دمشق: كشف الفنان السوري ميلاد يوسف إن الجمهور العربي قد تعاطف مع الدراما التركية لكثرة علاقات الحب فيها، مؤكداً على أن الجانب الرومانسي الموجود في تلك الدراما طاغِ بشكل كبير على قضايا الهم العام، والأكشن، وقصص العصابات.

وقال الفنان السوري لـquot;إيلافquot; إن الدراما العربية بشكل عام، والسورية خاصةً، غيبت هذا الجانب المهم من الحياة، معتبراً أن الرومانسية يجب أن لا تختفي وأن لا يستهان بها فهي من أساسيات أي مجتمع، بالرغم من أن الإيقاع الحالي للحياة بعد عصر العولمة قد أفقد الناس شيئاً من العاطفية.

وقال أنه شخصياً يتمنى الأدوار الجديدة والبعيد عن تلك التي قدمها سابقاً، وأنه ميال أكثر لتمثيل الأجواء الرومانسية، متمنياً أن يعود طرح هذه المواضيع في الدراما كونها من المواضيع المهمة التي تمس مشاعر المشاهد، داعياً الكتاب بالإكثار من الشخصيات العاطفية ليعود الآلق لتلك العلاقات ،مبدياً استغرابه من الدراما التي ذهبت باتجاه العلاقات الأسرية والمادية أكثر، كي توصف الدراما بأنها تتناول الجانب السياسي، والهم العام.

وأشار الفنان السوري إلى أن دراما البيئة الشامية التي انتشرت بشكل كثيف في المرحلة الأخيرة تحفظت هي الأخرى عن تلك المواضيع، وقصص الحب، بالرغم من وجوده منذ قديم الزمان، معتبراً أنها ذهبت باتجاه صراع الأشخاص، والعلاقات المادية، وكذلك الصراع مع المحتل الفرنسي والعثماني، كان محور اهتمامها.

جاء هذا الكلام على خلفية تجسيد الفنان السوري ميلاد لدور (ياسين) في مسلسل (رجال العز) للمخرج علاء الدين كوكش، كاشفاً عن دوره بالقول أنه الشاب الوحيد المثقف في الحارة الدمشقية، ويعيش صراعات متعددة فهو معلم المدرسة، ويحلم أن يتحقق حلمه في أن يملك مدرسة ليخاطب من خلالها الجيل الصغير ويربيهم ، كما أنه يعيش قصة حب جميلة وبريئة ومطروحة ضمن المحافظة على عادات وتقاليد تلك المرحلة الزمنية.

وأضاف الفنان السوري بأن ما جذبه في العمل هو أنها المرة الأولى تروى فيها قصص الحب ضمن قالب البيئة الشامية ، وخاصةً أن هذا الطرح هو ايجابي كي نشاهد الألوان المتعددة ضمن البيئة ،بالإضافة إلى أنها شخصية مركبة ومميزة وهي بعيدة كل البعد عن شخصية (عصام) في (باب الحارة) والتي أداها على مدار خمسة أعوام، مشيراً إلى أنه كان متقصداً في عدم تكرار نفسه في مسلسلات البيئة الشامية، معتبراً أن (رجال العز) أجاد اللعب بذكاء في التعامل مع البيئة من خلال حكاية شعبية بسيطة دون الخوض في تفاصيل التوثيق التاريخي.

وأشار الفنان السوري إلى أنتهائه من تصوير مسلسل (كسر الأقنعة) حيث يلعب فيه دور المحقق، بالإضافة إلى عمل (الدبور) مع المخرج تامر اسحق، بالإضافة إلى بعض المشاركات في (بقعة ضوء)، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يشارك في هذا العمل مبرراً أن العمل في مجموعة من اللوحات تعطي المساحة من اللعب والتحرك بعيداً عن القيود المعتادة، وأنه أحب أن يختبر ذاته في إبراز إمكانياته بمجوعة من الشخصيات ضمن قالب ما يسمى بـ(كوميديا الموقف).

وأضاف الفنان السوري في أنه يشارك أيضاً في مسلسل (جلسات نسائية) مع المخرج المثنى صبح، وكتابة أمل حنا ، حيث يؤدي شخصية مركبة تمر بعدة مستويات حياتية من حب، وغيرة، وكراهية، وانهيار، فهو (ماهر) طبيب الأسنان، وزير النساء الذي يتورط في المخدرات، ويقيم العديد من العلاقات المشبوهة والمنحرفة ، ولكن رغم ذلك كله تبقى زوجته (أمل بوشوشة) حبه الكبير، وقال أن العمل نسائي بامتياز، يتعرض للعلاقات بين الرجل والمرأة ضمن فلك المرأة التي هي محور الأحداث، مشيداً بأن العمل مميز بطريقة تناوله في إبراز هذه العلاقات خاصةً بالطريقة الجديدة في الإخراج.

وأشاد الفنان السوري بالفنانة الجزائرية أمل بوشوشة وقال أنها طرحت نفسها كممثلة في أول أعمالها بتجسيدها لدور (حياة) في مسلسل (ذاكرة الجسد) العام الماضي مع المخرج نجدت أنزور ،وقال أن لديها موهبة ممتازة، وهي ممثلة واعدة ،مؤكداً أنها تجاوزت العبء في الحديث باللهجة السورية باجتهادها في التكلم باللهجتين اللبنانية والجزائرية، وكانت حريصة بأن تتقن مجموعة من المصطلحات في سياق اللهجة السورية بالإضافة إلى إتقانها لموسيقى اللهجة السورية، وعبر عن سعادته في دخول العنصر النسائي المختلف بثقافته وشكله إلى الدراما السورية.

وعن أصعب المواقف التي تعرض لها في حياته المهنية تحدث الفنان ميلاد بأنه عندما كان يصور عمل (التغريبة الفلسطينية) مع المخرج حاتم علي ، وحل حينها ضيفاً على الحلقة الأخيرة من العمل بعد أن عرض عليه المخرج الدور قبل التصوير بيومين فقط وكانت أجواء التصوير صعبة جداً ، وخاصة من ناحية بيئة العمل الجبلية ، بالإضافة إلى اللهجة، ولم يكن وقتها قد حضر للعمل بشكل جيد، وأضاف أن معظم مشاهده في الحلقة كانت طويلة جداً في الحوار، ويرافقها انفعال قوي للشخصية ،ولكنه أستطاع تجاوز تلك المرحلة واعتبرها نوعاً من التحدي الذي يزيد من متعة عمله في التمثيل.