دمشق: يعدّ من المخرجين الشباب الجيدين الذين برزوا في الآونة الأخيرة ورفدوا الدراما السورية بأعمال مهمة ومن أبرزها quot;بقعة ضوء 3quot;، quot;صبايا ج1quot;، quot;المرابطونquot;،quot;شو هالحكيquot;،quot;وصمة عارquot;، وأعمال عديدة أخرى تظهرموهبته وأسلوبيته الإخراجية وطموحاته. وفي حوار مع quot;إيلافquot; تحدث المخرج ناجي طعمي عن سبب عودته إلى إخراج الجزء الثالث من عمل (صبايا) وخفايا العمل، وعن تجربته في الموسم الماضي ورؤيته لواقع الدراما السورية.

تخليت عن عمل (صبايا) بعد عملك في الجزء الأول منه، ما سبب عودتك إلى الجزء الثالث؟
شاءت الظروف أن أعود فأنا في الأساس أحببت هذا المشروع منذ الجزء الأول، وبالمناسبة أنا لم أتخلّ عنه، حيث كان هناك اتفاق في حال إنجاز جزء ثان من العمل أن أكون مرتبطاً بمشروع آخر، فالظروف فرقتنا، وها هي تجمعنا من جديد.

سمعنا أن الجزء الثالث من (صبايا) يحاكي مسلسل الأصدقاء العالمي؟
أنا لم أقل مثل هذا الكلام على لساني، والعمل له خصوصيته وجمهوره وموضوعاته وحكاياته التي لا تشبه أي عمل آخر، وكل ما أتمناه هو أن يحافظ المسلسل على جماهيريته، فأنا راض تماماً عن الجزءين الأول والثاني، وسيكون هناك اختلاف في هذا الجزء من ناحية البيت الذي تسكنه الصبايا، إضافة إلى دخول عناصر نسائية أخرى من نجوم الوطن العربي، وغياب بعض العناصر، وهنا يكمن الاختلاف.

صبايا من الأعمال النادرة التي تعتمد على بطولة نسائية؟
هنا تكمن الصعوبة التي واجهتنا، حيث إن معظم الأعمال الكوميدية العربية، وحتى الأجنبية، تعتمد على الذكور، والمتلقي العربي لا يتقبل الكوميديا من الفتيات لكون تصرفات الفتيات حساسة جداً، فالفتاة في مجتمعنا لا تعيش الحياة بحريتها، وتتهم بالمياعة، بمجرد أنها ضحكت من قلبها، وفي كثير من الأوقات أوقف المشاهد كي أزيد من الجرأة لأقوّي الكوميديا في العمل، وكما تعرف إن الكوميديا هي من اخطر الأعمال ونجاحها يقف على شعرة.

وهل تم تغيير شخصيات العمل الرئيسة بشكل مقصود قبل البدء بعملية الكتابة؟
نعم قبل كتابة العمل جلست مع كاتبي العمل الزوجين مازن طه ونور شيشكلي، إضافة إلى المنتج عماد ضحية، واقترحت أن يكتب هذا الجزء باشتراك عناصر عربية، وتم بالفعل استقطابهم كضيوف على العمل، وتم مناقشة الممثلات الأساسيات في العمل في توقيت العمل لهذا الموسم، وحسب ظروفهم، جرى قبول اعتذارهم والاتفاق مع ممثلات جدد، وهذا لا يعني أي إساءة لأي منهن، وتغييرهن لا يعني عدم عودتهم إلى العمل، فيما لو تم انجاز جزء رابع من العمل الذي صار بالإمكان تسميته (مؤسسة صبايا)، وكل من تدخل هذه المؤسسة تصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل.

وكيف استطعت إدارة الفنانات للخروج بالروح الكوميدية التي تريدها؟
في الجزء الأول لم أجرؤعلى رفع سقف الكوميديا، وكنت متخوفاً، لأن المشروع كان شيئاً جديداً بالنسبة إلى المشاهد. أما الآن وبعدما تجاوز مسلسل (صبايا) مرحلة (اللايت كوميدي) وأصبح كوميدياً بامتياز، وأنا وبشكل مقصود وبشكل مخطط وموجّه رفعت الجرأة في العمل ولم أعد خائفاً.

وبصراحة كان هناك سؤال يراودني بعد انجاز الجزء الأول من العمل، وهو ما الهدف من تقديم العمل، خاصةً وإنني لم أجرؤ على طرح موضوعات حساسة من الممكن أن نعالجها، ولم أقدم الكوميديا التي أسعى إليها، ولكنني اكتشفت أنني استطعت أن أقدم إلى الجمهور ساعة تلفزيونية خفيفة بنكهة ممتعة ومسلية، مثل بعض المسلسلات العالمية، (فريندز) مثلاً لا يقدم أفكار مهمة، ولكنهفي الوقت نفسه مسلسل عالمي، وله جمهوره الواسع في كل العالم، وربما من هنا اعتقد البعض إن عملي يحاكي مسلسل (الأصدقاء).

