أجرت quot;إيلافquot; تقريرًا مصوّرًا عن تواصل الفنانين بمعجبيهم من خلال الـquot;فايس بوكquot; ورأي الصحافة والنَّاس بهذه الظاهرة.

بيروت:
أدى تزايد شعبية الشبكات الإجتماعية مثل الفايس بوك،وماي سبيس، وتويتر، الى إنتشار ظاهرة تواصل الفنان بطريقة مباشرة مع معجبيه، وبعد أنّْ كان الفنان بعيدًا عن الإحتكاك اليومي المباشر مع الجمهور،وبعد أنّْ كان اللقاء به يقتصر على الحفلات المباشرة، ومعرفة آخر أخباره الفنيَّة لا يكون الإ من خلال وسائل الإعلام المختلفة مرئيَّةً كانت،أو مسموعة أو مكتوبة، جاء الـquot;فايس بوكquot;
هذا التواصل بحيث أصبح للعديد من الفنانين ومشاهير المجتمع وأحيانًا السياسيين صفحات على هذا الموقع تنشر آخر أخبارهم، وتروِّج وتسوِّق لهم، يشرفون عليها شخصيًّا أو يوكلون هذه المهمَّة لمدير أعمالهم، أو مستشارهم الإعلامي، أو مسؤول نادي معجبيهم.


ولكن مع هذا التطور الحاصل والذي يلقي بظلاله على العديد من الميادين، ما هي تبعاته وكيف يفسِّره الجمهور بما أنَّه المتلقي الأساسي لهذه الأخبار، وكيف ينظر إليه الصحافيون وما تأثيره عليهم وعلى أسلوب عملهم،خصوصًا وأنَّهم باتوا يتلقون الخبر من خلال quot;الفايس بوكquot; بعد أنّْ كانوا صنَّاعه، وكيف إنعكست هذه الظاهرة على كلِّ منهم وعلى الفنان، وهل إفتقد الصحافي للتَّفرد في نقل الخبر؟ أو فقد الفنان رهجته وهيبته لأنَّه بات متاحًالهم بشكل يومي تقريبًا ومباشر ؟

بدايةً أكَّدت الإعلاميَّة، نضال الأحمديَّة، أنَّ: quot;الصحافة لا تقوم على ما ينشر، وما يتم إرساله من الفنانين، وما أسخف الذين يعتقدون أنَّهم سيأخذون مكان الصحافة، لأنَّهم ينشرون الشائعات عن بعضهم البعض في لعبة لا اخلاقيَّة ومفضوحةquot;.

وتضيف أن :quot;ما ينشره الفنانونعلى صفحاتهم في المواقع الإجتماعيَّة لا يؤثر على الإعلامي، لأنَّها غالباً ما تكون أخباراًسخيفة وتافهة، بينما الخبر الناجح والموضوع المثير هو الذي يتم فيه إنتقاد ومناقشة القوالب الموسيقيَّة، والألحان المقدَّمة، والمتابعة الدراميَّة، ومتابعة الأغنية ومستواهاquot;.

وتكمل: quot;الجانب الإيجابي من الموضوع أنَّه أصبح بالإمكان التعرف على الصويحفيين، الذين يعتمدون في عملهم على هذه الصفحات كمصادر، وهذه الشبابيك تتيح المجال للقيام بإحصاءات عن المستوى الثقافي العام وعن الهوية الثقافيَّة، والفايس بوك ما هو الا وسيلة تعارف تسدل الستار بين الإنسان والآخر، وهذا هو الشق الإيجابي فقط من الموضوعquot;.

وتقول الأحمدية: quot;المشكلة أنَّ صحافة الإنترنت لم تنظَّم وفق قوانين قاسية، وهي بالتالي مدَّمرة لمن يعتقد أنَّه يحقِّق شيئًا، لأنَّه يصنع شبابيك ndash; حفر إعلاميَّة سيقع فيه في القريب العاجل، خصوصًا في ظل عدم الرقابة، والفوضى، وحالة الشذوذ عن القواعد.

