أكد الفنان السوري، عدنان أبو الشامات،ضرورة فصل الفن عن سياسات الدول، وأشار إلى أنَّ الفن هو فوق الخلافات السياسيَّة، وجاء كلامه على خلفية ما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن مقاطعة محتملة للمسلسلات السورية، لافتاً إلى أنَّ هناك تخوفا عند البعض من منتجي الدراما في بلاده.


دمشق: قال الفنان أبو الشامات لـquot;إيلافquot; إنه من المفروض فصل الفن عن سياسات الدول، وتابع بأنه شخصياً يتابع الكثير من المسلسلات لدول تكون معادية لسوريا كالأعمال الأميركية، ويشاهد الممثلين الذين لهم مواقف ضد الدول والقضايا العربية وضد الدين الإسلامي ومتحيزين لإسرائيل من دون أن يشعر بلزوم المقاطعة إلا لبعض النجوم المتطرفين بآرائهم، لافتاً إلى أن الأعمال الفنية يجب أن تكون فوق اعتبار السياسة.

وأشار الفنان أبو الشامات إلى أنه في كل دول العالم لا تتابع الدراما التلفزيونية خصوصًا كما تشاهد في الوطن العربي، وقال إن الجمهور الغربي يرى الدراما مجرد تمضية للوقت وأنهم غير مستعدينلمتابعة أي مسلسل على مدى شهر كامل وأغلب أعمالهم تقتصر على السباعيات وفي الحدود القصوى هناك بعض الأعمال التاريخية التي تصل عددها إلى عشرين حلقة، وأنهم غير منجذبين نحو الدراما ومتعلقون بها، معتبراً أن زيادة برامج (التوك شو) وكثافة نشرات الأخبار في المرحلة الحالية ليست غريبة في ظل الأوضاع التي تعيشها سوريا.

واعتبر أبو الشامات مواقف بعض الفنانين السوريين في عدم المشاركة بأي عمل لحين انتهاء الأزمة في البلاد بأنها لون من ألوان الحرية الشخصية، ولفت إلى أن الكثيرين من فناني سوريا مستمرون بالعمل في الوسط الفني بالعمل سواء كانوا معارضين أو موالين نافياً وجود الحساسيات الموجودة في المجتمع بين الفنانين.

واعتبر أن الخلافات لن تفسد الود بينهم نظراً إلى أن كل الفنانين بالنتيجة يتكلمون لغة واحدة وهم أخوة بالنهاية ويعيشون مع بعضهم في مجتمع متفتح ومثقف نوعاً ما وطريقة تفكيرهم السياسية هي طريقة مختلفة عن المجتمع الميال نحو الصدام، ولكن الفنان من واجبه بث لغة التحاور الراقية في طرح وجهات النظر المختلفة مع التمسك بالمحبة.

وتابع أبو الشامات بأن الهجوم على الفنانين له عدة أسباب منها اتخاذ بعض الفنانين مواقف حادة من الحراك السوري، وكان لهم وجهات نظر متباينة سواء الانحياز نحو الثورة أو إلى النظام، معتبراً أن الأمر مختلف عما جرى في مصر حيث تعالت أصوات الفنانين في ميدان التحرير، لافتاً إلى أنه نظراً لموقع سوريا الجيوسياسي وكثرة أعدائها في المنطقة جعلت ردة الفعل عند الناس وخصوصًا المثقفين منهم تختلف.

ودافع الممثل عدنان أبو الشامات عن الممثل عادل إمام بعد الدعوى التي أقامها أحد المحامينضده بسبب اتهامه بذمّ الأديان في أفلامه كـquot;الإرهابيquot; وquot;حسن ومرقصquot;، مشيراً إلى أنّ الموقف الذي حصل مع quot;الزعيمquot; يعطي فكرةً عن الأمور التي تنتظر مصر، معبراً عن استغرابه في محاسبة فنان والحكم عليه بالسجن بسبب تقديمه أعمالاً سابقة.

وأشار الفنان أبو الشامات إلى أنه كان منذ مدة قصيرة في مصر لتصوير مشاهده مع quot;الزعيمquot; في مسلسل quot;فرقة ناجي عطاللهquot;، وعبر عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في مصر التي لا تسير في الاتجاه الصحيح على حد تعبيره، معبراً عن حزنه لحالة الفقر والبطالة نتيجة المعامل المغلقة جراء الفوضى وعدم تفاهم الكتل والأحزاب، وأكد أن من واجب الثورة التمتع بالذكاء والأريحية كي لا تقضي على البلد، وأن هناك طرقا كثيرة تحقق المطالب بالحرية والعدالة والديمقراطية من دون أن تشعل البلد لغاية هدف وحيد هو إسقاط النظام، معتبراً أن مصطلح quot;الربيع العربيquot; ليس كذلك خصوصًا ما يتعلّق بحقوق المرأة والطفل، مؤكداً أن حقوقهما تراجعت في ظل الثورات العربية، وأن الثورة التي لا تعترف بهما ليست ثورة على الإطلاق وإنما (ضحك على الدقون).

