باريس : فوجئ البريطاني السويدي يوهان إلياش بترشحه لخلافة الألماني توماس باخ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لكنه أكد لوكالة فرانس برس أنه الشخص المناسب لمواجهة التحديات التي تنتظر العالم واضعا القضية المحورية المتمثلة في البيئة على سلم أولوياته.

ويُعدّ إلياش رجل أعمال ناجح وناشط بيئي مشهور، مما يجعله مرشحًا مناسبًا في ضوء حرائق الغابات الأخيرة التي اجتاحت مدينة لوس أنجليس مستضيفة أولمبياد 2028، كما أنه يترأس الاتحاد الدولي للتزلج منذ عام 2021.

وأمل إلياش في أن تكون سيرته الذاتية محفزا لناخبيه، أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، عندما يختارون واحدا من بين سبعة مرشحين لخلافة باخ في آذار/مارس المقبل، حتى لو كان عضوا فيها فقط منذ تموز/يوليو.

ومع أن إلياش قد يفتقد للسجل الشخصي الذي يتمتع به رئيس إتحاد ألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو والإلمام بالشؤون الداخلية للجنة الأولمبية الدولية لدى الإسباني خوان أنتونيو سامارانش جونيور بعد عقدين من الزمن كعضو، لكنه رأى بأنه يملك القدرات المطلوبة لتولي المنصب الارفع على مستوى الرياضة.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الشهر "لقد عملت مستشارا للحكومات بشأن حماية البيئة واتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ".

وتابع "لقد شاركت بشكل كبير في مجال التكنولوجيا، حيث قمت بإدارة شركة كبيرة. كما أدير أكبر اتحاد للرياضات الشتوية، والذي ينظم 55 في المئة من جميع الأحداث في الألعاب الشتوية.

وأردف "خلاصة القول هي أنه إذا كانوا يبحثون عن شخص يتمتع بخبرة كبيرة وامكانات، فأنا رجلكم المناسب".

وقال إلياش، الذي يشير إلى نفسه بأنه بريطاني سويدي لأنه أمضى وقتا أطول في بريطانيا مقارنة بالبلد الذي وُلد فيه، إن الرئيس الجديد يأتي الى هذا المنصب في لحظة حساسة ومصيرية.

وأوضح "نحن عند مفترق طرق حيث التوقعات عالية للغاية وإذا أخطأت في الأمور فلن يكون الهبوط سهلا بل سيكون هبوطا مأساويا". 

ونوه "لذا من المهم أن يكون لدينا الشخص المناسب ليقودنا إلى المستقبل وسوف تكون هناك بعض القرارات الكبيرة جدا في الرياضة".

وكشف إلياش، الذي يكمل عامه الـ 63 عندما يحين موعد الانتخابات، أن هذه المحطة ستكون الأخيرة له.

"منحدر زلق"

وفيما يتعلق بقضايا شائكة مثل البيئة والاستدامة، يتمتع إلياش بسجل حافل من الإنجازات ومنها على سبيل المثال أنه أسس في عام 2006 مؤسسة Cool Earth، وهي مؤسسة خيرية مخصصة للحفاظ على الغابات المطيرة.

وأوضح "لقد كنت دائمًا شغوفًا بالطبيعة". 

وتابع "لكن يوجد تهديد وجودي يتمحور حول الأمن الغذائي والمائي والمناخي".

"إذا قمت بإزالة الغابات المطيرة في جزء من العالم، فإن الأمطار تهطل في أماكن مختلفة، وبالتالي تصبح الأراضي الزراعية غير منتجة ويبدأ الناس في التنقل، مما يؤدي إلى إثارة الصراعات".

وقال إلياش، وهو محب للفن ورياضي شغوف مارس العديد من الرياضات على غرار التزلج على الجليد والكرلينغ وكرة المضرب والغولف ورياضة السيارات، إن حرائق لوس أنجليس كانت بمثابة عينة مما هو آت.

ونوه "لا يمكننا أن نتجاهل تغير المناخ ولو لثانية واحدة". 

وأضاف "حرائق لوس أنجليس، الدمار والأسى الذي أحدثته، ومدى قربها من مواقع استضافة اولمبياد 2028، تظهر لنا مدى الإلحاح، ومدى اليقظة والاستعداد وتحسين الموارد التي يجب أن نتحلى بها لتجنب وإدارة واحتواء هذه الأحداث المناخية المتطرفة. 

"لأن الحقيقة المحزنة هي أننا سنرى المزيد منها في المستقبل، وليس أقل".

وفيما يتعلق بالقضية المثيرة للجدل المتعلقة بروسيا والألعاب الأولمبية، أبدى إعجابه بالعمل الذي قام به باخ.

وأقصيت روسيا بصفتها الرسمية عن المشاركة في الاحداث الرياضية منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

ورغم ذلك، يعتقد إلياش أن السماح للرياضيين الروس والبيلاروس بالمشاركة كرياضيين محايدين في دورة الألعاب الأولمبية في باريس العام الماضي كان قرارا صائبا.

وأضاف "إن هذا الأمر يتعلق بجوهر الحركة الأولمبية وقدرتنا على التوحد". 

"هنا يمكننا أن نكون جزءًا من الحل لتسهيل تحقيق السلام بشكل أسرع.

وأردف "نعم، يتعين علينا أن نكون حساسين تجاه البلدان التي لديها آراء قوية للغاية، ولكن لا ينبغي لنا أبدًا التنازل عن حيادنا.