باريس: تقدم رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت الثلاثاء باستقالته من منصبه إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد وفق ما علمت وكالة فرانس برس من عضو في الأخيرة.

وقرر لو غريت البالغ من العمر 81 عاما الاستقالة من المنصب الذي شغله طيلة 11 عامًا، وذلك بعد أشهر عدة من الاضطرابات التي تميزت باتهامات بالتحرش الأخلاقي والجنسي، ولجنة تدقيق من المفتشية العامة للتعليم والرياضة والأبحاث، والعديد من الانزلاقات اللفظية والتي تزامنت مع بلوغ المنتخب الفرنسي المباراة النهائية لمونديال قطر والتي خسرها امام الارجنتين بركلات الترجيح.

وعلم لدى العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية أن نائب الرئيس فيليب ديالو سيتولى منصب الرئيس المؤقت للهيئة بعد استقالة لو غريت.

وقالت المصادر أنه وفقا لقانون الاتحاد فإن نائب الرئيس "مكلف مؤقتًا بممارسة الوظائف الرئاسية"، حتى الجمعية العمومية المقرر عقدها في العاشر من حزيران/يونيو المقبل.

وجاءت استقالة لو غريت بعد 13 يوما من نشر تقرير إدانة لبعثة التدقيق في الاتحاد أكد أنه "لم يعد (نويل لو غريت) يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة" الاتحاد بسبب "سلوكه تجاه النساء".

وأوضح التقرير أن سياسة الاتحاد بشأن العنف على أساس الجنس والعنف الجنسي "ليست فعالة".

تنديد بتقرير لجنة التدقيق

وأضاف "تعتبر البعثة أنه، نظرًا لسلوكه تجاه النساء، وتصريحاته العامة وإخفاقات إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لم يعد السيد لو غريت يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة وتمثيل كرة القدم الفرنسية".

وأبلغ لو غريت لجنته التنفيذية باستقالته خلال اجتماع حاسم لمستقبل الكرة الفرنسية تم في بدايته تكريم الرئيس السابق على "السجل الرياضي والاقتصادي الرائع" الذي شهدته ولايته منذ استلامه المهمة بعد فضيحة مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.

وقامت اللجنة التنفيذية بعد ذلك بتقييم لتقرير لجنة التدقيق انتقدته في بيان بأنه "يفتقر إلى الفعالية والكفاءة".

ونددت اللجنة التنفيذية في بيان بتقرير اللجنة مشيرة الى انه "أدى في بعض الأحيان إلى تشويه غير متناسب للهيئة الكروية".

وخضع لو غريت الذي تم تعليق مهامه منذ 11 كانون الثاني/يناير، لتحقيق بتهمة التحرش الأخلاقي والجنسي.

وذكر التقرير أن موقفه تجاه النساء "يمكن وصفه على الأقل بأنه متحيز جنسيًا"، وقال إن هناك أدلة على أن سلوكه "من المرجح أن يُعتبر إجراميًا" وهي كلها اتهامات ينفيها شخصيًا.

كما استهدف التقرير الممارسات الإدارية للمديرة العامة للاتحاد، فلورانس هاردوان، التي تم تعليق أيضًا مهامها، قائلا إنه "يمكن وصفها بالوحشية".

وجاء فتح هذا التحقيق بعد شهادة سونيا سويد، وكيلة أعمال العديد من اللاعبات الدوليات الفرنسيات والتي استقاها مدققو المفتشية العامة للتعليم والرياضة والبحوث.

وتطرقت سويد إلى علاقتها المهنية السابقة مع المسؤول الأول عن كرة القدم الفرنسية، موضحة أنها شعرت "أنه في كل مرة، الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامه، وأنا أعتذر عن التحدث بطريقة مبتذلة، هو ثديي ومؤخرتي".

"أنا مندهش"

في تحقيق سابق، كشفت مجلة "سو فوت" عن سلوك غير لائق من قبل لو غريت، ولا سيما الرسائل النصية ذات الطبيعة الجنسية، رغم دحضه لكل ما سيق إليه.

إلا انّ كلام سويد يُعدّ أول شهادة مباشرة من امرأة منخرطة بشكل رسمي في عالم كرة القدم المحترفة.

وكشفت فرانس إنتر أن "سيدات عديدات" قد "استنكرن لبعثة التدقيق سلوك نويل لو غريت تجاههن"، وهو ما أكده لفرانس برس مصدر مطلع على الأمر.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أوضحت وزارة الرياضة أن الوزيرة أميلي أوديا كاستيرا أُبلغت بالتقرير، وفقا للإجراءات، وأنها لا تنوي التعليق أكثر على الموضوع.

من جهته، رد لو غريت في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس، بعد الكشف عن التقرير في الصحيفة بقوله "لقد قرأت للتو بذهول مقالًا من صحيفة لوموند يتحدث عن تسريبات عن التقرير المؤقت الذي يتم إعداده (من قبل المفتشية العامة للتعليم والرياضة والبحث)".

وأضاف "في هذه المرحلة لا أعرف الحقائق التي أُتَّهم بها ولا الأشخاص الذين يقفون وراءها".

وتابع "بشكل عام، أنا مندهش من إمكانية الكشف عن المعلومات على الرغم من أن التقرير المؤقت لم يتم إرساله إلي ولم أتمكن من تقديم ملاحظاتي عليه".