إلى ذلك، إعتبر الصحافي داني صيرفي أنَّ: quot;تواصل الفنان مع جمهوره عبر الإنترنت هو وسيلة جديدة تتمُّ حاليًا عبر موقع quot;فايس بوكquot; وسواه من المواقع الرائجة، فيجد المتصفِّح أخبارًا فنيَّةً quot;طازجةquot;، كما يتواصل عبر رسائل وتعليقات مختلفة مع فنانه المفضَّلquot;.

وأضاف: quot;إنَّ معظم الفنانين يكلِّفون أشخاصًا للتواصل مع الجمهور بإسمهم، لذلك، فإنَّ المتصفِّح يتواصل مع منتحل صفة، وليس مع الفنان مباشرةً، فيكون المتصفِّح مجرَّد رقم، أو quot;زبونquot; ألبوم بالنسبة إلى الفنان، مع إعتذاري الشديد على إعتماد هذا الوصف، كما إنَّ ما يُعرف بالأخبار الفنيَّة، والَّتي تصدر عن مكاتب الفنانين، وتتكوَّن من سطرين أو ثلاثة أسطر كُتبت بصياغة لغوية ضعيفة جدًّا، ذات مضمون فارغ، لسيت سوى إعلانًا تافهًا لا قيمة لها في ميزان الإعلامquot;.

ويتفق داني مع الأحمدية quot;بأنَّ الصحافي الكفوء يحرِّر الأخبار الفنيَّة بنفسه، وينسج الخبر الذي يرد إليه، ويعيد صياغته، ثمَّ يتوسَّع في مضمونه، ويتقصَّى التفاصيل عند اللزوم، فيصبح خبرًا لائقًا، صالحًا للنشر، كما أنَّ المجلاَّت مثلاً، أو الصحف، ليست فقط مركزًا للأخبار الفنيَّة، فهي تتضمَّن حواراتٍ فنيَّةً، ومواضيع منوَّعة تكون هي الأساس في جذب القارىء، الذي لن يجد أبدًا مضمونًا مشابهًا عبر صفحات الفنانين الإلكترونيَّةquot;.

الصحافيَّة إليان الحاج، من واقع عملها كمستشارة إعلاميَّة لعدد من الفنانين أبرزهم الفنانة، كارول سماحة، والفنان موسى، تؤكِّد أنَّها تحرص على عدم نشر أخبار النجوم الَّتي تتولى كتابة أخبارهم على صفحات مواقعهم الإلكترونيَّة قبل إرسالها إلى الصحف والمجلاَّت، وقالت أنَّ ما تعتمد نشره على صفحات الـquot;فايس بوكquot; هو عبارة عن روابط الأخبار المنشورة في الصحف، وذلك كي لا يُحرق الخبر، ونوَّهت أنَّها بالدرجة الأولى صحافيَّة ومازالت تمارس مهنتها بعيدًا عن عملها كمستشارة إعلاميَّة، مما يحتِّم عليها الحرص على التوازن بين مصلحة الفنان من جهة ومصلحة المؤسسات الإعلاميَّة من جهة آخرى.

وتضيف: quot;المعلوم أنَّ واجب نادي المعجبين متابعة أخبارفنانه المفضَّل وليس إصدار أخباره، وبالتَّالي تنحصر مهمَّته بدعم مسيرة الفنان وأعماله أو حتَّى إنتقادها، ولا يمكن لوجوده أو نشاطهأنّْ يلغي دور الصحافي.

