الدوحة: ردّت الولايات المتحدة التحية لغريمتها السياسية إيران بعد 24 عاماً واقصتها من مونديال 2022 في كرة القدم، فيما تأهلت إنكلترا وهولندا بسلاسة الثلاثاء الى ثمن النهائي وقطر المضيفة ودّعت المونديال

وأفرزت مواجهات اليوم الأول من الجولة الثالثة الأخيرة لدور المجموعات، مباراتين في ثمن النهائي ستجمعان إنكلترا مع السنغال الأحد على استاد البيت وهولندا مع الولايات المتحدة السبت على استاد خليفة، فانضمت إلى فرنسا حاملة اللقب والبرازيل والبرتغال الضامنة تأهلها بعد الجولة الثانية.

في المجموعة الثانية، نجحت الولايات المتحدة بثأر معنوي من إيران التي تغلبت عليها 2 1 عام 1998، في ظل توتر سياسي قائم منذ عقود بين طهران وواشنطن.

تيم ملي

وفضلاً عن الخصومة السياسية الاعتيادية بين البلدين، خاض منتخب إيران البطولة على وقع احتجاجات انطلقت منذ شهرين عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

بات "تيم ملّي" محط أنظار ومطالبات من الجماهير الإيرانية لاتخاذ موقف حاسم من الاحتجاجات والسلطات التي استقبلت الفريق قبل التوجّه إلى الدوحة، فامتنع لاعبوه عن أداء النشيد الوطني في المباراة الأولى، وعادوا إلى تأديته في الثانية والثالثة ببرودة.

كما تسلّلت السياسة مرّة جديدة إلى كواليس المباراة، مع إزالة الاتحاد الإميركي كلمة "الله" من علم الجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان يعرض العلم الصحيح اثر احتجاج إيراني.

وعلّق الرئيس الأميركي جو بايدن على الفوز "الولايات المتحدة! الولايات المتحدة! يا لها من مباراة. لقد فعلوها!".

"كنا نستحق التعادل"

وفي مباراة تنافسية بين الطرفين حتى لحظاتها الأخيرة، سُجّل هدف وحيد حمل توقيع كريستيان بوليسيك الذي خرج لاحقاً مصاباً نتيجة اصطدامه بالحارس علي رضا بيرانوند قبل تسجيله هدف الفوز.

قال البرتغالي كارلوس كيروش بعد فشل التأهل للمرة الاولى إلى ثمن النهائي في ست مشاركات "الحلم انتهى. بدأوا المباراة أفضل منا وأسرع. في الشوط الثاني أوقفنا تحركاتهم وبدأوا بالتراجع وخلقنا فرصاً كافية، لكن للأسف كرة القدم تمنح الفوز لمن يسجّل وعاقبتنا النتيجة".

تابع المدرب الذي كان يحتاج لنقطة التعادل من أجل التأهل "التعادل كان النتيجة العادلة لهذه المباراة. لم أر لاعبين يقدمون الكثير ويحصلون على القليل في المقابل مثل الإيرانيين، لهذا أنا فخور بهم وبتفانيهم وبالجهود التي قاموا فيها".

ثنائية راشفورد

وفي الوقت عينه، وعلى مسافة 25 كلم فقط من استاد الثمامة، حصدت إنكلترا، بطلة 1966، صدارة المجموعة، بفوزها الصريح على جارتها ويلز 3 0 على استاد أحمد بن علي في الريان.

وحقق منتخب "الأسود الثلاثة"، وصيف كأس أوروبا الصيف الماضي ورابع مونديال 2018، فوزه السابع توالياً على ويلز، دون أن ينجح نجم الأخيرة غاريث بايل بالحد من الأضرار لتودّع باكراً في مشاركتها الثانية بعد 1958.

ويدين أبطال 1966 بفوزهم إلى المهاجم ماركوس راشفورد صاحب ثنائية (50 و68) رفعته إلى صدارة ترتيب الهدافين مع ثلاثة لاعبين آخرين والمشارك أساسياً فيل فودن (51).

قطر مضيفة شرف

وعجز منتخب قطر عن حفظ ماء الوجه بتعرّضه لخسارة ثالثة توالياً أمام هولندا الغائبة عن النسخة الأخيرة 0 2، في اسوأ نتيجة لمنتخب مضيف في تاريخ البطولة، رغم سنوات من التحضير وإمكانات هائلة وُضعت بتصرفه.

على استاد البيت في الخور، افتتح النجم الصاعد كودي خاكبو التسجيل مرّة ثالثة توالياً من تسديدة جميلة (26) وعزّز فرنكي دي يونغ النتيجة (49).

وأصبح خاكبو (23 عاماً) ثاني لاعب يفتتح التسجيل ثلاث مرات في دور المجموعات عينه، بعد الإيطالي أليساندرو ألتوبيلي في 1986.

خاكبو الذي حدّد "هدف الفوز باللقب" قال عنه مدربه لويس فان خال "يلعب دوماً على الجهة اليسرى. لم يرغب اللعب في الوسط أو بالمركز الرقم 10، لكنه قبل بذلك معي ويعتقد الآن اني مدرب رائع. خاكبو يملك كل شيء ليصبح نجما وهو لاعب منفتح".

وكانت هولندا، وصيفة 1974 و1978 و2010، بحاجة لنقطة التعادل لتضمن تأهلها رسمياً، بعد فوزها الصعب افتتاحا على السنغال 2 0 ثم تعادلها مع الإكوادور (1 1)، فيما كانت قطر، بطلة آسيا والمشاركة مرّة أولى، قد فقدت آمالها رسمياً بالتأهل، بعد سقوطها افتتاحاً أمام الاكوادور 0 2 ثم السنغال بطلة إفريقيا 1 3.

ولبّى الجمهور القطري نداء الحضور إلى الملعب رغم فقدان الآمال، فامتلأت مدرجات استاد البيت، المستوحى من الخيمة البدوية التقليدية، بـ66 ألف متفرج، فيما تناثرت جماهير برتقالية ضئيلة في الملعب الواقع على بعد 50 كيلومتراً شمال الدوحة.

سانشيس باق؟

وعن مستقبله بعد التعرض لثلاث خسارات، قال مدرب قطر الإسباني فيليكس سانشيس الذي تعرض لانتقادات لاذعة لعزله فريقه أكثر من خمسة أشهر في أوروبا قبل انطلاق البطولة وايقاف الدوري المحلي "جئنا هنا للمنافسة، وسنحاول استخلاص العبر. لم أقرر بعد في ما يتعلق بمستقبلي، ولم نفكر بعد في أمور محددة".

أضاف عن توديع البطولة دون أي نقطة "كان هدفنا التنافس ولم نحدّد هدفاً لبلوغ ثمن النهائي أو ربع النهائي مثلاً. لعبنا مباراتين جيدتين ضد السنغال وهولندا".

وفي الوقت عينه على استاد خليفة، تقدّمت السنغال عبر اسماعيلا سار من ركلة جزاء (44) على الاكوادور التي عادلتها منتصف الشوط الثاني عن طريق مويسيس كايسيدو (68).

لكن بطلة إفريقيا، الجريحة عشية البطولة لاصابة ثاني أفضل لاعب في العالم ساديو مانيه، كانت بحاجة للفوز للتأهل مرة ثانية في تاريخها إلى الأدوار الاقصائية، فاستعادت التقدم سريعاً عبر قائد الدفاع خاليدو كوليبالي (70).