ينبع (السعودية): كتب سائق أودي المخضرم الإسباني كارلوس ساينس، البالغ 61 عاماً، التاريخ بعدما دوّن اسمه كأكبر الفائزين سنا بلقب رالي دكار وذلك للمرة الرابعة في مسيرته.

وسبق لساينس أن حطّم الرقم القياسي لأكبر فائز في دكار في عام 2018، ثم كرر الامر ذاته عام 2020، وهذا العام.

واجتاز ساينس بلباس الفائز خط نهاية المرحلة الثانية عشرة الاخيرة الجمعة في ينبع في السعودية مستضيفة أشهر راليات الرايد الصحراوية للعام الخامس تواليا.

في إحدى المقابلات، ابتسم المدريدي عندما سُئل عن سنه، وقال المكنى "الماتادور" بسبب أسلوب قيادته العدواني "العام المقبل؟ سنرى ذلك لاحقاً".

زاد والد ساينس جونيور، سائق فيراري في الفورمولا واحد، تعطشه للفوز، وذلك منذ صغر سنه وحصوله على لقبه الأول في رياضة الاسكواش عندما كان في سن الـ 16 عاما.

ولكن خلف مقود السيارة، وهو الشغف الذي نقله إلى نجله، يعبّر الإسباني عن إمكاناته من دون قيود، وقبل كل شيء داخل المراحل الخاصة بالسرعة في الراليات. خلال مسيرته في بطولة العالم للراليات "دبليو آر سي"، بين عامي 1987 و2005، حقق 26 فوزاً وصعد 97 مرة إلى منصة التتويج، وهي أرقام قياسية حطمها لاحقاً مطارده الحالي المباشر في دكار والسابق في الراليات الفرنسي سيباستيان لوب في عام 2011.

وصل ساينس إلى ذروة مشواره بفوزه بلقب بطل العالم مرتين عامي 1990 و1992 مع تويوتا.

أكثر من 40 عاماً خلف المقود
في عام 1998، كان على بعد بضع مئات من الأمتار من اللقب الثالث بعد منافسة شرسة مع الفنلندي تومي ماكينن، خلال الرالي الأخير للموسم في بريطانيا، حيث كان يحتاج فقط إلى احتلال المركز الرابع ليتوج باللقب بعد انسحاب منافسه. وقف القدر ضده عندما اشتعلت النيران في محركه.

مع اعتزاله الراليات عام 2005، عن عمر يناهز 43 عاما، رفض ساينس التخلي عن المقود، فانطلق في راليات الرايد وفاز ثلاث مرات باللقب العالمي أعوام 2010 و2018 و2020.

في عام 2022، وهو في الستين من عمره، أطلق تحديا جديدا: المشاركة في دكار على متن سيارة أودي هجينة. فاز بمرحلتين، لكنه فشل في احتلال افضل من المركز الثاني عشر في الترتيب العام.

لم يكن ذلك كافياً لتثبيط عزيمة ساينس الذي واصل مغامرته في دكار مع أودي إلى جانب "مستر دكار" الفرنسي ستيفان بيترهانسل.

بعد أكثر من 40 عاما خلف المقود، يقاوم المدريدي عوامل السنوات. في دكار 2023، وقع ضحية حادث مروع عندما انقلبت سيارته ما أدى إلى كسر في فقرتين.

رابع لقب
بعد مرور عام، وفي أفضل حالاته، أضاف ساينز غير القابل للتدمير لقب النسخة الحالية من دكار إلى نسخ 2010 و2018 و2020، علما انه أحكم قبضته على الصدارة منذ نهاية المرحلة السادسة ولم يتخل عنها مذاك، وعرف كيف يدير الفارق مع أقرب مطارديه ابرزهم لوب (برودرايف)، بفضل مساعدة زميليه السويدي ماتياس إكستروم وبيترهانسيل.

كما منح ساينس أودي لقبه الأول والأخير في دكار، وذلك بعد قرار الصانع الألماني الانسحاب من الراليات الصحراوية من أجل تركيز جهوده على المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد بدءاً من عام 2026.

وتحطمت آمال لوب، بطل العالم للراليات تسع مرات، في الفوز باللقب للمرة الاولى في مسيرته في المرحلة الحادية عشرة بعدما تأخر كثيراً بسبب مشكلة ميكانيكية، فيما خسر زميله الجديد في الفريق القطري ناصر صالح العطية رهان الاحتفاظ باللقب للعام الثالث توالياً ورفع عدد انتصاراته إلى ستة ألقاب في وقت أبكر جراء تعرضه لسلسلة من المشاكل.

كما أطاح حادث انقلاب تعرض له السعودي يزيد الراجحي (تويوتا) في القسم الاول من المرحلة السادسة في الشبيطة بآماله لإحراز لقب الرالي المنظم في بلاده.

ولم تكن حال بيترهانسل أفضل حيث وقع ضحية عطل هيدروليكي منعه من تشغيل الرافعة لتغيير الإطار، مما حرمه من نظام التوجيه المساعد، علما انه توج باللقب 14 مرة (6 ألقاب في الدراجات النارية و8 في فئة السيارات).

برابيك مرة ثانية
وفي فئة الدراجات النارية، توج الأميركي ريكي برابيك (هوندا) باللقب للمرة الثانية في مسيرته، بعد عام 2020 حين كان أول أميركي يحقق هذا الانجاز.

وتقدّم الدراج البالغ 32 عاما والمتحدر من سان برناردينو في كاليفورنيا، في صدارة الترتيب العام بفارق 10:53 دقائق عن وصيفه البوتسواني روس برانش (هيرو)، فيما وصل الفرنسي أدريان فان بيفيرين ثالثا متأخرا بفارق 12:25 دقيقة عن زميله برابيك، في أول صعود له إلى منصة التتويج في سن الـ33 عاما.

قال برابيك "شعرت بقشعريرة في جسدي عندما عبرت خط النهاية".

وتابع "ما زلت لا أملك كلمات للتعبير عن شعوري، باستثناء أنها كانت مغامرة سلسة، وكان الفريق رئعا".

وأردف "لا أعرف كيف نجحنا في خوض دكار مثالي، لم أسقط ولو مرة واحدة".

واحتدمت المنافسة في الدراجات النارية في النسخة الحالية من دكار، حيث دخل أربعة دراجين في دائرة أبرز المرشحين للفوز.

وكان فريق هوندا أبرز الفائزين حيث تمكن من احتلال المركزين الأول والثاني بفضل برابيك وفان بيفيرين، في حين انسحب باكرا البريطاني سام سندرلاند الفائز باللقب مرتين عامي 2017 و2022.

وحقق الأرجنتيني كيفن بينافيديس (كيه تي أم) الذي تخلى عن لقبه لبرابيك، أسرع توقيت في المرحلة الأخيرة في ينبع، وأنهى مشاركته في المركز الرابع في الترتيب العام.