لندن: يؤكّد السباح البريطاني الغني عن التعريف آدم بيتي سيطرته الفريدة من نوعها على مسابقة رياضية واحدة، وهو الذي يملك أسرع 20 توقيتاً في سباق 100 م صدراً.

سبق لحامل اللقب الأولمبي، البالغ 26 عاماً، ان ضمن تأهله في الالعاب الاولمبية التي تنطلق الجمعة في العاصمة اليابانية طوكيو، قبل التجارب البريطانية في نيسان/أبريل الماضي.

رفض بيتي التأهل الى الالعاب الاولمبية بطريقة عادية، بل سطّر خامس أسرع توقيت في في خضم المنافسة على الإطلاق، فاحتل المركز الاول بزمن بلغ 57.39 ثانية.

أسرع توقيت

كما سجّل باسمه أسرع 20 توقيتاً في التاريخ على الإطلاق في هذه المسافة، وذلك بعد ست سنوات على تحطيمه الرقم القياسي العالمي في الفئة عينها خلال بطولة بريطانيا للسباحة عام 2015، على الرغم من أنّ منافسين آخرين نجحوا في شق طريقهم داخل هذه القائمة في وقت لاحق.

أصبح بيتي خلال أولمبياد ريو 2016 أول بطل أولمبي بريطاني في منافسات الحوض وذلك منذ العام 1988، كما أسهم في تحقيق بلاده للميدالية الفضية في سباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعة.

فاز بيتي بجائزة أفضل أداء لسباح شارك في تلك الألعاب من قبل الاتحاد الدولي للسباحة (فينا) بعدما حطم الرقم القياسي العالمي المسجّل باسمه خلال التصفيات ومن ثمّ في النهائي.

يعود رقمه القياسي العالمي الحالي (56.88 ث) إلى بطولة العالم 2019 والتي اقيمت في كوريا الجنوبية.

بدأ بيتي الذي يبرز بوشم يرمز الى حيوان الأسد على كتفه الأيسر، بإيلاء رياضة السباحة جدية أكبر، عندما شاهد وهو برفقة اصدقائه، مواطنه سباح مسابقات الصدر غريغ بنسون يتأهل الى الدور نصف النهائي في أولمبياد لندن 2012.

وعن هذا الموضوع، قال بيتي لصفيحة "تايمز": "كانت تلك اللحظة بمثابة مفترق طرق في حياتي وقرّرت حينها بأن أتعامل بجدية أكبر مع السباحة".

وتابع: "كنت قد أنهيت الامتحانات المدرسية وأنوي أن احتسي الكحول واثمل برفقة أصدقائي عندما سمعت بأن غريغ بنسون وهو صديق قديم من أعوامي الأولى قد نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في أولمبياد لندن 2012".

وأضاف: "عرفتُ حينها بأنني لن أكون سعيداً إن لم أبذل قصارى جهدي في السباحة".

دخل بيتي عالم النجومية من الباب الواسع عام 2014 بعد فوزه بثلاث ميداليات في دورة ألعاب الكومنولث، وتبعها بأربع ميداليات ذهبية في بطولة أوروبا ببرلين والتي تخللها تحطيمه للرقم القياسي العالمي في منافسات الصدر لمسافة 50م. كل ذلك إن دلّ على شيء فهو انّ بيتي سلك مسار الانضمام الى الكبار في عالم السباحة فارضاً نفسه الرقم الصعب.

كيف حوّل الخوف إلى قوّة؟

تبقى المفاجأة اللافتة في حياة بيتي ما قبل الألقاب والنجاحات والإنجازات هي انّه كان يخاف من المياه في طفولته.

وأوضح "كنت أخاف حتى من الاستحمام" في شرحه لعقدته التي تحوّلت لاحقاً الى عشق وإبداع في التعامل مع المياه.

وتابع: "كنت أصرخ دائماً عندما يحين وقت الاستحمام، إذ كان أشقائي الأكبر مني يقولون لي بأنّ أسماك القرش قد تخرج من الثقب".

كان العام 2020 استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى إذ أُجبر بيتي، على غرار كل الرياضيين، بأن يضع احلامه الاولمبية جانباً بسبب انتشار جائحة كورونا واضطرار المنظمين الى تأجيل اولمبياد طوكيو، لكنه رفض التوقف عن التمارين خلال فترة الحظر الكامل وقام بتشييد حوض سباحة في حديقته المنزلية.

على الصعيد الشخصي، سيكون لبيتي كل الأسباب الكامنة للإبداع في أولمبياد طوكيو، إذ أصبح في أيلول/سبتمبر الماضي أباً للمرة الاولى بعد ولادة ابنه جورج أندرسون أديتولا بيتي.

الشوكولا نقطة ضعفه

يعتبر السباح البريطاني أنّ نقطة ضعفه هي الشوكولاتة، ويعيد نجاحاته إلى مقاربته الذهنية القوية، وهو يستعد لإطلاق كتابه الخاص في وقت لاحق من هذا العام تحت عنوان "عقلية محارب".

يكشف بيتي في هذا الصدد خلال حديثه للقناة الاولمبية وصوله الى قناعة "بأنّ الرياضة لا تعني منافساً ضد آخر بل هي ما تستطيع القيام به في عقلك الخاص".

وعن الدافع وراء رسمه للوشم على ذراعه، قال بيتي "الشجاعة، النزاهة والإيمان... هذا ما رسمته على ذراعي. إنّها مبادئي الثلاثة الاساسية التي أمضي بها في حياتي".

وأضاف: "عندما تتمكن من السيطرة على طاقتك الداخلية تكتشف الطريقة للتعبير عنها وتحويلها الى قوة".