طلال سلامة من برن (سويسرا): ثمة شكوك قوية تحوم اليوم حول صلة وصل ممكنة بين اللقاح المضاد لمرض الجدري ورد فعل الجسم حيال فيروس نقص المناعة المكتسبة. في الحقيقة، فان الانقطاع عن التلقيح ضد مرض الجدري، في النصف الثاني من القرن الماضي، قد يكون له دور في سرعة تفشي فيروس الايدز، حول العالم. علمًا أن الجدري مرض معدي سريع الانتشار، على غرار مرض الايدز. كما يعتبر من الأمراض الشائعة خصوصاً في المدارس والمعاهد والجامعات وغيرها. وتكثر حالات الاصابة به في فصلي الشتاء والربيع.

في سياق متصل، يعتقد الباحثون الأميركيون، في جامعة quot;جورج ماسون يونيفرسيتيquot;، أن التلقيح ضد الجدري قد يعطي الجسم مناعة معينة ضد فيروس الايدز. ويتم بناء هذا الجدار الوقائي عن طريق انتاج لقاح الجدري لآلية معينة، في نظام المناعة المكتسبة، مفعولها طويل المدى، تقوم بتغيير تعبير بعض المستقبلات ومن ضمنها المستقبلة المعروفة باسم quot;سي سي ار 5quot; (CCR5) الموجودة على سطح الكريات البيضاء الدفاعية. في الوقت الحاضر، يوجد آلاف الأفراد، حول العالم، الذين تعرضوا لفيروس الجدري، سابقاً، ولفيروس الايدز حالياً.

وقام هؤلاء الباحثين بمراقبة قدرة الخلايا البيضاء الدفاعية لدى مجموعتين من المتطوعين المصابين بفيروس الايدز. الأولى خضعت حديثًا للتلقيح ضد مرض الجدري، على عكس المجموعة الثانية. وتشير النتائج الى أن تكاثر فيروس الايدز، في المجموعة الأولى كان متدن للغاية(خمس مرات اقل) مقارنة بالمجموعة الثانية.

بالطبع، تحتاج هذه النظرية الجديدة الى المزيد من التجارب على البشر. في حال أثبتت مصداقيتها فان فيروس الايدز سيواجه، في السنوات القادمة، أسلحة علاجية فتاكة ستمنعه من التكاثر بالجسم بتلك السهولة التي نشهدها اليوم.