أعلن باحثون أنكليز عن توصلهم لكشف بروتيني يقدم أملاً جديدًا لمرضى السرطان.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعلن باحثون إنكليز عن توصلهم لكشف كبير سيساعدهم على فهم الطريقة التي ينتشر من خلالها مرض السرطان، وهو ما ينبغي أن يقود إلى حدوث تحسن لافت في معدلات إنقاذ المرضى وإبقائهم على قيد الحياة. وفي تعليق لها حول هذا الانجاز الطبي الجديد، تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية إن تلك الكشوفات المثيرة ( التي تقدم تفسيرًا لأسباب تحرر بعض الخلايا السرطانية وتطورها إلى أورام جديدة ) ستؤدي إلى بذل جهود مستقبلية نحو تطوير عقاقير علاجية يمكنها أن تعثر، ثم تقتل، تلك الخلايا المتنقلة.

هذا وقد اكتشف باحثون من معهد بيتسون الرائد في أبحاث السرطان بغلاسكو أن ذلك البروتين الذي يمنع الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأصحاء، يقوم بتغيير الجوانب أو quot;الأوجهquot; لدى بعض المرضى، ما يسمح للخلايا السرطانية بأن تتحرر، وتنتقل، وتبقى على قيد الحياة في مكان آخر بالجسم. وتشير الصحيفة إلى أن هذا البروتين، الذي يُعرف اختصارًا بـ P53، يتمحور وينقلب في 50 % من الأورام الخبيثة كافة، وهو ما يعني أن هذا الكشف يمكنه أن يمنع المرض في نهاية المطاف من الانتشار لدى الآلاف من المرضى سنويًا. وبينما ساهمت التطورات الأخيرة في علاج الأورام التي تصيب مكان واحد في إنقاذ حياة الآلاف من الأشخاص، تبين أن تسعة من بين عشر حالات وفاة بالسرطان تنتج عن الانتشار الثانوي للأورام أو ما يُعرف بـ ( الانبثاث ).

وتؤكد الصحيفة ndash; وفقا ً لرأي الباحثين ndash; على أن فهم العلوم الأساسية التي تقف وراء أسباب تحرر بعض الخلايا السرطانية من إحدى الأورام، ومن ثم انتقالها، والعيش في أجزاء أخرى من الجسم، هو المفتاح لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان. وفي هذا الشأن، تنقل الصحيفة عن البروفيسور كارين فوزدين، المؤلف المشارك في الدراسة والخبير في بروتين P53، قولها :quot; إنه لكشف مثير للغاية، لأننا نتحدث هنا عن عدد ضخم من الأشخاص. مازلنا بحاجة للتعمق في أبحاثنا، لكن ما توصلنا إليه يدفعنا خطوة جيدة للأمام، ويمكننا القول إنها دراسة مهمة للغاية بالنسبة لمسألة انتشار الخلايا السرطانية في الجسم. كما أن فهمنا للأمور الخاطئة بالخلايا والبروتينات التي تسمح للسرطان بالانتشار سوف يُُسهل إصلاحها أو إيقافها. وقد سمح لنا تعاوننا مع خبراء آخرين بالمعهد من التوصل لهذا الكشف بصورة سريعة للغايةquot;.

وقد اتفق الخبراء على أن التحدي الأكبر في سبل معالجة السرطان هو منعه من الانتشار إلى مناطق أخرى بالجسم. وهو ما يصعب تكراره بشكل كبير في أنبوب اختباري، ما يعني أن التطورات التي يتم إحرازها على هذا الصعيد تسير بإيقاع بطيء. وقد تعاون مع طاقم العمل الخاص بفوزدين طاقم آخر من الخبراء المتخصصين في بروتينات إنتغرين الغشائية المدمجة في الغشاء البلاسمي للخلايا الحية. وتبين أن تلك البروتينات يتم تحفيزها لدى المصابين بالسرطان ولديهم صيغة متمحورة من بروتين P53، كي تتصرف بصورة غير طبيعية. حيث تأتي إلى الخلايا السرطانية، جنبا ً إلى جنب مع مستقبلات عامل النمو، قبل العودة لمواقعها الأصلية على جدار الخلايا، ويتم تنسيق هذا كله من قِبل بروتين آخر هام يُعرف اختصارًا بـ quot;RCPquot;.

وتقول الصحيفة إن تلك العملية، التي تتم بصورة سريعة وتتشابه مع الطريقة التي تُتَبع عند تسلق السلالم، يتم فيها جذب الخلية وتحفيزها على التكاثر. وبعدها تتكرر تلك الدورة مرارًا وتكرارًا، ما يعزز من نمو الخلايا الخبيثة. وفي الختام، تنقل الصحيفة عن البروفيسور جيم نورمان، المؤلف المشارك في الدراسة والخبير في بروتينات إنتغرين و RCP، قوله :quot; لقد قرَّب هذا البحث بين بروتينات إنتغرين و RCP، بعد أن كان كل منهما على حدة. كما أن العقاقير التي تمنع ببساطة حركة الخلايا لا تعمل، تمامًا مثل سد باب الحظيرة بعد أن يندفع الحصان إلى الداخل. نعلم الآن أن علينا العثور على عقاقير يمكنها تتبع الخلايا التي تتحرك بصورة غير لائقة، ومن ثم القيام بقتلهاquot;.