طوكيو : كان مرتقباً أن يلمع نجم صاحبة الأرض ناومي أوساكا والصربي نوفاك ديوكوفيتش وأسطورة الجمباز الأميركي سيمون بايلز في أولمبياد طوكيو الذي اختتمت منافساته الأحد. لكن تلك الألعاب التي غابت عنها الجماهير لم تبتسم لهم، كما لم تسمح بظهور مواهب جديدة، رغم أن البعض، على غرار السباح الأميركي كايليب دريسل، راكموا الألقاب وبلغوا المجد.

قبل حتى أن تضرب أول إرسالاتها بكرة المضرب، تملّك أوساكا الشعور بأنها نجحت فعلياً في "ألعابها": فقد نالت الرياضية اليابانية، التي كانت آخر حاملي الشعلة، شرف إيقاد المرجل الأولمبي خلال حفل الافتتاح، لتعلن انطلاق ألعاب طوكيو في 23 تموز/يوليو رسمياً، بعد عام من التأجيل.

وأوضحت اليابانية لاحقاً أنه "بلا شك، هذا أعظم إنجاز وأعظم شرف رياضي في حياتي".

لكن من ناحية أخرى، سرعان ما أزالت المصنفة الثانية عالمياً التي كانت تنتظرها أمة بأكملها، غبار المجد في منافسات كرة المضرب مع خروجها من دور الـ16.

شهدت منافسات المضرب الأولمبية، التي غابت عنها أسماء كبيرة على غرار الإسباني رافايل نادال بخيار شخصي، والسويسري روجيه فيدرر للراحة، صدمتها الأخرى، حين وصل ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً إلى نصف النهائي في الفردي والزوجي المختلط، قبل أن يُقصى بشكل درامي، بلا ميدالية وبإصابة في الكتف وإرهاق بدني وذهني.

وكانت قضية الصحة الذهنية في صميم مشاركة بايلز في اليابان. كان العالم ينتظر أن تحصد نجمة الجمباز كل الألقاب الستة وتحطم الرقم القياسي للسوفياتية لاريسا لاتينينا أكثر لاعبات الجمباز تتويجاً في التاريخ مع تسع ذهبيات.

"لا أثق بنفسي"

لكن بايلز (24 عاماً)، انهارت بعد قفزة واحدة فقط المسابقة الكاملة للفرق، وتركت زميلاتها في فريق الولايات المتحدة اللواتي حصدن الفضية.

في ما بعد، كشفت بايلز عن عذاباتها قائلة "أنا فقط لا أثق بنفسي بقدر ما اعتدت سابقاً، ولا أعرف ما إذا كان الأمر متعلقاً بالعمر".

وتحدثت عن "الإلتواءات" (فقدان التوازن وإدراك المكان في الهواء)، التي سلبت قدرتها على أداء الحركات عالية الخطورة التي باتت مسجلة باسمها.

وانسحبت اللاعبة من أربع من ست نهائيات كانت ستشارك فيها، لكنها كانت حاضرة في مسابقة عارضة التوازن حيث نالت الميدالية البرونزية، السابعة في مسيرتها الأولمبية.

وقالت إن "صحتي الجسدية والذهنية مهمة أكثر من كل الميداليات التي يمكنني الفوز بها"، من دون الإشارة إلى ما إذا كانت مسيرتها الرياضية قد انتهت.

ومع السيدات أيضاً، لعبت قائدة المنتخب الأميركي لكرة القدم ميغان رابينو آخر الدورات الأولمبية عن 36 عاماً، توجتها بميدالية برونزية.

لا ولي عهد لبولت

حتى ألعاب القوى لم تكن على قدر التوقعات. فمنذ انتهاء مسيرة الجامايكي أوسين بولت، تنتظر أم الألعاب ملكها الجديد.

ورغم هيمنة السويدي أرمان دوبلانتيس في رياضة القفز بالزانة، وثلاثية الجامايكية إيلين تومسون هيراه في سباقات 100 و200 والتتابع أربع مرات 100 م، والرقم القياسي العالمي المذهل في سباق 400 م حواجز للنروجي كارستن فارهولم، لم يستطع أي منهم الاقتراب من التربع على عرش الرياضة.

دريسل قادم

بعد التاريخ الذي سطره "دريم تيم" لكرة السلة في برشلونة عام 1992، بمشاركة مايكل جوردان، ماجيك جونسون ولاري بيرد، عادت الولايات المتحدة وسيطرت على منافسات طوكيو بالفعل بجهود كيفن دورانت.

لكن الأخير بعيد كل البعد عن امتلاك الكاريزما، والشهرة العابرة لليبرون جيمس أو حتى ستيفن كوري الذين غابا عن هذه الألعاب الأولمبية.

في أرض الجودو وعلى بساط معبد "نيبون بودوكان" الأسطوري، تلاشى حلم الفرنسي تيدي رينر بالتتويج الثالث على التوالي في فئة وزن 100 كلغ، فلم يحصد إلا البرونز فردياً، وحصد الذهب بالمنافسات المختلطة المستجدة في طوكيو.

كان المجد فعلياً في السباحة. فظهر نجوم جدد على غرار الأسترالية إيما ماكيون التي جمعت سبع ميداليات منها أربع ذهبية، وأيضاً كايليب دريسل.

لم يطل الأخير مكانة مواطنه مايكل فيلبس، أكثر الرياضيين تتويجاً وحصداً للألقاب في التاريخ الأولمبي (23)، لكنه تميز في هذه الألعاب بخمس ميداليات ذهبية في أحواض طوكيو.