع البطولات الكبرى، إذ وصلت الى النهائي أربع مرات من دون أن تتمكن من معادلة رقم كورت.

وتبدو الأميركية المخضرمة متحفزة لأنها "ما زلت جيدة فيها (اللعبة) وقريبة من بعض الأمور (تحقيق الألقاب الكبرى). أشعر وكأني هناك تقريبا (قريبة من اللقب الكبير الـ24). وأعتقد أن هذا الأمر يدفعني الى الاستمرار" بحسب ما أفادت في بطولة رولان غاروس حيث انتهى مشوارها عند الحاجز الثاني بانسحابها قبل مباراتها والبلغارية تسفيتانا بيرونكوفا بسبب إصابة في وتر أخيل.

كان 2020 استثنائيا في مسيرة الأميركية التي بدأت مشوارها الاحترافي عام 1998، إذ فشلت في بلوغ أي نهائي كبير للمرة الأولى منذ عام 2006، وأنهت العام في المركز الحادي عشر في تصنيف رابطة المحترفات.

وإذا وصلت سيرينا الى قناعة بأن الأمور انتهت بالنسبة لها، فإرثها لن يلطخ بحسب ما ترى منافساتها، وبينهن الأوكرانية ايلينا سفيتولينا الخامسة عالميا التي ترى بالأميركية "بطلة عظيمة. من الصعب أن يقول المرء أي شيء غير ذلك لأنه في كل مرة لعبت ضدها، شعرت بأن ذلك بمثابة امتياز كبير بالنسبة لي".