طلال سلامة من برن (سويسرا): ثمة مناطق بالجسم لا تنجح الخلايا الليمفوية، وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء، في استكشافها والتعرف عليها، لا سيما أثناء الحياة الجنينية. لذلك، وعندما يصاب العصب البصري بضرر ما، أم التهاب، ولدى احتكاك الدم بأجزاء من العين لا يتمكن الجسم من التعرف على خلايا العين. على العكس يحتسبها الجسم وكأنها غريبة وخارجية. لذلك، فانه يقوم بانتاج أجسام مضادة تقوم بمهاجمة العين.. السليمة! هكذا، تقع العين ضحية للاصابة بالأمراض المناعية الذاتية، بصورة مستمرة.

من جانبهم، يفيدنا الباحثون في مستشفى جامعة جنيف أن التهابات العين الأكثر تفشياً اليوم هي تلك المعروفة باسم التهاب القزحية (uvea)، وهي طبقة الأوعية الدموية للعين التي تقع بين شبكية العين والبيضاء من العين (الصلبة العينية). ما ينجم عنه وجعاً لا يطاق واحمرار يستهدف قرنية العين. ويصاب المريض بضعف في الرؤية، من جهة، وزيادة في ضغط العين، من جهة ثانية.

في حال عدم التدخل على الأثر واستشارة الطبيب، ما يعني اهمال المريض لما يحصل معه، فان المشكلة قد تتطور بسرعة لتصبح اصابة بمتلازمة جوغرن، وهي مرض مناعي يتميز بإنتاج غير طبيعي للأجسام المضادة في الدم، التي تهاجم عدة أنسجة في الجسم. يتميز هذا المرض المناعي بالتهابات في الغدد الدمعية، مسبباً بالتالي جفافاً في العين.كما يؤدي إلى التهاب الغدد المفرزة للعاب في الفم. ما يؤدي كذلك الى اصابة الفم بالجفاف. في الوقت الحاضر، ليس هناك علاجاً تاماً لهذا المرض!

في ما يتعلق بعلاج جفاف العين، يركز الأطباء السويسريين على استعمال الدموع الصناعية (قطرات عينية مرطبة) ومراهم تستخدم ليلاً. في بعض الحالات، يلجأ الأخصائيون هنا الى سد القناة الدمعية كي تغطي الدموع العين لأطول فترة ممكنة.