لديه قدرة كبيرة على التنوع في أدواره على الشاشة، فمرة يراه الجمهور في عباءة الشاب الطيب الشهم، وأخرى يرتدي عباءة شرير بحثاً عن التنوع، لكنه في النهاية فنان موهوب استطاع أن يثبت أقدامه على الساحة الفنية، إنه الممثل أحمد زاهر الذي مازالت شخصية laquo;ضابط أمن الدولةraquo; الطيب التي ظهر بها في مسلسل laquo;آدمraquo; مع تامر حسني في رمضان الماضي عالقة في ذهن جمهوره.


دمشق:في حوار مع quot;إيلافquot; تحدث الفنان المصري أحمد زاهر عن أخر مشاريعه الفنية ،وعن مدى رضاه عن موقعه في الدراما المصرية، وعن رؤيته للدراما المصرية وكيف يجب أن يوظف الفن في المرحلة المقبلة من تاريخ مصر.

بداية أهلا بك في سوريا، في ثاني تجربة لك بالدراما السورية؟
حقيقةً دوري لا يتعدى (ضيف شرف) على مسلسل بنات العيلة، وأنا وافقت عليه فقط لوقوفي أمام أهم مخرجة سورية وعربية اسمها رشا شربتجي، وبمجرد ترشيحي من خلالها لم أتردد أبداً بالموافقة على العمل، وأنا أجسد دور (مدحت) شخصية مصرية متزوج من سورية ولديه ابنة وحيدة يعيش حياة هادئة حتى يحدث له موقف معين يغير حياته، لتمر بينهم بعض المشاكل، وكل ما أود قوله عن الدور بأنه (ظريف) وخاصةً أن الدور يتحدث باللهجة المصرية وتكون ابنتي الحقيقية هي ابنتي في العمل.
وما انطباعك عن الزيارة لسورية في ظل الأوضاع؟
أنا أشكر الشعب السورى على استقباله لي وهو شعب مضياف حقيقةً، وبصراحة كنت خائفاً في البداية من الظروف المتوترة التي تمر بها البلاد، إلا أن السوريين استقبلوني بحفاوة كبيرة، خاصةً فريق عمل المسلسل وعلى رأسهم مخرجته التي قدمتني بدور مختلف وجديد والشركة المنتجة للعمل (كلاكيت) التي تعاملت بكل حضارة ورقي معي، وأنا أعرف الشعب السوري في زيارات سابقة أثناء تصوير مسلسل (محمود درويش).
نعلم بأن أجر الفنان في مصر يفوق ما يتقاضاه في باقي الدول؟ بصراحة لو لم يكن الدور مجرد (ضيف) هل ستقبل العمل في سورية وفق ميزانية الإنتاج السوري الذي لا يسمح بأجر كبير؟
بالتأكيد كنا سنصل لحل يرضي الطرفين ومن الممكن أن أتنازل إذا كان النص جيداً والمخرج بارعاً والدور مميز ويقنعني ويحفزني على العمل، وأنا حتى في مصر أتنازل أحياناً لصالح الدور الذي أحبه وأقلل من أجري كممثل ،وللأسف ليس كل الفنانين كذلك.
وما جديدك في الدراما المصرية؟
أشارك في بطولة مسلسل (الصقر شاهين) للمخرج عبدالعزيز حشاد والمنتج عصام شعبان، وأقدم شخصية laquo;منذرraquo; وهو شاب عدواني يسعى لامتلاك كل ما ليس له، فيدخل في صراعات مع شاهين الذي يقوم بتجسيده الفنان السوري تيم حسن.
مدى رضاك عن الموسم الماضي؟
الحمد الله شاركت العام الماضي في أفضل مسلسل في رمضان على الإطلاق وهو مسلسل (أدم) الذي فاز بجميع الاستفتاءات ووصلت نسبة مشاهدته إلى (80%) على صعيد الوطن العربي رغم حملات المقاطعة التي تعرض لها النجم تامر حسني لكنه أجبر منظمي المقاطعة بالمتابعة.
وماذا أضاف لك دورك في مسلسل laquo;آدمraquo;؟
أنا مازلت أشعر بأنني قمت بمهمة قومية من خلال دوري في هذا العمل الذي جسدت فيه شخصية ضابط أمن الدولة (هشام مدكور)، فمن خلال هذه الشخصية أثبت للناس أنه كما يوجد في مجتمعنا النموذج السيئ يوجد أيضا الجيد، ولكن الفرق بينهما أن صوت الأخير لم يكن مسموعاً في الفترة الماضية، وهو ما تغير بعد الثورات العربية، بالرغم من أنه مكتوب قبل الثورة ولم نلحقه بالثورة كما فعل غيرنا من صناع المسلسلات، لأننا صورناه وأقفلنا الحتوتة قبل الثورة والعمل أصلاً يتحدث عن الأسباب التي أدت لثورة يناير والعمل يحكي عن مصر في عهد الظلم والقهر وامن الدولة، وأنا أسميته بأنه يحكي قضية بلد.
ما السبب وراء النجاح الكبير الذي حققه المسلسل؟
لعب الفنان تامر حسني دورا كبيرا في هذا النجاح، فمنذ عرض المسلسل عليه أصرّ على أن تكون البطولة جماعية وليست مطلقة له، وكانت بالفعل وجهة نظر صائبة، حيث ساعدت البطولة الجماعية جميع العاملين في المسلسل على تقديم أفضل ما عندهم، وأن تحدد الدراما قيمة كل فنان ولم يحب أن يكون البطل الأوحد وأي سوبر ستار بحجم تامر كان سيفرض نفسه على الأخرين وكان بإمكانه التعاقد مع الوجوه الجديدة كون المسلسل سيحقق البيع المطلوب نظراً لشعبيته إلا أنه أتى بمعظم النجوم في العمل وهذا يحسب لتامر.
