شيع الآلاف في البرازيل جنازة أسطورة كرة القدم العالمية بيليه، وذلك في وداع مهيب للاعب الذي يعتبره الكثيرون الأحسن في تاريخ كرة القدم.

وتوفي بيليه يوم 29 ديسمبر/كانون الأول وعمره 82 عاما. ووصل جثمانه الاثنين إلى سانتوس، حيث اصطف آلاف المشيعين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، واضطر بعضهم إلى الانتظار ليلة كاملة.

ورفع المشجعون لافتة ضخمة بالأسود والأبيض، ألوان فريق سانتوس، وارتدى الكثير منهم القميص رقم 10 الذي اشتهر به بيليه في مشواره الكروي.

وكانوا يرقصون ويهتفون في الشارع "وحده بيليه سجل ألف هدف".

ويوم الثلاثاء، سار النعش فوق سيارة إسعاف 7 كيلومترات في شوارع سانتوس، بينما كانت الطائرات العمودية تحوم فوق الموكب، مثلما هو حال الجنازات الرسمية.

ومر الموكب أمام بيت والدة بيليه التي بلغت هذه السنة 100 عام من عمرها. وهناك طلب أحد الأقارب دقيقة صمت، فساد الصمت، بينما رفعت دونا سيليست يديها إلى السماء تضرعا.

وقد توقف النشاط في مدينة سانتوس الساحلية خلال الثلاثة أيام الأخيرة.

سانتوس
BBC
مشجعو فريق سانتوس في تشييع الجنازة

وتقول مارسيا سيمويس، وهو تقف مع ابنيها إدواردو وماريو في الطريق المؤدية إلى مكان دفن بيليه: "كان مهما بالنسبة للعالم كله. وبالنسبة للشباب أيضا. أنا فخورة أكثر من أي وقت مضى أنني من سانتوس".

وقد قاسمها الشعور جميع من رأيناه في البرازيل. فقد كان بيليه أحسن ما عندهم.

ويقول تياغو سيلفا، أحد آخر الواقفين في الطابور: "كل واحد في البرازيل يريد أن يكون لاعب كرة قدم مثل بيليه، ولكن لا أحد يستطيع أن يكون مثله".

وتقول ساندرا غارسيا، رفقة ابنها إنزو البالغ من العمر 11 عاما: "والدي كان مجنونا ببيليه، تأثرت لأنني تذكرت والدي، فلو كان حيا لبكى في هذا اليوم. لقد نشأت على حب بيليه، أروي القصص عنه، لذلك أنا هنا".

وحتى بالنسبة لطفل، مثل إنزو، فإن بيليه له تأثير كبير في حياته.

ويقول: "لا شك أنه تفوق على كريستيانو رونالدو بكثير. إنه أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم".

غارسيا
BBC
ساندرا غارسيا وابنها إنزو من المعجبين ببيلي

لقد تجاوز تأثير بيليه مجال كرة القدم، إذ إنه وحد البرازيليين وأصبح سفيرا لهم، في بلاد منقسمة سياسيا واقتصاديا، لكنهم جميعا يمتدحونه.

ولا يمكن أن يحصل على هذا الإجماع رئيس البلاد الجديد، لولا دا سيلفا، الذي تولى الرئاسة هذا الأسبوع لفترة ثالثة. وحضر لتشييع الجنازة في آخر المراسم، فارتفعت أصوات تهتف باسمه وأخرى تدعو إلى سجنه.

فقد أفرج عن لولا في 2019 بعد 18 شهرا قضاها في السجن بتهمة الفساد، ولكن إدانته ألغيت في 2021.

ورحب الكثيرون بوحدة المشاعر في البلاد بعد شهور من التوتر منذ الانتخابات الرئاسية.

ويقول ديوفيلو دوفريتاس وهو ينتظر دوره طابور المشيعين: "بيليه وحدنا جميعا".

ومع أنه كان من بين أول من ألقوا نظرة على الجثة يوم الاثنين، أحب أن يلقي نظرة ثانية اليوم على لاعبه المفضل، "لم يكن أحسن لاعب في العالم، فحسب، بل كان إنسانا رائعا أيضا".