تحدَّث الممثل البريطاني، بن كنيغسلي، عن العديد من المراحل في حياته بدءًا من المسرح وصولاً إلى التمثيل.


براغ: ارتبطاسمالممثل البريطاني، بن كينغسلي، لفترة طويلة بالزعيم الهندي الراحل quot;المهاتما غانديquot;عندما أدىدور quot;غانديquot; في فيلم حملاسمه، وحصل فيهعلى جائزة الاوسكار في عام 1982، وعلى جائزة الغولدن غلوب في العام1983، وعلى جائزة الأكاديمية البريطانية للفنون في عام 1982، وعلى ميدالية بادما شري منالحكومة الهنديةفي العام 1982.

لم يكن بن كينغسليغريبا عن الهند على الرغم من جنسيته البريطانية، فوالده من اصل هندي، وأمه بريطانية، ولذلككان اسمه الحقيقي، كريشنا بانديتبانجي،أما جده فعاش في الهند في نفس المنطقة التي ينحدر منها غاندي، وقدعملت والدته عارضة أزياء، ولذلك لم يكن غريبا أن ينتهي إما ممثلا في المسرحأو في السينما أو في كليهما.

ويعترف بن كينغسلي في حديث لصحيفة quot;برافوquot; التشيكية بانخطوة صغيرةفقط فصلت بين أن يصبح ممثلا أو مطربا، كاشفابأنأعضاء فرقة بيتلز الشهيرةولاسيما جونلينون، ورينغو ستار، حاولاإقناعه بالغناء بعد أنشاهداعمله المسرحي الذي غنىفيه في العام 1066 غير انه رفض ذلك.

ويضيف: quot;لقد قالا لي آنذاكإذا لم تبدأ الغناء فستندم طوال عمرك، غير أنني لم أصغ اليهما، ولم اندمعلى ذلك حتى الآنquot;.

بن كينغسليالبالغ من العمر 67 عاماالآن اختار السينما بدلا منالغناء لسبب بسيط جدا يشرحه بالقول: quot;لقد كان عمري أربعة أعوام وقد بكيت طويلا لدى مشاهدتي فيلم quot;لا تقل أبداللحمار لاquot;الذي يتحدث عن الفترة التي أعقبت الحرب في ايطاليا ويتمحور موضوعه حول أيتام فقدوا أهاليهم في جبهات القتالquot;.

ويضيف لقد كان بطل الفيلم طفل رائع في الخامسةمن العمر وكان يتيما غير انه امتلك حمارا وكانا يرتزقان سوية لتامين متطلبات الحياة، غير أن الحمار مرضولذلك قرر الطفل بان يحدث ثغرة في جدار المكان المخصص لدفن المشاهيرفي أرضيةكنيسة محلية يضعه فيها كي يشفى أو أن ينتقل إلى السماء، وقد رفض الكاهن في الفيلم وضع الحمار المريض هناك،ولذلك توجه الطفل إلى المسؤول الأعلى عن الكاهن، ثم عن مسؤول أعلى وأعلى إلى أنوصل إلى البابا نفسه الذي يسمح لهبذلك، وينتهي الفيلم بان يقود حماره ويتوجهإلى سردابالكنيسة، أما ورائهمافيمتد شعاع الضوءquot;.

ويعترف انه بكى جدا آنذاك، وانه منذ تلك اللحظةعشق السينما وقررأن يمارس التمثيل.

ويضيف: quot;عندما سأموت يوما فربما وجدتم على اللوحة الحجرية فوق قبري عبارة لا تقل أبدا للحمارلاquot;.

وأشار إلى أن المخرجمارتين سكورس الذي يصور معه الآن فيلم يتم فيه استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد، كان أيام شبابه معجبا أيضا بهذا الفيلم، وان الأخير قد قدم له نسخة من الفيلم منسوخة على جهاز DVD وذلك أثناء العرض الأول لأحدث أفلامه وهو quot;أمير من بلادفارسquot;.

بن، وعلى خلاف العديد من الممثلين، يكن تقديرا كبيرا لأي دور يسند إليه سواء الذي يلعبفيه دور شخصية عظيمة كغاندي أو دور ساذج كما في quot;أمير من بلاد فارسquot;، ولذلك يحضر نفسه للعب الدور بالشكل الأفضل حيث يقول:quot;بعد تكليفي بالدور ابحث وبسعادة عن مواصفات الشخصية التي سأمثلها كما امثل بسعادةفي الأفلام التي تحمل شيئا من شكسبير، أي حدث واضح وشخصيةدقيقة تمتلكالوضوح في داخلها، وفي نفس الوقت تشهد صراعاتداخلية غير قابلةللحلquot;.

ويعترف أن الكثير من الأدوار التي يؤديها تترك تأثيرا على حياته العادية، مشيرا إلى انه مر ببعض الأوضاعالنفسية الصعبة في حياته كأي إنسان آخر يمر بأوقات مضيئة ومظلمة.

وحول تأديته لدورغانديالذي شكل نقلة نوعية في حياته قال أنه في الثمانينياتمن القرن الماضي كان يركز بشكل رئيسي على التمثيل لصالح جمعية شكسبير الملكية، وانه كان يمثل المسرحية تلو الأخرى إلى درجة انه كاد يفقد نفسه فيها لأنه شعر بأنه تحول إلى مجرد دولاب في آلة.

ويضيف: quot;في ظل هذا الوضع البائس الذي تواجدت فيه توجهت إلى المكتبة واستعرت عدة كتبعلى أمل أن يؤدي ذلك إلى استلهامنصيحة منها، وكانت احدى الكتب من تأليف غاندي، وبعد أسبوعين من ذلك اتصل بي المخرجريتشارد اتينبوروغ وعرض علي تمثيل دور غاندي في فيلم يحمل اسمه ولذلك شعرتفجأة بأنني انتقل من الظلامالمطلق إلى الضوءquot;.