إيلاف من الرياض: دون أن تتحدث بصورة مباشرة، أو تستجيب لمطاردة وسائل الإعلام التي وقفت في الممرات الخارجية على أمل الحصول على تصريح "سياسي" منها، نجحت البطلة السعودية دنيا أبو طالب عقب تفوقها على لاعبة إسرائيل أبيشاغ سامبرغ، ضمن منافسات التايكواندو النسائي لوزن 49 كغ في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، الأربعاء، أن ترسل للجميع رسالة تتعلق بالانتصار لثقافة "المواجهة" على حساب "عقلية الانسحاب"، خاصة أن الانسحاب كان أمراً سائداً من الرياضيين العرب حينما يواجهم أي رياضي اسرائيلي سواء في بطولات العالم أو الدورات الأولمبية.

رسالة البطلة السعودية وصلت إلى الجميع على الرغم من هزيمتها في مباراة ربع النهائي بعد فوزها في مباراتها الأولى على منافستها الإسرائيلية، ورسالة دنيا أبو طالب مفادها:"لماذا ننسحب أمام الرياضيين الإسرائليين في الوقت الذي يتوجب علينا مواجهتهم وتحقيق الفوز عليهم، خاصة أن ثقافة الانسحاب تمنحهم انتصارات مجانية، وتجعل الرياضيين العرب عرضة للعقوبات من المنظمات الرياضية الدولية والأولمبية".

البطلة السعودية أصبحت الأربعاء ترند المملكة والدول الخليجية، وكافة البلدان العربية، وكانت الرسالة الأكثر تكراراً من الآلاف هي أنها نجحت في تحقيق الفوز والتقدم للأمام، بدلاً من الانسحاب أمام اللاعبة الإسرائيلية، فقد تجاوز الزمن ثقافة الانسحاب، وسجلت حضورها تحت ترند "البطلة السعودية" و "دنيا أبو طالب" و كذلك ترند "كلنا دنيا أبو طالب".

وكانت البطلة السعودية دنيا أبو طالب، قد حققت انتصارا تاريخياً في اللقاء الي حظي باهتمام جماهيري عربي وكذلك عالمي، بفوزها على اللاعبة الإسرائيلية أبيشاغ سامبرغ، ضمن منافسات التايكواندو النسائي لوزن 49 كغ في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وخلال النزال الذي جرى ظهر الأربعاء، انتصرت لاعبة التايكواندو السعودية في لقاء متقارب المستوى، بواقع مجموعتين لمجموعة واحدة، لتتأهل إلى الدور ربع النهائي من المنافسات.

وكانت اللاعبة الإسرائيلية قد انتصرت في الجولة الأولى، لتعود دنيا أبو طالب وتنتصر بالمجموعتين اللاحقتين، وتحسم المواجهة والتأهل لصالحها، على الرغم من أن سامبرغ كانت المرشحة الأبرز للفوز، بعد تحقيقها برونزية أولمبياد طوكيو 2020.

وبذلك يمكن القول إن البطلة السعودية دنيا أبو طالب مستمرة في صنع التاريخ، لأنها أول لاعبة في تاريخ الرياضة النسائية السعودية تتأهل للمنافسات الأولمبية عن طريق التصفيات وليس بدعوة مباشرة، مما يعني أنها تملك القدرة على حسم المباريات والفوز بالبطولات بقدراتها الخاصة، ويتطلع الملايين في السعودية والعالم العربي لرؤيتها وهي تكمل مسيرتها الأولمبية في باريس والوصول لأبعد نقطة ممكنة.