الدوحة: قد يشهد اليوم السابع من مونديال قطر 2022 في كرة القدم مفاجأة بحجم الجبال، بحال إقصاء الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي من دور المجموعات وتأهل غير متوقع للسعودية، فيما تبحث فرنسا حاملة اللقب عن بطاقة مبكرة لثمن النهائي وتونس عن مواصلة سيرها نحو أول ظهور في الأدوار الاقصائية.

شهدت الجولة الأولى فوزاً تاريخياً للسعودية على الأرجنتين 2-1، لتعيق بداية مشوار ميسي نحو الظفر باللقب الأول والأخير في مسيرته الزاخرة، كي يسير على خطى "الولد الذهبي" دييغو مارادونا الراحل قبل سنتين.

خيبة وضعت الأرجنتين، بطلة 1978 و1986، أمام ضرورة عدم تلقي خسارة ثانية السبت أمام المكسيك، كي لا تجد نفسها باكراً خارج الحسابات الرسمية، ويتلقى ابن الخامسة والثلاثين وأفضل لاعب في العالم سبع مرات صفعة أخيرة مدوية.

ولن تكون المكسيك لقمة سائغة أمام "ألبيسيلستي"، خصوصاً وانها تبحث عن ثأر قديم بعد اقصائها من ثمن النهائي مرتين أمام الأرجنتين في 2006 بعد التمديد 2-1 و2010 بنتيجة 3-1.

السعودية فوق الغيوم

في المقابل، سيؤهل فوز السعودية على بولندا الدولة الخليجية إلى ثمن النهائي للمرة الثانية بعد مشاركتها الاولى في 1994.

وبعد تعملق لاعبي المدرّب الفرنسي هيرفيه رونار في احتواء ميسي ولاوتارو مارتينيس وأنخل دي ماريا، يأمل "الصقور الخضر" في عدم التأثر بالغياب الموجع لقائد الوسط سلمان الفرج والظهير الأيسر ياسر الشهراني المصابين في المباراة الأولى التي شهدت قلب التأخر بهدفي ميسي إلى فوز ثمين عبر صالح الشهري وسالم الدوسري.

وحذّر رونار لاعبيه من مغبة التراخي، وقال "احتفلنا بهذا الفوز على مدى 20 دقيقة، لكن يجب ألا ننسى أننا سنخوض مباراتين صعبتين. تستطيع الفوز في المباراة الأولى ثم تخسر المباراتين التاليتين وتودّع".

وأضاف المدرب الذي قاد زامبيا وساحل العاج إلى لقب كأس أمم إفريقيا في 2012 و2015 "صنعنا التاريخ. سيبقى ذلك إلى الأبد، لكن نحتاج إلى التطلع قدماً ونبقي أقدامنا على الأرض".

وبعد حشر ميسي ولاعبي المدرب ليونيل سكالوني في الزاوية، ينتقل لاعبو المنتخب الأخضر إلى استاد المدينة التعليمية لمواجهة بولندا وهدافها المخضرم روبرت ليفاندوفسكي الباحث دوماً عن هدف يعانده في المونديال، وتجلّى هذا الأمر في المباراة الأخيرة أمام المكسيك (0-0) عندما صدّ له الحارس المخضرم غييرمو أوتشوا ركلة جزاء.

تونس تزحف بهدوء

ويستهل منتخب تونس مباريات السبت على ملعب استاد الجنوب في مدينة الوكرة، عندما يلاقي أستراليا بعد خروجه بتعادل سلبي جيد مع الدنمارك التي بلغت نصف نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي.

في مشاركتها السادسة، تأمل تونس في تخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخها، وتبدو الظروف مناسبة بحال نجحت في تخطي أستراليا المتأهلة عبر الملحق، قبل مواجهة بالغة الصعوبة مع فرنسا بطلة العالم في الجولة الأخيرة.

ولم يشرك جلال القادري مدرب تونس نجم الهجوم المخضرم وهبي الخزري في المباراة الأولى أمام جماهير تونسية غفيرة، معللاً ذلك "الخزري هو من العناصر المميزة بالنسبة لنا ولاعب مهم جداً، واليوم أردنا أن نبدأ المباراة بمهاجم يعرف الكرة الدنماركية وقد ظهر بمستوى ممتاز وهو عصام الجبالي".

وللمباراة الثانية توالياً يغيب الخزري مفضلاً عليه المدرب في الهجوم أمثال يوسف المساكني وعصام جبالي ونعيم السليتي.

فرنسا مرشّحة رغم الإصابات

أما فرنسا الجريحة من الاصابات التي لحقت بأفضل لاعب في العالم كريم بنزيمة ولاعبي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي، فتلعب مساء مع الدنمارك على استاد 974، بعد اصابة جديدة للمدافع لوكا هرنانديز في المباراة الأولى.

بحال فوز "الديوك" سيضمنون بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي، وذلك بعد فوزهم الكبير افتتاحاً على أستراليا 4-1، حيث تألق أوليفييه جيرو وأدريان رابيو وكيليان مبابي.

وتكتسب المواجهة مع الدنمارك طابع الثأر أمام منافس خسرت فرنسا أمامه مرتين عام 2022 (2-1 في كوبنهاغن و2-صفر في باريس)، وقبلهما في دور المجموعات لمونديال 2002، علماً ان مباراتهما في نسخة روسيا 2018 الأخيرة كانت الوحيدة تنتهي بالتعادل السلبي.

تعادل سلبي خيّم بشكل كبير على النسخة الراهنة، وقد حسم حتى الآن خمس مباريات.

وسيؤهل الفوز فرنسا إلى ثمن النهائي، فيما ستقصي الخسارة أستراليا، ولا يمكن لمنتخبي تونس والدنمارك حسم مصيريهما، سلباً أم إيجاباً، في الجولة الثانية، نظراًَ لحصولهما على نقطة في المباراة الأولى.