وأضاف الفنان السوري بأنه متفائل بمستقبل سوريا أولاً قبل أن يتفاءل بمستقبل الدراما، مشيراً إلى أن الدراما مكون مهم وجزء من معاناة المجتمع السوري الذي يعاني شدائد وكوارث، وعبر عن أمنيته في عودة الحياة الطبيعيةإلى الفقراء والمحتاجين من سكان بلاده.

وأكد أبو الشامات أن المتغيرات المجتمعية التي طالت الوطن العربي من تواجد تقسيمات وخلافات جديدة بين العائلات والأصدقاء سوف تخلق مناخات جديدة للكتابة وللرواية والشعر ومختلف الأعمال الإبداعية ما ينعكس على الدراما التلفزيونية ولكنه عاد وتمنى أن يكون الكتاب موضوعيين بتدوين ما يجري، وأن يتم طرح المواضيع بعيداً عن الذاتية.

واعتبر الفنان السوري أن هذه التغيرات هي ما جذبت الكثير من شركات الإنتاج السورية بشكل ماإلى الأعمال الشامية، لافتاً إلى أن لديه الكثير من الأصدقاء من كتاب الدراما لديهم العجز في تناول الطروحات الاجتماعية.

وتحدث الفنان السوري عن دوره في مسلسل الأميمي، مشيراً إلى أنه مسلسل اجتماعي بوليسي بلباس شامي، وأنه يجسد دور رئيس الكراكون المرتشي والذي يتعامل مع مشاكل الحارة ويعمل لحساب (البك) كبير الحارة، واعتبر أنه يعمل مع المخرج تامر اسحق منذ أول أعماله وقال إن المخرج يتيح له التنوع في الشخصيات في أعماله حيث كان المخرج قد رشحه لدور أخر، إلا أنه فضل دور رئيس الكاركون.

واعتبر الفنان أبو الشامات أن مشكلة نقاد دراما البيئة الشامية أنهم يعتبرون أن قصص وحكايا هذه الدراما تجري في الواقع ويتجاهلون الخيال والإبداع فيها والتي من الممكن أن تنسجم وتتقاطع مع الواقع في بعض التفاصيل والشخصيات، مؤكداً أن (الأميمي) لا علاقة له بالتاريخ والتوثيق على الرغم من أنه يتكلم عن حقبة حكم العثمانيين.

وعلى الصعيد الفني أيضاً يستعد الفنان السوري لتصوير مسلسل quot;زمن البرغوتquot; للمخرج أحمد ابراهيم أحمد ويجسد فيها شخصية اللحّام (أبو فخري)، وربما تكون هذه المرّة الأولى التي يتم فيها التركيز في أعمال البيئة الشاميّة على هذا النوع من الشخصيات وتتسم شخصية quot;أبوفخريquot; بلمحٍ خاص باعتباره خفيف الظل ويتحلى بروح النكتة، إضافة إلى تحلّيه بسمات النخوة والرجولة التي تميّز معظم أهل ذلك الزمان.

وأشار الفنان أبو الشامات إلى أن دراما البيئة الشامية هي مجرد تعريف عن العادات والتقاليد القديمة وفيها الكثير من الأمور المستحدثة، وأنه يشبهها بقصص الأطفال والأساطير التي تهدف إلى استخلاص العبرة بالنتيجة.

كما يشارك الفنان أبو الشامات في مسلسل (ثنائيات الكرز) مع نجدت أنزور حيث يجسد شخصية صحافي خرج للتو من السجن لأسباب سياسية، ووصفها بالغريبة بحكم السن، كونه يرى هذا الصحافي الذي ولد من جديد بأن عليه الجنوح إلى سلوك آخر في الحياة.

وأشار أبو الشامات إلى أن (ثنائيات الكرز) عمل اجتماعي- سياسي معاصر، يشارك فيه ممثلون سوريون ولبنانون، ويرصد أحداثاً تكاد تكون مواكبة لما تعيشه سوريا أخيرًا، كما يشارك في فيلم (عرائس السكر) الذي يطل من خلاله للمرة الأولىعلى جمهور السينما.

كما يشارك أبو الشامات في الدراما المصرية من خلال (فرقة ناجي عطا الله) إلى جانب إمام الذي يتولى إخراجه نجله رامي. ويجسد أبو الشامات دور محقق شرطة إسرائيلي يتولى مهمة التحقيق في تهريب السلاح إلى المقاومة في فلسطين ولبنان.