تخلّت المغنيّة الأميركية مادونا عن مشروع خيري هائل مهم لبناء أكاديمية للبنات في ملاوي بعدما اتضح أن رئيس مجلس إدارة المشروع أنفق 3.85 مليون دولار من المال المخصص له على مسرّات الحياة.
نيويورك:
تلقت جمعية المغنية مادونا الخيرية في ملاوي ضربة موجعة مع رفع النقاب عن أن مدراءها أهدروا مبلغ 3.85 مليون دولار من 15 مليونا كانت مخصصة لبناء أكاديمية للبنات وصرفوها على ملذات الحياة من الدور العامرة والسيارات الفارهة، ونتيجة لهذا قررت المغنية إلغاء المشروع برمته.
وكان المدير التنفيذي للجمعية الخيرية، الأميركي فيليب فان دن بوش - وهو شريك مدربة المغنية البدنية - قد اجبر على الاستقالة من الجمعية الخيرية laquo;ريزينغ ملاويraquo; بعد انتقادات حادة وجهت اليه تتعلق بأسلوب إدارته وإهداره الأموال بالملايين وقدراته الإدارية والتعليمية، وفقا لما نقلته laquo;نيويورك تايمزraquo;.
وقالت الصحيفة إن هذا كان يشمل ما وصفه المحاسبون بـأـنه laquo;شطح في الأجور وتهوّر في الإنفاق على السيارات والسكن المجاني وعضويات الأندية الفاخرةraquo;. وتبع هذا إقالة سائر أعضاء مجلس الإدارة وحل محله مجلس آخر مؤقت يشمل مادونا نفسها(52 عاما) ومدير أعمالها.
وعندما بدأ المشروع - الذي خصصت له مادونا 11 مليون دولار من أموالها الشخصية - يتعثر بسبب سوء الإدارة، لجأت المغنية الى laquo;جماعة الإحسان العالميةraquo; الأميركية من أجل المساعدة في توفير 4 ملايين دولار أخرى لإتمامه على النحو المطلوب. لكن هذه الجماعة درست الأمر وأصدرت تقريرا انتقدت فيه إشراف فان دن بوش على المشروع في ما يتعلق بخططه لمباني الأكاديمية ومناهجها التعليمية أيضا.
وجاء في التقرير إن فان دن بوش laquo;يفتقر بالكامل الى الرؤية الثاقبة وليس مؤهلا للإشراف على المشروعraquo;. وقال إنه laquo;أنفق مبلغ 3.85 مليون دولار على ملذات الحياة لنفسه ولمقربين منه بما في ذلك سيارتان فارهتان لشخصين حتى قبل تعيينهما في أي وظيفة بالأكاديميةraquo;.
كما انتقد الملاوية انجميلي اوبونيو، التي كان مقررا أن تصبح مديرة للأكادمية، قائلا: laquo;مع أنها تتمتع بالكاريزما، فإن هذا يحجب حقيقة أنها تفتقز الى الخبرة التربوية والتعليمية الحقيقية. وإضافة الى هذا فقد ساهم عدم إلمامها بالشؤون الإدارية والمالية في الوضع الفوضوي الذي يغلّف مشروع الأكاديميةraquo;.
واتضح السبت أن قرار التخلي عن مشروع أكاديمية البنات - الذي كان مدعوما بعدد من نجوم هوليود وبعض أصدقاء المغنية - اتخذ الشهر الماضي. لكن القرار أغضب السلطات الملاوية إضافة الى عدد من القرويين الذين تخلوا عن منازلهم من أجل بناء الأكاديمية وحدائقها على رقعة من الأرض مساحتها 117 فدانا قرب العاصمة ليلونغوي. ونشأت مشكلة أخرى أثارها هؤلاء القرويون بعد شكواهم من أن جمعية laquo;ريزينغ ملاويraquo; لم تعوضهم بما يكفي عن منازلهم مثلما وعدت في المفاوضات الابتدائية.
وبالرغم من توقف مشروع الأكاديمية، تصر مادونا على أن جمعيتها الخيرية ستواصل نشاطها في ملاوي من أجل التعليم. وقالت: laquo;ملاوي تواجه كارثة حقيقية. فالإحصاءات تشير الى أن 67 في المائة من البنات في هذه البلاد لا يصلن الى مرحلة الثانوية العامة، وهذا أمر لا يمكن قبوله والسكوت عليه. جمعيتنا ستواصل نشاطها وستعمل ما في وسعها لعلاج هذه المشكلة الهائلةraquo;.
يذكر أن المغنية الأميركية تبنت في ملاوي طفلا اسمه ديفيد باندا ثم طفلة هي ميرسي جيمس. وكان هذا أيضا مثار جدل اخلاقي ساخن ووصفه البعض بأنه laquo;قدرة الميسورين على شراء أطفال الفقراraquo;.