الدوحة : بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومنظمو نهائيات كأس العالم في قطر الجمعة، إحصاء تكلفة قرار تقديم انطلاقة مونديال 2022 يوماً واحداً، مع بدء العدّ التنازلي قبل مئة يوم من صافرة بداية العرس الكروي الذي يُقام لأول مرة في الشرق الأوسط.

وتعهد "فيفا" والدولة الخليجية الغنية بالغاز الخميس، باتخاذ إجراءات لمساعدة المشجعين والجهات الراعية وشركات البث الذين سيتأثرون بهذا التعديل، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وبموجب ذلك القرار المفاجئ، ستبدأ المنافسات في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل 24 ساعة من موعدها المحدد سابقاً، بمواجهة قطر أمام الإكوادور، لتكون بالتالي المباراة الافتتاحية لأصحاب الأرض كما جرت التقاليد.

وأصدر "فيفا" بياناً قال فيه إن "قطر الدولة المضيفة ستلعب ضد الإكوادور في 20 تشرين الثاني/نوفمبر لتكون المواجهة الوحيدة في اليوم الأول".

غير أن الخطوة، أثارت أسئلة حيال كيفية التعامل مع المشجعين الذي سبق وحجزوا تذاكر المباريات ورحلاتهم إلى الدوحة.

يقول مسؤول تنفيذي لإحدى شركات البث في المونديال لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته إن القرار جاء "قبل أقل من ثلاثة أشهر على البداية. جاء بشكل مفاجئ. ليس بالأمر الجلل، لكنه يشكّل صداعاً".

وبحسب "فيفا"، فإن رئيسه السويسري الإيطالي جاني إنفانتينو ورؤساء الاتحادات القارية الست اتفقوا بالإجماع على جعل مباراة قطر وحفل الافتتاح الرسمي حدثاً "مستقلاً".

وأوضح الاتحاد الدولي في بيان أن "التغيير يضمن مواصلة التقليد العريق المتمثل بأن ينطلق المونديال بحفل افتتاح في المباراة الأولى التي يكون أحد طرفيها المنتخب المضيف أو حامل اللقب".

وبموجب الجدول القديم، كان يفترض أن تقام المباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، لكن أولى مباريات ذلك اليوم كانت مواجهة السنغال وهولندا، تليها مباراة إنكلترا وإيران.

"كل حالة على حدة"

بعد التعديل الجديد، ستكون مباراة السنغال وهولندا المقررة أصلاً في 21 تشرين الأول/نوفمبر، عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (16:00 ت غ) بدلاً من الواحدة ظهراً (10:00 ت غ).

وأكد "فيفا" في هذا السياق أنه "سيتم إعلام أصحاب التذاكر عبر البريد الإلكتروني بهذين التغييرين على جدول المباريات، وستبقى تذاكرهم سارية بغض النظر عن التاريخ/التوقيت الجديد للمباراة".

وأضاف أن الاتحاد الدولي "سيتعامل مع كل حالة على حدة، في ما يتعلق بأي مشاكل قد تطرأ جراء هذا التغيير".

من جهتهم، رحّب المنظمون القطريون الذين أنفقوا مليارات الدولارات تحضيراً للحدث منذ فوزهم بحق استضافة البطولة عام 2010، بقرار "فيفا".

وأكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في بيان رسمي دعمها للقرار، مشيرة إلى انها "تواصل العمل مع فيفا من أجل تيسير مهمة المشجعين الذين تأثروا بقرار تقديم موعد انطلاق البطولة".

"ليست مشكلة كبيرة"

وقد يضطر بعض مشجعي الإكوادور إلى تغيير مواعيد رحلاتهم الجوية للوصول إلى قطر في وقت أبكر، فيما أوضحت مصادر مطلعة على الملف أن تغيير الموعد قد يفرض تغييرات على العقود التجارية للمونديال.

يقول ريكاردو فورت، المستشار في مجال الصناعة الرياضية الرئيس السابق لقسم التسويق الرياضي في "كوكا كولا" (شركة المشروبات الغازية الداعمة الأساسية لفيفا)، إن تغيير الموعد قد يكون "مشكلة كبيرة للرعاة".

ويوضح في تغريدة عبر حسابه على تويتر "قاموا بإرسال الدعوات وتأكيد الضيوف، حجزوا الطائرات وتعاقدوا مع كافة الخدمات اللوجيسيتية. تخيلّ تغيير ذلك كله!".

وأبدت الشركات المرتبطة بصفقات كبيرة مع كأس العالم ثقتها في أنه يمكن التعامل بسلاسة مع التغيير غير العادي لروزنامة البطولة التي تقام للمرة الأولى في العالم العربي.

ويعتبر خايمي بيروم، رئيس مجلس إدارة شركة "ماتش هوسبيتاليتي" التي تربطها بالاتحاد الدولي صفقة شراكة لتنظيم حزم الضيافة لمباريات كأس العالم وسبق لها أن حجزت 450 ألف تذكرة للنهائيات، أن "هذا شيء سنتعامل معه".

يقول بيروم لفرانس برس "إنها حقاً ليست بالمشكلة الكبيرة مقارنة بالتحديات الأخرى التي كان من الممكن أن نواجهها أو واجهناها في الماضي".

ويضيف "يتوجب علينا التركيز على هؤلاء الزبائن (أصحاب التذاكر) الأكثر تضرراً، وأعتقد في هذه الحالة أننا سننظر في وضع زبائننا الإكوادوريين الذين يسافرون من الخارج، والحرص على وصولهم في الموعد المحدد للمباراة".

وأقدم المنظمون على تغيير ساعات العد التنازلي الرسمية للحدث سريعاً، كما نُقل موعد احتفالات المئة يوم لانطلاق المونديال على عجل من السبت إلى الجمعة.

وسبق أن قدم الاتحاد الدولي استثناءات لقطر، من بينها تغيير موعد البطولة لتقام للمرة الأولى في أواخر الخريف، بسبب درجات الحرارة المرتفعة جداً صيفاً في الإمارة الخليجية.