ملبورن : تتجّه الأنظار الأحد إلى ملعب "رود لايفر أرينا" في ملبورن حيث سيكون الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول أمام فرصة تعزيز رقمه القياسي والفوز بلقبه التاسع في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام للموسم، وذلك حين يواجه الروسي دانييل مدفيديف الرابع الذي يبحث عن تتويج كبير أول في مسيرته.

وإذا كانت المسألة مرتبطة حصرا بالاحصائيات، فسيكون مدفيديف الأحد أمام مهمة شبه مستحيلة ضد منافسه الصربي المتوّج بلقب البطولة الأسترالية في جميع المباريات النهائية الثماني التي خاضها حتى الآن في ملبورن.

لكن في عالم الرياضة، فإن شيئا ليس محسوما إلا عندما تصل المباريات الى نهايتها، وبالتالي بامكان مدفيديف الحلم بأن يخرج منتصرا من ثاني ظهور له في نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى والسير على خطى مواطنيه يفغيني كافيلنيكوف (توّج بلقب رولان غاروس عام 1996 وأستراليا عام 1999) ومارات سافين (فلاشينغ ميدوز عام 2000 وأستراليا عام 2005)، وهما الروسيان الوحيدان اللذان توجا بألقاب كبرى حتى الآن.

وما يعزّز حظوظ ابن الـ25 عاما الذي فرّط بفرصته الأولى لإحراز لقب كبير حين خسر نهائي فلاشينغ عام 2019 على يد الإسباني رافايل نادال، أن مشوار الصربي نحو الفوز بلقبه الكبير الثامن عشر والاقتراب خطوة من حاملي الرقم القياسي نادال والسويسري روجيه فيدرر (20)، لم يكن سلسا بتاتا، إذ عانى ابن الـ33 عاما من آلام في عضلات البطن ما حرمه من خوض التمارين بين المباريات.

وعقب حسمه مباراة نصف النهائي ضد مفاجأة البطولة الروسي الآخر أصلان كاراتسيف بثلاث مجموعات، تحدث ديوكوفيتش عن مواجهة مدفيديف قبل أن يكون الأخير قد لعب مباراته في نصف النهائي ضد اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، قائلا "ليست لدي أية افضلية. على صعيد المستوى، يقدّم مدفيديف أفضل اداء ربما في آخر ثلاثة أو أربعة أشهر".

ويدرك الصربي أن الخروج من النهائي الكبير الثامن والعشرين في مسيرته والفوز بلقب البطولة الأسترالية للعام الثالث تواليا ليس بالأمر السهل، لاسيما أنه خسر مواجهته الأخيرة مع مدفيديف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال دور المجموعات لبطولة الماسترز الختامية حين ذهب الروسي حتى النهاية وتوج بأهم ألقابه حتى الآن.

وأمل ديوكوفيتش الذي فاز بأربع من أصل سبع مواجهات جمعته بمدفيديف حتى الآن، أن يستعيد عافيته قبل النهائي "على الارجح (ساتدرب) السبت. التعافي أولوية الآن. أشعر بالكرة أفضل الآن".

وعن فوزه بجميع المباريات النهائية التي خاضها في البطولة الأسترالية حتى الآن، قال ديوكوفيتش "من المؤكد أنك تشعر بثقة أكبر بأن تعلم، قبل دخولك الى المباراة النهائية، بأنك لم تخسر قط أي نهائي أو نصف نهائي. هذا الأمر يجعلك وحسب أكثر ثقة في أرض الملعب".

وتابع "لكن كل عام مختلف عن الآخر رغم أن هذه المسألة (الفوز بجميع المباريات النهائية) لها تأثيرها الذهني علي، أو ربما على خصومي، لا أعلم. لكن بالنسبة لي، لها بالتأكيد تأثير إيجابي".

أستاذ "ذكي" في الشطرنج

وبمجرّد وصوله إلى النهائي وبعد فوزه الثاني عشر تواليا على لاعبي نادي العشرة الأوائل في تصنيف المحترفين والعشرين تواليا بالمجمل امتدادا من العام الماضي، سيصعد مدفيديف الإثنين الى المركز الثالث عالميا للمرة الأولى في مسيرته، وفي حال فاز باللقب سيزيح نادال عن الوصافة.

ولم يستبعد خصمه في نصف النهائي تسيتسيباس أن ينجح الروسي في تخطي ديوكوفيتش الأحد، قائلا "لن أتفاجأ برؤية دانييل يفوز بالبطولة لكن، كما تعلمون، السيناريو سيكون غريبا".

وأوضح "واجهت رافا (نادال) هنا قبل عامين. وجدت أداءه مذهلا في ذلك اليوم. كنت متأكدا 100 بالمئة بأنه سيفوز بالبطولة، لكن في النهاية كنت مخطئا"، إذ توّج ديوكوفيتش باللقب عام 2019 بتغلبه على نادال في النهائي بثلاث مجموعات.

حتى أن ديوكوفيتش أبدى اعجابه بالروسي، قائلا "إنه صلب. كما سمعت (النجم الأميركي السابق والمعلق الحالي) جيم كوريير يصفه باستاذ في الشطرنج بسبب الطريقة التكتيكية التي يعتمدها في تمركزه بالملعب، وهذا صحيح".

وختم "إنه بالتأكيد لاعب ذكي جدا".

لكن مدفيديف الذي لم يخسر سوى مجموعتين في طريقه الى النهائي، أصر على أن ديوكوفيتش ما زال المرشح الأوفر حظا لاحراز اللقب رغم أن الروسي يتمتع بالوتيرة اللازمة حاليا.

وأوضح "إنه المرشح الأوفر حظا لأنه لم يخسر. لقد فاز بلقب البطولة في المناسبات الثماني التي وصل فيها الى نصف النهائي. بالنسبة لي، أنا... المتحدي. الرجل الذي يتحدى الرجل الذي وصل الى النهائي ثماني مرات وفاز باللقب ثماني مرات. وأنا راض بذلك".

وتابع "أعلم أنه من أجل الفوز عليه، يتوجب عليك أن تقدم أفضل مستوى لك. أن تكون في أفضل حضور بدني لمدة أربع أو خمس ساعات. أن تكون في أفضل وضع ذهني ربما لخمس ساعات (في الملعب)".