إيلاف من باريس: حققت السعودية دنيا أبو طالب، انتصارا تاريخياً في اللقاء الي حظي باهتمام جماهيري، بفوزها على اللاعبة الإسرائيلية أبيشاغ سامبرغ، ضمن منافسات التايكواندو النسائي لوزن 49 كغ في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وخلال النزال الذي جرى ظهر الأربعاء، انتصرت لاعبة التايكواندو السعودية في لقاء متقارب المستوى، بواقع مجموعتين لمجموعة واحدة، لتتأهل إلى الدور ربع النهائي من المنافسات.
وكانت اللاعبة الإسرائيلية قد انتصرت في الجولة الأولى، لتعود دنيا أبو طالب وتنتصر بالمجموعتين اللاحقتين، وتحسم المواجهة والتأهل لصالحها، على الرغم من أن سامبرغ كانت المرشحة الأبرز للفوز، بعد تحقيقها برونزية أولمبياد طوكيو 2020.
وبذلك يمكن القول إن البطلة السعودية دنيا أبو طالب مستمرة في صنع التاريخ، لأنها أول لاعبة في تاريخ الرياضة النسائية السعودية تتأهل للمنافسات الأولمبية عن طريق التصفيات وليس بدعوة مباشرة، مما يعني أنها تملك القدرة على حسم المباريات والفوز بالبطولات بقدراتها الخاصة، ويتطلع الملايين في السعودية والعالم العربي لرؤيتها وهي تكمل مسيرتها الأولمبية في باريس والوصول لأبعد نقطة ممكنة.
أحداث المباراة وتفاصيلها
بعد تأخر دنيا أبو طالب في الجولة الأولى 2 -6، كانت في طريقها لخسارة المجموعة الثانية عندما تقدمت الاسرائيلية 4- 1، بيد أن السعودية حققت ركلة على الرأس قلبت النتيجة لمصلحتها.
وفي الجولة الثالثة الحاسمة، جاء النزال من طرف واحد، حيث اكتسحت أبو طالب خصمتها 10 -0.
احتفلت السعودية بفوزها ورفضت الحديث لوسائل الإعلام في المنطقة المختلطة، فيما أجهشت سيمبيرغ، حاملة برونزية أولمبياد طوكيو صيف 2021، بالبكاء.
وتلعب ابنة السابعة والعشرين لاحقاً مع الفائزة بين التايلاندية بانيباك وونغباتاناكيت والمغربية أميمة البوشتي.
من هي دنيا أبو طالب؟
بدأت أبو طالب ممارسة التايكوندو مع الصبيان في ظل عدم السماح للنساء بممارسة الرياضة آنذاك، لكن بطلة آسيا وأول سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات تحلم راهناً بالحصول على ذهبية أولمبية في باريس.
وإذا حققت الفتاة السمراء هدفها، ستكون أول رياضية سعودية تحرز ميدالية على الإطلاق في الأولمبياد، بل ستبصم على الذهبية الأولى لبلادها.
بدأ مشوار الفتاة صاحبة الابتسامة الواسعة التي تحظى حالياً بدعم واهتمام حكومي وتنتشر صورها على اللافتات في الشوارع، مع الصبيان، في ظل عدم السماح للسعوديات بممارسة الرياضة حتى سنوات قليلة مضت.
قبل مشاركتها في باريس، قالت لوكالة فرانس برس بعد أن انتهت من حصة تدريبية مسائية في أبها في جنوب غرب المملكة "بدأت التايكوندو حين كنت في الثامنة من عمري ولم يكن هناك دعم مثل الآن".
واسترجعت البدايات الصعبة بابتسامة كبيرة "كنت دائماً العب مع الصبيان في مركز أولاد أصلاً دون بنات. كنت ألبس ايسكاب (غطاء للرأس) لأغطي شعري حتى لا أظهر انني بنت".
معارك الرجال جعلتها أكثر قوة
وقالت الفتاة المتحدرة من مدينة جدة الساحلية بتحدٍ إن معاركة الرجال "ميزتني وجعلتني قوية. أنا أحب التحدي".
حلم الذهبية
انطلقت اللاعبة الحائزة على إجازة في الحقوق والتي لم تمارس مهنة المحاماة بعد، لتحصد أول ذهبية على الإطلاق للاعبات السعوديات في البطولة العربية في الإمارات في شباط (فبراير) 2020.
ورغم إخفاقها في التأهل لأولمبياد طوكيو صيف 2021، تمكنت من تحقيق برونزية وزن 53 كلغ في بطولة آسيا 2022، وبرونزية وزن 49 كلغ ببطولة العالم في المكسيك في العام ذاته.
أول سعودية تتأهل عبر التصفيات
وفي آذار (مارس) الفائت، باتت أبو طالب أول سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات، قبل أن تتوج بذهبية بطولة آسيا 2024، الأولى للتايكوندو السعودي على الإطلاق. نتائج سمحت لها بالصعود إلى المركز الرابع عالمياً في وزن 53 كلغ.
وقرب لافتة كبير تحمل صورتها داخل صالة التايكوندو في أبها، قالت أبو طالب "منذ البداية كنت أحلم بأن أكون بطلة للعالم وأشارك في الاولمبياد وأفوز بالذهب".
التعليقات