يخترن عدة شخصيات في داخله، فهو ممثل ومخرج وكاتب سيناريو ومنتج، يحتفظ بالكثير من الأسرار، مثقف وذكي، يجيد عدة لغات، ولذلك يعتبرمن الوجوه السينمائية الأكثر إثارة في العالم.


براغ:يعتبر الأميركي جون مالكوفيتش، الذي يعشق أوروبا، معلمًا في الأدوار الجذابةالساحرة، لكنه حافظ على الدوام علىالصفات المميزة بشخصه، أما نجمه السينمائي فيشع منذ أكثر من 30 عامًا، وعلى الرغم من ذلك لا يبدو بأنه يتجه نحو الانطفاء على المدى المنظور.

ولد مالكوفيتشوترعرع في الوسط الغربي لأميركا، يختلف في علاقته مع الصحافيين عن الآخرين، لانه تعود على الوسط الصحفي منذ صغره، بحكم أن والديه عملا في هذا المجال، وقد اثر ذلك عليه إلى درجة انهفكر بالإقتداءبهم والعمل في الصحافة.

اهتم بحماية البيئةالأمر الذي ألهمه لدراسةهذا الفرع في الجامعة، غير أن القدر أخذه بعيدًا عن ذلك، فخلال الدراسة بدأ بالاهتمام بمسرح الهواة، وهذا المجال هو الذي تغلب في النهاية لأنه قرر آنذاك العمل ممثلا محترفا.

أسس في السبعينات مع عدد من المتحمسين بينهم الممثل المعروف غيري سينيز، مسرحًا أصبح اليوم مشهورًا جدًا في شيكاغو هو ستيبينوولف الذي أصبح الحب الكبير له.

يعتبر مالكوفيتش التمثيل المسرحي بأنه أكثر صعوبة من التمثيل السينمائي، قائلاً بان الفيلم مليء بالأوهام أما في المسرح فلا يمكن الاحتيال.

ويضيف:quot;أمام الكاميرا يمكن فعل أي حيلة إلى درجة انه يمكن لكم أن تتظاهروا بممارسة الحب، كما أنالتأثيرات السينمائية قادرة على خلق أي وسط تريدونه، أما المسرح فهو عنكم فقط وعما تجيدونه وتتقنوهquot;.

وربما لعب هذا الأمر الدور الرئيسي فيطول المدة التي استغرقها حتىيستقر على الشاشة السينمائية.

العمل السينمائي بدأه في عام 1978، غير ان فيلمه الأول الكبير حل بعد 6 أعوام من ذلك، لأنه آنذاك سمي لأول مرة للحصول على جائزة الاوسكار عن دوره الذي مثله كرجل أعمىفي فيلم quot;أماكنفي القلبquot;.

مثل بعد ذلك العديد من الأفلام منها quot;على خط النارquot; الذي رشح أيضًا للاوسكار، أما أهم أفلامه فهو quot;معارف خطرينquot; الذي تداخل مع حياته الخاصة، لأنه بهذاالفيلم تجاوز التمثيل فيه إلى الواقع مع زميلته ميشيل بفيفير، حيث انتهىزواجه الأول من زميلة أخرى له هي جيلينيهيدلي، وفي النهاية تخلى جون عن ميشيل أيضًا ووجد شريكة حياتية جديدة له أكثر شبابا وهي نيكوليتا بيران، التي لا يزال يعيش معها إلى اليوم وله منهاولدان.

وعلى الرغم من الحب القائم بينهما إلا أنهذه العلاقة لم تكن سهلة وقد شهدت العديد من الأزمات كادت تنتهي عدة مرات بالطلاق .

ولا يخفي مالكوفيتش إعجابه الكبير بالنساء، حيث يقول انه كان على الدوام يمتلك عددًا اكبر من الصديقات وليس من الاصدقاء، وانه يعجبه في النساء أن مناعتهن اكبر من الرجال نفسيًا، كما انه يثمن لديهن المقدرة علىالإصغاء، ويصمدن أكثر في ألازمات، كما أن اغلبهن لديهن في داخلهن فزاعةالأمر الذي يشدهإليهن.

ويبدو أن هذه الكيمياء تعمل في الاتجاه المعاكس، ولذلك يمتلك مالكوفيتش في مختلف أنحاء العالم مجموعات من المعجبات به والمشجعات له يتصفن بالإخلاص له.

ويعتبر مالكوفيتش أوروبا حبه الأخر، فعائلته هي خليط كرواتي فرنسي مع جذور اسكتلندية يفتخر بها، ولذلك يتردد بكثرة إلى أوروبا.

ويؤكد انه ليس من نجوم هوليود الذين لا يستطيعون العيش من دون هوليود، ولكنه بالمقابل لا ينسىوطنه حيث يقولبأنه يشعر على الدوام بأنه إنسان من الوسط الغربي للولايات المتحدة.

مالكوفيتش وعلى غرار العديد من الزملاء له في هوليود، لم يقتصر إبداعه على التمثيلبل جرب الإخراج أيضًا، حيث قام، كما قال، بإخراج أفلام لأهداف مادية فيما نفذ أفلامًاللفرح.

خلال وجوده في مهرجان كارلو فيفاريالسينمائي الدولي في العام 2009 تم سؤاله عن الدور الذي شعر فيه أكثر من غيره بأنه يتطابق مع نفسه، فقال لم يحدث ذلك في أي دور، وربما كان الأقرب إلى ذلك في فيلم quot;قولوا لي كوبريكquot;،حيث يقول كنت في هذا الفيلمأتجول حول العالم كتاجر وأتظاهر بأنني المخرج ستانلي كوبريك، الأمر الذي يشبهني فانا أتجولحول العالمالآن وأتظاهر بأنني جون مالكوفيتش.