هلسنكي : تخطو فنلندا في كأس أوروبا لكرة القدم أولى خطواتها في البطولات الكبرى، باحثة عن ترك بصمة في المحفل القاري برغم سجلها المتواضع.

تحبس الدولة الاسكندينافية أنفاسها لتعافي نجم هجومها تيمو بوكي، صاحب عشرة أهداف في التصفيات والعنصر الفاعل في عودة نوريتش إلى دوري النخبة الإنكليزي.

قال المدرب ماركو كانيرفا الأسبوع الماضي "بالطبع، يلعب بوكي دورا كبيرا في تشكيلتنا"، مضيفا ان فريقه "انتظر عقودا" للتأهل إلى نهائيات بطولة كبرى.

في بلد يبلغ عدد سكانه 5,5 ملايين نسمة ويتصدّر الهوكي على الجليد قائمة الرياضات الأكثر شعبية، كان وقع التأهل إلى كأس أوروبا في كرة القدم صاعقا، فحظي بوكي ورفاقه بمواكبة جماهيرية لافتة.

لكن المدرب يشدّد "أركّز على مجهود الفريق بشكل عام. يحتاج إلى مساعدة الآخرين كي يسجّل الأهداف".

لذا سيعوّل على أمثال غلن كامارا، لاعب وسط أرسنال الإنكليزي سابقا ورينجرز الاسكتلندي راهنا، ويويل بوهيانباولو مهاجم أونيون برلين الألماني، بالإضافة إلى حارس باير ليفركوزن الألماني لوكاش هراديتسكي.

كما تتوقع الجماهير المحلية مشاركة طيبة من الشابين ماركوس فورس (برنتفورد الإنكليزي) وأوني فالاكاري (بافوس القبرصي).

سجّل اللاعبان البالغان 21 عاما من مشاركتهما الدولية الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما حققت فنلندا فوزا صادما على فرنسا بطلة العالم 2 صفر.

قال كانيرفا "يجب أن ندافع جيدا أمام المنتخبات الكبرى، هذا مؤكّد"، مشيرا إلى أن وحدة فنلندا وتواضعها من أبرز مكامن القوة لديها.

إلهام إيسلندي

فنلندا التي تحتل المركز 54 في التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا)، ستواجه الدنمارك وروسيا وبلجيكا المصنفة أولى في دور المجموعات.

شرح بوكي في مؤتمر صحافي في هلسنكي الأسبوع الماضي "لسنا مرشحين في هذه الدورة، لكن أعتقد أن هذا الأمر يروق لنا، يمنحنا القوة لاظهار قدرتنا على المنافسة أمام الكبار".

يتطلع الفريق إلى الاستلهام من مشوار إيسلندا في النسخة الأخيرة في فرنسا عام 2016، عندما اطاحت إنكلترا في طريقها إلى ربع النهائي على وقع صيحات جماهيرها الرائعة وتصفيق "فايكينغ ثاندر كلاب".

أقر كانيرفا انه وجه أخيرا دعوة إلى مدرب إيسلندا السويدي لارس لاغرباك لتشارك أسرار "المعجزة الإيسلندية".

لكن مع تقلّص حجم الجماهير في النسخة الحالية بسبب بروتوكولات الحماية من تفشي فيروس كورونا، ستتمكن مجموعة صغيرة من 30 ألف متفرج اشترت تذاكرها من التواجد على المدرجات.

نجومية متأخرة

بعمر الحادية والثلاثين، صنع بوكي نجوميته متأخرا. استهل مشواره في 2006، لكن نجاعته التهديفية ظهرت بقوة عندما وقّع مع بروندبي الدنماركي في 2014.

انتقل بعقد حرّ إلى نوريتش الإنكليزي في 2018، مسجلا 29 هدفا في موسمه الأول.

برغم تواضعه خارج الملاعب، إلا انه يهوى افتراس المدافعين داخل منطقة الجزاء.

تعرّض مطلع أيار/مايو لاصابة في كاحله هددت مشاركته في الحدث القاري، لكنه لا يزال واثقا من تمثيل بلاده.

مع تسجيله ثلاثين هدفا حتى الآن لفنلندا، بات على بعد هدفين من الرقم التاريخي للنجم السابق ياري ليتمانن الذي ساهم بحصد أياكس أمستردام الهولندي لقب دوري أبطال أوروبا في 1995.