طلال سلامة من برن (سويسرا): تصاب الدلافين بمرض السكري، تماماً كالبشر. ويعود ذلك أساساً الى الدماغ الذي هو مشابه، من حيث الكبر، للدماغ البشري أي أنه أكبر بكثير من دماغ القرود. ويحتاج الدماغ للسكريات كي يعمل جيداً. هكذا، طور البشر والدلافين معاً أنظمة تضمن تجهيز خلايا الدماغ بالسكر! عندما تضحي كمية السكر الموجودة في الحمية فوق المستوى المطلوب، فان خطر الاصابة بالسكري من نوع 2 يرتفع. بمعنى آخر، فان كمية الجلوكوز(السكر) العالية بالدم لا تهدد صحة الدلافين، في المحيطات، فحسب انما صحة البشر، على اليابسة.

وتبنت الدلافين حمية غنية بالبروتينات وقليلة بالسكريات. عندما تكون صائمة، ولضمان تجهيز الدماغ بكمية كافة من السكر، تدربت الدلافين على تنشيط آليات ترفع أوتوكاتيكياً كميات السكر بالدم. لدى عوتها الى الأكل مجدداً، فان هذه الآليات تسكت. وهذا غير ممكن لدى البشر.

وأضحت الدلافين، بالنسبة للباحثين الأوروبيين والأميركيين، نموذجاً للدراسة بهدف تعميق فهم مرض السكري البشري لايجاد(ربما) علاجات لاستئصاله نهائياً من الجسم. في سياق متصل، تنوه منظمة الصحة الدولية أن 5 في المئة من الوفيات، حول العالم، سببها السكري. وقد ترتفع هذه النسبة الى 50 في المئة في السنوات العشر القادمة. هذا وتصاب الدلافين كذلك بمرض الصرع(من جراء المواد السامة المنتشرة بالبيئة) والفيروسات البشرية كما البابيلوما فيروس(يسبب لدى المرأة سرطان عنق الرحم). في هذه الحالة، لا تصاب الدلافين بالسرطان انما بآفة تصيب جهازها التناسلي وتدعى quot;كونديلومquot;. هكذا، ستستأثر الدلافين بمكانة اختبارية جيدة، بدلاً من القرود والفئران، كنموذج موثوق لدراسة بعض الأمراض البشرية.

وثمة عدة أنواع من البابيلوما فيروس(بين مائة سلالة تقريباً) تصيب الدلافين، بيد أنها لا تتحول لدى الأخيرة الى سرطان! ما يشجع الباحثين على فهم كيفة عمل الدرع المضاد للسرطان، لدى الدلافين، لتفسير ما يحصل لدى الانسان وما هي الأدوية المستقبلية القادرة على حمايته منها.