المغرب
Getty Images

أنهى منتخب المغرب 36 عاما من الكفاح في نهائيات كأس العالم بالتقدم إلى الأدوار الإقصائية، وقد وضع نصب عينيه المضي قدما.

فقد تفوق رجال وليد الركراكي على كندا 2-1 ليحتلوا صدارة المجموعة السادسة، وهو أول فريق أفريقي يحقق هذا الإنجاز منذ وصول منتخب نيجيريا اللامع لهذه المرحلة في 1998.

صعود تاريخي للمغرب إلى دور الـ 16 وخروج درامي لألمانيا من مونديال قطر

ما هي حظوظ المنتخبات العربية في تجاوز دور المجموعات في كأس العالم 2022؟

لم يخسر أسود الأطلس في مبارياتهم الثلاث، بالتعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا، التي احتلت المركز الثاني، تلتها إحدى صدمات البطولة عندما تغلب المنتخب المغربي على بلجيكا.

في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، صفق صحفيون مغاربة للركراكي ورجل المباراة أشرف حكيمي.

لكن سؤالا غير متوقع من صحفي ليبي فضولي أثارت ضحكة مكتومة في جميع أرجاء قاعة المؤتمر الصحفي، ولم يخجل الركراكي من الإجابة عليه.

سأل الصحفي الليبي:"هل تعتقد أنك من المحتمل أن تفوز بكأس العالم؟".

نظر الركراكي إلى حكيمي وابتسم قبل الرد: "وضعنا لأنفسنا هدفاً وهو تقديم كل ما لدينا وتجاوز دور المجموعات، بعد ذلك، لم لا؟ فالنرفع سقف طموحنا إلى السماء، نحن بحاجة إلى تغيير عقليتنا وسنكون فريقا يصعب التغلب عليه".

وأضاف قائلا: "لماذا لا نحلم بالفوز بتلك الكأس؟ نحتاج كمنتخبات أفريقية إلى وضع ذلك الهدف امامنا".

"أحد أفضل العروض التي قدمناها"

احتفل المغاربة بفوز فريقهم في العاصمة الرباط
Getty Images
احتفل المغاربة بفوز فريقهم في العاصمة الرباط

قال منظمو البطولة إن بطولة كأس العالم هذه لا تتعلق بقطر فقط، ولكنها تخص منطقة الشرق الأوسط والمسلمين ككل.

قبل المباراة، كان المشجعون المغاربة يرقصون ويغنون خارج الملعب وهم يهتفون "تقدم يا المغرب ، تقدم يا المغرب".

إن فوز المغرب لا يُعد انتصارا فقط للبلد، ولكن للعالم العربي والإسلامي بأسره.

المغرب يهزم بلجيكا وكرواتيا تُقصي كندا من كأس العالم

السعودية تخسر أمام المكسيك وتونس تودع البطولة رغم فوزها على فرنسا

كان مشجعو المغرب الصاخبون يقفون طوال المباراة، ويهتفون مع كل تدخل ويسخرون في كل مرة يلمس فيها لاعبو كندا الكرة.

لم يستغرق الأمر في مباراة كندا أكثر من 4 دقائق حيث استفاد حكيم زياش من سوء حراسة المرمى لإحراز الهدف الأول، فيما أضاف يوسف النصيري الهدف الثاني في الدقيقة 23 ، قبل أن يحرز المدافع المغربي نايف أجرد هدفا بالخطأ في مرماه.

كانت آخر مرة استطاع فيها المغرب تجاوز دور المجموعات قبل 36 عاما، وفشل في تحقيق هذا الإنجاز في أعوام 1994 و 1998 وآخر مرة في روسيا في 2018.

لكنهم سيواجهون مهمة صعبة بعد ذلك ضد منتخب أسبانيا البطل السابق.

وقال الركراكي، الذي تم تعيينه كمدير فني في أغسطس/ آب الماضي: "لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق، ولكن عندما تتاح لك هذه الفرصة لصنع التاريخ، فإنك تتذكرها".

وأضاف قائلا:"بصراحة، كان الشوط الأول اليوم من أفضل ما قدمنا من آداء، لقد جعلنا الشعب المغربي سعيدا جدا".

ومضى يقول:"إن الهدف الذي دخل مرمانا بالخطأ صدمنا قليلا، وعندما دخلنا الشوط الثاني، كان هناك ضغط، لكنني أحببت ما قدمه اللاعبون، لقد صمدوا، قاتلنا وقاتلنا، أنا راض عن اللاعبين، لقد وثقوا بي وكذلك بلدي أيضا".

وخارج ملعب الثمامة بعد المباراة، كانت السيارات تطلق أبواقها وكان المشجعون يلوحون بأعلام المغرب من فتحات الأسقف المفتوحة.

وقال ديدييه دروغبا، مهاجم تشيلسي السابق لبي بي سي وان: "في 2018، لم يتأهل أي من هذه الفرق للدور الثاني، لذلك عندما أرى المغرب يتصدر مجموعته، بالطريقة التي لعبوا بها، والصلابة الكبيرة، أنا سعيد حقا بما قدمه المدرب".

وأضاف قائلا: "أعرف أنه فاز بدوري أبطال إفريقيا مع فريقه ثم جاء إلى المنتخب الوطني، كنت أعلم أنه سيشعل الحماس، لكنني لم أتوقع منهم أن يحتلوا صدارة المجموعة وأن يكونوا أفضل فريق في المجموعة".

حكيمي "مقاتل"

انتشرت صورة حكيمي على نطاق واسع بعد الفوز على بلجيكا، عندما قفز إلى المدرجات ومنحته والدته قبلة على خده.

كان حكيمي، ظهير نادي باريس سان جيرمان، وقائد الفريق رومان سايس يبكيان، وعندما سألته بي بي سي سبورت عن سبب تأثره الكبير، قال حكيمي: "لم أحلم قط بتحقيق شيء لبلدي، اللعب مع المغرب شيء رائع، فالقيام بشيء كبير لبلدك أهم بكثير من الفوز مع النادي، أنا هنا لمساعدة كل الشعب المغربي".

ومضى يقول: "عندما كنت صغيرا رأيت الجيل الأخير الذي جاء إلى كأس العالم وحلمت أن أكون مثلهم، لذلك أبكي لأنني رأيت عائلتي حولي، نريد مساعدة الفريق، فأنت لا تعرف أبدا متى يمكنك القيام بذلك مرة أخرى، نحن سعداء ونحتاج إلى الاستمتاع باللحظة".

كان حكيمي يشك في قدرته على اللعب بسبب تعرضه لإصابة ،لكنه لعب المباراة كاملة وقدم مساعدة رائعة في الهدف الثاني.

وقال الركراكي: "أشرف مقاتل يجب أن تمدحه كل يوم"، سألته عما إذا كان يريد مواصلة اللعب، فقال لي: "لبلدي سألعب".