وما العلاقة التي تربطك بتامر حسني؟
تامر حسني أولاً من أعز أصدقائي منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً ونحن نسكن في نفس الحي منزله يبعد شارع واحد فقط عن بيتي، وأنا اعتبره أخي.
وهل كانت للصداقة الدور في ترشيحك للعمل معه؟
كان اسمي من أوائل الأسامي التي رشحت للعمل لأنه يحب تمثيلي وهو يقول لي دوماً أني أعطي الشخصية حقها الفعلي، ولو كانت الصداقة السبب في ترشيحي لكنت بطلاً في كل أفلامه ،وتم عرض دور laquo;سيف الحديديraquo; الضابط الشرير في المسلسل علي قبل أن أرفضه ليجسده الفنان ماجد المصري لأني أحب التجديد، فقد قدمت نفس الدور العام الماضي من خلال شخصية laquo;حسام المهديraquo; في مسلسل (بره الدنيا)، وشعرت بأنني إذا وافقت على laquo;سيف الحديديraquo; فلن أقدم جديداً، ولذلك فضلت أن أقوم بدور الضابط الطيب العادل، وأيدني في رأيي هذا تامر حسني، وكان لي هدف من ذلك أن أقدم الضابط العادل أمام الضابط الظالم، لأؤكد للجمهور أنه في كل زمان ومكان يوجد الجيد والسيئ.
هل أنت راض عن موقعك في الدراما المصرية؟
أنا راضي تماماً عن موقعي ولا أندم على أي دور أو شخصية أديتها أو لم يكن لي النصيب في تأديتها، ويكفيني عندما أمشي في الشارع أسمع الناس تأتيني وتقول عني أني ممثل متقن للدور، وأنهم يتابعون المسلسلات التي تتواجد فيها اسمي على تتر العمل كونهم واثقين من اختياراتي ،لأنني من النوع الذي يصبر دون عمل أكثر من سنة لغاية الوصول للدور الذي يستفزني.
رأيك بواقع الدراما المصرية الحالي؟
الدراما المصرية تأثرت قليلاً في بعض السنوات ووقعت بسبب الاستسهال من البعض والفقر الفكري أثر قليلاً، ولكن تبقى الدراما المصرية أم الدراما في الوطن العربي، وتبقى مصر هوليود الشرق ،والدراما العربية تعلمت من المصريين ولكن في بعض السنوات تراجعت وتفوقت عليها السورية بالتحديد، إلا أنها عادت واستعادت المكان البارز في أخر سنتين وأعود لمثال مسلسل (أدم) الذي كان بنظري الأعلى إنتاجياً وتم تخصيص 3 كاميرات سينمائية (ريد) قيمة كل منها مليون جنيه لإنتاج مسلسل واحد فقط وهذا الكم من المال من الصعب إنفاقه في دول أخرى.
برأيك هل ما بين الدراما السورية والمصرية تنافس أم تكامل؟
لا أحب الخوض في الأسئلة التي تسبب الخلافات بين الشعوب أكثر من أنها توقع بين القائمين على الدراما، ولا يجوز تفضيل أي منها هي الأفضل كون ما بينها عبارة عن تنافس شريف ،وأنا لا اقبل التكلم بالسوء عن أحدهما وما بين الدراما السورية والمصرية عنصر التكامل أكثر.
في ظل المتغيرات التي طرأت على مصر بعد الثورة ،كيف يجب أن يوظف الفن في المرحلة المقبلة؟
أولاً يجب أن يحاول الفن أن يناقش المتغيرات وإيجاد البدائل المناسبة التي ترتقي لمستوى الشعوب العربية ولا بد من الفن الابتعاد عن مهمة أنه لا يغير ولا يستطيع حل القضايا وأن مهمته تقتصر على عرض المشاكل، وأتمنى من الفن أن يرتقي لإيجاد الحلول لقضايا العرب ،وأطالب الكتاب بقراءة تحليلاتهم أيضا لمعالجة كل شي في الواقع، وأنا أتوقع أن يقل الإنتاج والأجور أيضاً وهذا ليس عيباً كوننا سنكسب النوعية.
هل أنت متفائل بمستقبل مصر في ظل حكم الأخوان القادم؟
أنا دائماً شخص متفائل ،ومستقبل مصر سيكون جيداً لأن مصر مذكورة بالقرآن الكريم ،وأنا أرحب بتجربة الأخوان في الحكم ولست متخوفاً كون النظام السابق قد أرعبنا منهم لدرجة كبيرة، وأهلا وسهلاً بهم في ظل الحكم الجيد أما أن حاولوا التضييق على الحريات الشخصية وأن يخضعوا الفن للرقابة ،فلا أظن أنهم يتجرؤوا على ذلك كون الشعب المصري لن يقبل السكوت وسيكون في الميدان في أول خطأ يصدر عنهم.
ما دورك أثناء الثورة؟
في فترة الثورة حقيقةً لم أكن في ميدان التحرير، إلا أنني كنت من منظمي اللجان الشعبية وأقوم بحراسة منطقة الأهرام، وكنت المسئول عن مرافقة الجيش لأماكن البلاغات ،وكانت لجنة الحي التي أرأسها من أصعب لجان التفتيش يعني أصعب من رجال الأمن (قالها بضحك).