هلسنكي : غيّر ماركو كانيرفا مفهوم كرة القدم في فنلندا، عندما قادها لأوّل مرة في تاريخها إلى نهائيات كأس أوروبا.

في بلاد الرياضات الشتوية، خطّط ابن السادسة والخمسين لمنتخبه بعناية ودقة، ليوصله إلى أول امتحان قاري أمام منتخبات بلجيكا والدنمارك وروسيا.

هو رجل بسيط يرى أن اللعب الثوري في كرة القدم يكمن باللعب ببساطة. كان مهووسا في كرة القدم منذ صغره، اذ انضم بعمر التاسعة عشرة كمدافع مع فريق هلسنكي، فحمل ألوانه في 260 مباراة، محرزا لقب الدوري خمس مرات وخاض 59 مباراة دولية مع بلاده.

وأنهى كانيرفا مشواره كلاعب مع الفريق ذاته، في مسيرة امتدت 16 سنة شهدت مشاركته في الدوري السويدي.

آنذاك لم تكن كرة القدم احترافية في فنلندا، فقرّر العمل استاذا في مدرسة ابتدائية محلية. وبعد اعتزاله لم يرغب في ترك عالم الكرة، فحصل على شهادات التدريب، وبدأ مشواره في العاصمة.

تقليدي يعوّل على الروح الإيجابية
عُرف كانيرفا كمدرب تقليدي يعوّل على الروح الإيجابية في الفريق والتضامن. جلب ما تعلّمه من صفوف المدرسة إلى فرقه التي أشرف عليها.

خوّله النجاح الى الوصول إلى المنتخب وهو لم يبلغ عامه الحادي والعشرين، حيث بقي 6 سنوات وأظهر إمكاناته، ذم قاده في العام 2009 إلى بطولة أوروبا واختير كأفضل مدرب في البلاد.

تابع كانيرفا تطوّره وعُيّن كمدرب مساعد للمنتخب الأول في 2011. خلال 5 سنوات كمدرب مساعد، تبوأ منصب المدرب الموقت سبع مرات. وفي 2016، حصل ما هو متوقع، عندما استلم مهام المدرب الدائم بهدف التأهل إلى كأس أوروبا. حلّ بدلا من السويدي هانس باكه الذي لم يحقق أي فوز في 11مباراة (9 خسارات وتعادلان).

منذ وصوله، عاد الفريق إلى خطة 4 4 2 بقيادة المهاجم تيمو بوكي. نجح المنتخب الاسكندينافي في بلوغ النهائيات القارية للمرة الأولى في تاريخه، بحلوله وصيفا في مجموعة إيطاليا.

وقال بعد التأهل "هذا الانجاز التاريخي لم يكن ممكنا لولا العمل الجماعي، الفريق الرائع، الجهاز الفني الممتاز والقيادة التربوية، وهي أساس تعليم المدربين الفنلنديين والمجتمع".

وفي دوري الأمم الأوروبية حيث بلغ المستوى الثاني، كان كانيرفا قريبا من الارتقاء مجددا لكنه حل وصيفا لويلز، متفوقا على إيرلندا وبلغاريا.