طلال سلامة من برن (سويسرا): يسود الاعتقاد، في أوساط الأوروبيين والسويسريين، أن التلوث عامل الخطر الأكثر أهمية في الحمية لدى نشأة سرطان المعدة وهو مرض خبيث، ذو درجة عدوانية عالية، يصيب كل عام أكثر من عشرة آلاف سويسري! كقاتل، يحتل سرطان المعدة المركز الرابع، بعد سرطانات الرئة والثدي والقولون. في الوقت الحاضر، فان حوالي 40 في المئة من السويسريين غير مطلعين على الآليات الطبية الاحترازية لمواجهة المرض. و30 منهم كذلك لا يعرف عن وجود فحوص قادرة على تعقبه بصورة استباقية. كما أن 75 في المئة منهم ينظر اليه كارثة صحية قاتلة لا شفاء منها. بيد أن العلاجات حققت خطوات أمامية هامة ستجعله، كغيره من السرطانات، قابل للهزيمة!

للأسف، فان تشخيص سرطان المعدة، حالياً، في الوقت المناسب، أمر صعب للغاية. اذ ان عوارضه لا لون لها كما عسر الهضم والألم في الجزء الأعلى من المعدة. في أغلب الأوقات، يبرز سرطان المعدة بكل وضوح عندما يكون في مرحلة متقدمة أي عندما يكون غشاء المعدة(في تآكل مستمر) اتخذ مساراً تصاعدياً سرطانياً. في سياق متصل، ينوه الباحثون السويسريون بأن الحمية الغنية بالفواكه والخضراوات الطازجة، لا سيما تلك التي تحوي فيتامين quot;سquot;، تساعد في استباق خطر تعرض غشاء المعدة لأي ضرر قد يؤول الى الاصابة بالسرطان. من جانب آخر، ينبغي الحد من الأطعمة المالحة واللحوم المحفوظة.

ان التدخل الجراحي ممكن عندما يكون سرطان المعدة في مراحله الأولية. لكن الدواء quot;تراستوزومابquot; (trastuzumab)، الذي حصل على الضوء الأخضر لتسويقه من وكالة الأدوية الأوروبية، سوية مع العلاج الكيماوي سيتمكن من محاربة مراحل هذا السرطان المتقدمة، أي (HER2) ايجابي، عن طريق تمديد حياة المرضى وتحسين نمط حياتهم. يوجد أدوية بيولوجية أخرى، لها أهداف جزيئية، تخضع للتقويم الآن. انما تلعب المزايا البيولوجية للخلايا السرطانية أيضاً دور في تمييز أولئك المرضى الذين يستطيعون الاستفادة بالفعل من العلاج الكيماوي.