تم توجيه نقد كبير خاصةً لملابس الفنانات، وربما عدم وجود محجبة في العمل أثار حفيظة بعض الفتيات السوريات؟
بالنسبة إلى الملابس فهذا يعود إلى النص الأساسي، فلم تكن الموضوعات المطروحة مكتوبة لفتيات من بيئة محافظة أو فقيرة جداً، والنص هو الذي وجهني للمناخ الذي أعمل به، وأترجم المشاهد إلى صور، وهذا لا يعني أي انتقاص للفتاة المحجبة.

أما بالنسبة إلى النقد فبرأيي أن معظم ما كتب ليس نقداً، وكتبوا عن العموميات، ولم يناقشوا في التفاصيل، وكنت أتمنى وجود تفصيل صغير يمسّ العمل، وأدعو أي ناقد حالياً أن يناقشني بالأخطاء، وللأسف فإن معظم الأقلام كانت تكتب لتحقيق أغراض شخصية ربما للنيل مني أو من الشركة المنتجة أو كي ينالوا من أحد فناني العمل.

وكيف ترى تسويق صبايا هذا الموسم؟
بصراحة أنا غير خائف على تسويق العمل لكون الشركة المنتجة هي شريكة لقناة عربية قامت بشراء العمل قبل تصويره، وأظن أن معظم القنوات التي عرضت الجزءين الأولين سيعيدون عرضه، إضافة إلى الفضائية السورية وهذا يكفي.

نعود إلى مسلسل (بقعة ضوء 7) حيث يتهمك الفنان أيمن رضا بالعمل على إنتقاء اللوحات وبالتالي فشل العمل من ناحية المضمون وحتى من ناحية الإخراج؟
أولاً مسلسل بقعة ضوء لم يكن جديداً على الجمهور، ولم يكن باستطاعتي الإضافة على هذا العمل الجماهيري، وبالنسبة إلى الوحات فأنا كنت أنتقيها، ولم أخذ بعقلية الفنان أيمن رضا، لأنه كان سيضيع العمل لو سمعته، وأيمن فنان جيد ولكنه ليس مفكرًا، ولم أكن أقتنع برؤيته للنصوص، وما كنت أريد منه في العمل هو تمثيله، وليس إشرافه على العمل.

وأنا أقبل هذا الاتهام من النقاد، ولكن أسأل أليس الشخص نفسه الذي اتهمنا شاهد العمل، وتابعه حتى النهاية، إذن فالعمل لم يسقط وكان مهمًا جداً، وما كان ينقصه عدد من الشخصيات الأساسية في العمل قد غادرته وخسارة هؤلاء النجوم أثّر على العمل قليلاً، مع احترامي لكل من شارك في جزئه الأخير.

أخرجت مسلسل (بقعة ضوء 3) و(بقعة ضوء 7) هل تغيرت عقلية الرقابة في الفترة الفاصلة بينهما، وكانت هناك مدة زمنية أكثر من خمس سنوات تقريباً؟
الرقابة تساهلت معنا في الجزء الأخير من (بقعة ضوء) ولاقينا ارتياحًا أكبر، ويبدو أن العاملين في مؤسسة التلفزيون قد تغيرت عقليتهم، وأصبحوا أكثر جرأة في تفهم الجرأة وتقويم الورق بعدما عرفوا أننا أكثر حرصاً على بلدنا عندما نقدم موضوعات جريئة يكون هدفنا تسليط الضوء على الفساد، مع أنني أعترف أن الجزء الثالث في ظل الرقابة الموجودة آنذاك كان أكثر جرأة، وتم تسليط الضوء على الكثير من السلبيات الموجودة وقتها، وكان مناخ الفساد أكبر، لكنها اضمحلت مع تطور البلاد، فلم يعد مثلاً من المجدي التطرق إلى موضوع رشوة شرطي السير.

كيف تنظر إلى واقع الدراما السورية؟
لا خوف عليها أبداً، فالدراما السورية بدأت بقوة، ولن تتراجع بعدما أصبحت أقرب إلى الصناعة وكونت لنفسها أسسًا وبنودًا وركائز، رغم أنها عانت في السنوات الأخيرة مشكلتين أساسيتين الأولى تتعلق بالإخراج والثانية بالنصوص، خاصة بعد ظهور (أنصاف مخرجين) الذين يستقطبهم بعض المنتجين والمنتجين المنفذين لتخفيف النفقات، فساهموا في تخريب الدراما وإضعافها.