دعا القضاء البريطاني الحكومة إلى إعادت النظر في قرار فتح مدرج ثالث في مطار هيثرو لإرتباطه بسياسة التغيير المناخي والإختناقات المرورية.

إحتفل معارضو إقامة مدرج ثالث في مطار هيثرو في لندن بعدما أمر قاضي محكمة عليا يوم الجمعة حكومة غوردن براون بمراجعة قرارها في ضوء سياستها البيئية الأوسع.

وكان ائتلاف يضم مجالس بلدية محلية ومواطنين ومنظمات للدفاع عن البيئة احتج بأن توسيع أكثر المطارات الاوروبية ازدحاما، يتعارض مع الأهداف العامة التي التزمت بها بريطانيا على جبهة التغير المناخي. وبعد طول انتظار اتفق القاضي اللورد كارنوث مع وجهة النظر هذه وقال ان موقف الحكومة ضعيف لا يمكن الدفاع عنه.

اوضح القاضي في حكمه ان قرار الحكومة بالموافقة على فتح مدرج ثالث الذي اتُخذ في عام 2003 ونال المصادقة عليه في كانون الثاني/يناير عام 2009 سيتعين إعادة النظر فيه لا سيما بالارتباط مع سياسة التغيير المناخي والاختناقات المرورية.

واكد الائتلاف المعارض الذي يضم ستة مجالس بلدية محلية ومنظمة quot;غرينبيسquot; وquot;الحملة من اجل حماية انكلترا الريفيةquot;، ان قرار المحكمة وجه ضربة قاصمة الى سياسة الحكومة.

وقال بيان اصدره الائتلاف بعد اعلان الحكم ان على الحكومة ان تعود الآن الى نقطة البداية إذا كانت تريد متابعة مشروعها لتوسيع مطار هيثرو وان تعيد النظر بكل مبرراتها لفتح المدرج.

ونقلت صحيفة التايمز عن النائب العمالي جون ماكدونل الذي قاد حملة استمرت 30 عاما ضد توسيع مطار هيثرو ان قرار المحكمة عمليا يسدل الستار على القضية ويدعو الحكومة الى قبول المحتوم quot;والكف عن تهديد مجتمعيquot;. ودعا النائب العمالي الى سياسة نقل تعتمد على القطارات السريعة واصفا قرار المحكمة بأنه نصر يعني ان اي حكومة تأتي لن تكون قادرة على توسيع مطار هيثرو.

كانت الحكومة البريطانية اعلنت منذ عام 2003 تأييدها للخطة الرامية الى فتح مدرج ثالث في مطار هيثرو وبعد تكليف شركة استشارية لدراسة المشروع نال الضوء الأخضر من وزير النقل وقتذاك جيفري هون. ولكن القاضي قال ان قرار هون كان يستند الى وثيقة عتيقة تجاوزها الزمن.

ولم يذهب القاضي الى حد اعلان المشروع غير قانوني وانما دعا الحكومة الى اجراء مزيد من الاستشارات.

وزير النقل اللورد ادونيس رحب بهذه الصيغة قائلا ان مطار هيثرو ليس اكبر مطارات بريطانيا فحسب بل يتيح لملايين المواطنين ان يبقوا على اتصال مع اهلهم واصدقائهم quot;والتمتع بإجازات يستحقونهاquot;.