بروكسل : يبحث الإسباني روبرتو مارتينيس عن تكرار تجربته الجيدة مع منتخب بلجيكا بقيادته إلى المركز الثالث في مونديال 2018، عندما يخوض المنتخب المصنف الأول عالميا نهائيات كأس أوروبا، في مشوار قد يكون الأخير له مع الشياطين الحمر.

وبرغم الانتقادات اللاذعة التي تعرّض لها لاستبعاد لاعب الوسط المشاكس رادجا ناينغولان قبل مونديال روسيا، نجح مارتينيس في التفوق على سجل سلفه مارك ويلموتس الذي أوصل الشياطين الحمر إلى ربع نهائي مونديال البرازيل 2014، فحقق أفضل سجل في تاريخ البلد الصغير بعد حلوله رابعا في 1986.

وقبل المونديال الأخير، لم يكن مارتينيس يملك سجلا ناصعا كلاعب وكمدرب، ومثّل في الحالتين أندية متوسطة أو متواضعة دون أن يحقق نجاحا كبيرا يذكر. وسبق له كلاعب أن دافع عن ألوان سرقسطة (إسبانيا)، ويغان، ولسال، سوانسي سيتي وتشستر سيتي (إنكلترا)، ومذرويل (اسكتلندا).

وكمدرب، اقتصرت مسيرته على أندية إنكليزية هي سوانسي (2007 2009) وويغان (2009 2013) الذي قاده إلى لقب كأس انكلترا عام 2013 على حساب مانشستر سيتي ولكن دون أن ينقذه من الهبوط، قبل الانتقال الى إيفرتون حيث بقي حتى عام 2016، ثم حلّ بشكل مفاجىء مع الشياطين الحمر.

وحققت بلجيكا تحت اشرافه نتائج بارزة في التصفيات الأوروبية، فتصدرت مجموعة ضمت روسيا واسكتلندا بعشرة انتصارات من 10 مباريات في انجاز نادر. لكن المدرب الكاتالوني قد يخوض مغامرته الأخيرة مع بلجيكا في ظل تقارير تشير الى انتقاله لتدريب برشلونة الاسباني أو توتنهام الإنكليزي.

تغييرات ناجحة

كان المنتخب البلجيكي الذي تعجّ صفوفه بأفضل المواهب في البطولات الأوروبية الكبرى مثل كيفن دي بروين، إدين هازار وروميلو لوكاكو، في طريقه الى خروج مبكر في آخر مباريات الدور ثمن النهائي للمونديال الأخير، عندما تخلف صفر 2 أمام اليابان.

إلا أن تغييرات مارتينيس أنقذت الموقف. دفع بمروان الفلايني وناصر الشاذلي بدلا من دريس مرتنس ويانيك كاراسكو، وقلب الطاولة على "الساموراي الازرق" بتسجيل ثلاثة أهداف مذهلة، آخرها في الثواني الأخيرة من المباراة. استغلّ البنية الجسدية للفلايني حيث ادرك الأخير التعادل بضربة رأسية اثر تمريرة رائعة من هازار.

وفي تكتيك قديم من فترة تواجدهما معا في إيفرتون، انتقل لوكاكو أيضا إلى اللعب على الجهة اليمنى بدلا من اللعب كقلب هجوم، وكان أيضا مصدر الهدف الثاني لبلجيكا في مرمى البرازيل، عندما انطلق بمجهود فردي في منتصف الملعب تخلص فيه من 3 برازيليين ومرر كرة إلى دي بروين الذي هز بتسديدته القوية الشباك.

قال مارتينيس عقب المباراة "أعتقد أنه عندما تلعب ضد البرازيل، يجب أن تكون لديك ميزة تكتيكية"، مضيفا "كان يجب أن أكون شجاعا لتغيير خطة تكتيكية في المونديال، لقد كان ذلك رهانا واللاعبون آمنوا به".

كانت الخطة التكتيكية التي رسمها مارتينيس لاخراج حامل الرقم القياسي في عدد الالقاب في العرس العالمي (5)، مثيرة للاعجاب الى درجة أن أول سؤال تم توجيهه اليه في مؤتمره الصحافي بعد المباراة هو ما إذا سيكون مهتما بالمركز الشاغر في الادارة الفنية لمنتخب بلاده إسبانيا.

قلّل مارتينيس من أهمية هذه التكهنات، ولكنه عموما كسر بانجازه في روسيا حاجزا لم يكن يلاقي اجماعا في بلجيكا يتعلق بكونه إسبانيا لا يتقن اللغتين الفرنسية والفلمنكية المستخدمتين على نطاق واسع في بلجيكا. ومع ذلك فان لاعبي المنتخب جميعا يتحدثون باللغة الإنكليزية.