إلاَّ أنَّ الخروقات الَّتي لجأ إليها بعض الفنانين لأسباب خاصَّة بهم وبتسويق صورتهم، جعلت اللغط حاصل في الآونة الأخيرة، حيث نُقلت بعد الأخبار عن صفحات الفايسبوك، وإعتمد بعض الزملاء نادي المعجبين كمصدر، ربما هي سياسة عمل مختلفة يعتمدها بعض الفنانين وأنا أحترمها، إلا أنني لا أوافق عليها، أظن أنَّه يكفي عبثًا بمهنتنا، حان الوقت لنحمي أكثر العمل الإعلامي الذي هو أرقى وأهم بكثير من نقل معلومة بسيطة أو صورة منشورة على صفحات الـ quot;فايس بوكquot;، أظن أنَّ الضرر يحدث لنقص المعرفة، لذا عندما تنقلب المقاييس وتتغيَّر المهام نظن أنَّه ولدت قاعدة جديدة، وأذا كان الأمر كذلك فتلك القاعدة الجديدة غير صحيَّة للمهنة لأنَّها تسمح للبعض وهم غير مؤهلين لكتابة الأخبار ونشر المعلومات وبالتَّالي إحداث تشويه.

وفي سياق متصل، رأت الصحافيَّة، هدى قزي، أنَّ: quot;هناك تحدٍ للصحافي لجلب أخبار جديدة غير منشورة على صفحات الإنترنت أو من قبل نادي المعجبين، بحيث أنَّ لكل خبر خلفيَّة معيَّنة وعلى الصحافي أنّْ يبحث عن هذه الخلفيَّة ومن ورائها وما هو مستقبلها، خصوصًا مع تكاثر الإعلام الإلكتروني، وبالتالي دوره محفوظ وما من أحد يمكن أنّْ يسرق عمله منه، ولكن عليه أنّْ يكون السبَّاق وأنَّ يسعى وراء كل ما هو جديدquot;.

أمَّا الصحافيَّة، زلفا رمضان، فرأت أنَّ: quot;إنتشار صفحات الفنانين على الـquot;فايس بوكquot; لا تؤثر على الإعلام بقدر ما تؤثر على الفنان نفسه، وعلى حفلاته، لأنّ الفنان من خلال نشره لإخباره كل يوم على الإنترنت ووضعها في متناول القارئ وجمهوره فإنه يحرق ويستهلك نفسه، ويخسر الشوق والولع لرؤيته والإستماع إليه، ما أدى إلى فشل العديد من الحفلات مؤخراًquot;.

وتتفق زلفا مع قزيوصيرفي والأحمدية بأن: quot;العمل الصحافي لا يفترض أن يتأثر بهذه الصفحات، لأنَّ علاقة الفنان بالمعجب تتمحور ضمن quot;prestigequot; معيَّن، كما أنَّه لا يعطيه معلومات عن خصوصياته، إنَّما ينشر أخبار أعماله الفنيَّة، بينما دور الصحافي أكبر من ذلك، ومهامه أوسع ولا يمكن أنّْ يأخذها أحد منهquot;.

وبعكس أهل الصحافة والإعلام، رأى الجمهور أنَّ إنتشار ظاهرة الفنان مع جمهوره بطريقة مباشرة، ونشره أخباره بنفسه، قرَّبته أكثر منهم، بحيث لم يعودوا مضطرين لإنتظار صدور الصحف والمجلاَّت الفنيَّة للإطلاع على آخر أخبارهم، ورأوا أنَّ الخبر المنشور أصبح أكثر مصداقية لأنَّه صادر عن الفنان نفسه، وبملأ إرادته، ولا يحتمل التأويل، كما شجَّعوا الفكرة لأنَّه أصبح بإمكانهم التواصل معهم مباشرةً ودون حواجز.

والجدير بالذكر أنَّ هناك العديد من الصفحات المبالغ في أرقام المنتسبين اليها،حيث يعمد البعض لإضافة حسابات وهميَّة لزيادة أعداد المنتسبين لصفحاتهم للحفاظ على الـquot;برستيجquot;، وبالتالي لايشكَّل عدد المنتمين إلى صفحات الفايس بوك مثلاً إنعكاسًا واقعيًّا لعدد المعجبين الفعليين.